الوطن
جيران الجزائر مطالبون بترتيبات أمنية لضمان حدودها
مختصون يجمعون على أنها واعية بأن أمنها مرهون بضمان حدودها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 نوفمبر 2013
أجمع أمس، مختصون على أن الجزائر ، وان كانت قد تغلبت على ظاهرة الإرهاب داخليا إلا أن التهديدات باتت اليوم كبيرة على طول الحدود خاصة أمام الانفلات الأمني في أكثر من بلد مجاور وعجز بعض الحكومات في السيطرة على أوضاعها الداخلية، كما زاد انتشار السلاح في تعميق هذه المخاطر ما جعل كل المنطقة مهددة وليس فقط الجزائر وحدها.
وأوضح المتدخلون، في البرنامج الأسبوعي المشترك "باريس - الجزائر مباشر" في حلقته الأولى، على أمواج إذاعة الجزائر الدولية وإذاعة مونتي كارلو الدولية،أن قضية حدود الجزائر الملتهبة بفعل الإرهاب والهجرة غير الشرعية، هي قضية هامة ذات أبعاد إقليمية وحتى دولية .
وأكد الأستاذ بالمدرسة الوطنية للعلوم السياسية، زهير بوعمامة، أنه لا يمكن لأي دولة الآن في ظل تطورات العالم الجديد أن تحقق أمنها بمجرد تأمين إقليمها، موضحا أنه في هذا العصر المتحول أصبح أمن الدول بشكل عام ومنها الجزائر يتأثر بما يحدث في الفضاءات الجيوسياسية وكذا تنامي دور الفواعل غير دولاتية في الحركيات الأمنية.
وقال زهير بوعمامة من الجزائر، إن الحلقة الأمنية الإفريقية في الساحل تحديدا والحلقة المغاربية هي التي لازالت تؤثر بشكل كبير جدا على ادراكات الجزائر لسلوكها الأمني، مشيرا في هذا السياق إلى أن الوعاء الجيو سياسي للجزائر يفرض عليها الكثير من الأمور ومن حق كل الدول أن تصنع لنفسها ترتيبات أمنية لضمان حدودها، مذكرا بمبدأ الجزائر القائم على عدم التدخل في شؤون الآخرين.
من جانبه، الأستاذ الجامعي عادل لطيفي، من إذاعة مونتي كارلو الدولية بباريس، حول سؤال عن ما إذا زادت الحرب في شمال مالي والأوضاع في ليبيا في تأزيم الوضع على الحدود، أوضح أن هناك ظروفا موضوعية تعود إلى فترة سابقة مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، إضافة إلى الظرف الحالي المرتبط بطبيعة التحولات التي تشهدها المنطقة والذي ساهم في ذلك، مضيفا أنه لا يمكن أن نتكلم عن أمن دولة بمعزل عن دول الجوار، واعتبر أن الاستقرار السياسي ووجود إرادة سياسية يعود إلى قوة المؤسسة العسكرية والقدرات المالية للجزائر باعتبارها قوة اقتصادية كبيرة.
كما أكد المتحدث من جهة أخرى أن الجزائر واعية أن أمن المنطقة هو أمنها- وهو ما نلمسه من تصريحات المسؤولين-، وهي تحمل عبءا ثقيلا بعدد الدول المجاورة التي تشهد عدم الاستقرار كتونس نسبيا وليبيا ومالي وغيرها.
ن. س