الوطن

ترشحت للرئاسيات المقبلة بعدما تنكر بوتفليقة لحزبي الذي سانده من قبل

رئيس التجمع الجزائري والمرشح لرئاسيات 2014، الدكتور علي زغدود لـ "الرائد"

كل الأحزاب السياسية في الجزائر بما فيها المعارضة هي تابعة للسلطة
يكشف رئيس التجمع الجزائري، الدكتور علي زغدود، عن الاسباب التي كانت وراء تقديمه من طرف الحزب، مرشحا للانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل 2014، مشيرا الى انه وبالإضافة الى الاستجابة لقرار المؤتمر الأخير الذي زكاه لنفس الموعد، فإنه قرر المشاركة بعد تنكر رئيس الجمهورية لحزبه، بعدما سانده في العهدات السابقة، موضحا أن كل الشروط القانونية متوفرة في شخصه، بما يؤهله لقيادة الجزائر رئيسا للجمهورية.
ويأتي الحوار في سياق سلسلة من الحوارات التي أطلقتها "الرائد" مع المترشحين للرئاسيات المقبلة، خاصة زعماء التشكيلات السياسية.
الرائد: انتقلت من مرحلة دعم المرشح في الانتخابات الرئاسية السابقة عبد العزيز بوتفليقة، إلى ترشيح وتقديم نفسك كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، كيف ذلك؟ 
الدكتور علي زغدود: فعلا انتقلت من مساندة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي نجح بفضل أصواتنا وأصوات غيرنا، لكن هذا الناجح (بوتفليقة) لم يعترف بدورنا ولم يعوض لنا ما خسرناه من اجله، لذا ارتأينا ان نترشح ولا نعطي اصواتنا وتأييدنا لأي احد، حاليا المرشحون للانتخابات في الجزائر عندما ينجحون يصبحون هم المستفيدين الوحيدين عكس الدول الغربية التي تستفيد الجماهير والداعمون للمرشح، بالاضافه الى الاعتراف بهم امام الجماهير .
س: نفهم من ذلك ان ترشحك لانتخابات ربيع 2014 ،جاء من دافع تنكر الرئيس بوتفليقه لكم ولحزبكم؟
ج: هذا جزء وليس كل القضية، وأريد ان أنبه الى ان كل من ينجح في اي استحقاق سياسي يفعل ذلك، وليس بوتفليقة فقط، وحتى نحن تنكرنا لمن ساندونا عندما نجحنا في المجالس البلدية.
س: بترشحك للانتخابات المقبلة، هل تقدم خدمة للسلطة أم تبحث عن حظوظك؟
ج: سبق وان قلت ان شروط الترشح لرئاسة الجمهورية تتوفر في شخصي، سوف أستغل ذلك، ولأني أرى في نفسي أنه بإمكاني شغل منصب رئيس الجمهورية، إذا أراد الشعب ذلك، فأنا أملك الثقافة والخبرة اللازمة والتجربة الكافيه لهذا المنصب؟ 
س: ما هي الاحزاب التي توجه لها أصابع الاتهام بتعطيل نزاهة الانتخابات؟
ج: لا أتهم أحدا... لأني لا أملك أدلة على ذلك.
س: ألا تظن أن أحزاب السلطة كما يطلق عليها لها دور في ذلك؟
ج: كل الاحزاب مرتبطة بالسلطة.
س: بما فيها تلك التي تسمي نفسها بالمعارضة ؟
ج: نعم بما فيها المعارضة، فلو لم تكن ترتبط بالسلطة، فهي لا تعارض، فهناك من يعارض من أجل مكانه على الساحة السياسية وهناك من يعارض من أجل مكانة مالية وهناك من يعارض لإسماع صوته، وهناك من يعارض ليعارض وفقط. 
س: اذا انتقلنا الى الجانب العملي في عملية ترشيحك للانتخابات المنتظرة ربيع 2014، ما هي أكبر العقبات التي تواجهك؟
ج: حاليا توجد مشكلة جمع التوقيعات فهي عملية صعبة جدا وتتطلب الكثير من الجهد.
س: هل ستتوجهون في ذلك الى فئة أو شريحة معينة من المجتمع أو ستعتمدون على مناضلي الحزب؟ 
ج: سنعتمد على كل المواطنين الجزائريين بشتى شرائحهم.
س: بما أنكم أقدمتم على خوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبله فالأكيد أنكم أعددتم برنامجا لذلك، فما هي خطوطه العريضة؟.
ج: البرنامج الآن هو مجرد برنامج نظري، فبوسعي أن أقول أشياء كثيرة، وبوسعي أن أقول ان برنامجي سيكون مهما، ولكن ما الجدوى من ذلك ان لم ألتزم بتطبيقه في الواقع، لذلك فالعمل والجد هو الاهم.
س: أنت مرشح باسم الحزب، فما هي الخطوات العملية التي باشرتم فيها؟
ج: نعم، لقد أعلن الحزب عن ذلك في اجتماع مؤتمره الاخير ، وهذه تعتبر خطوة عملية ،ولكن كما تعلمون يبقى العائق الاكبر هو عملية جمع التوقيعات التي أعتبرها نوعا من أنواع الديكتاتورية، لأنه شرط تعجيزي للكثير من المرشحين، فإذا أخدنا أمثلة من الدول الغربية السباقة في مجال الديمقراطية، فهي لا تقيد مرشحيها بمثل هذا الشرط، وتسمح لكل من تتوفر فيهم شروط المنصب حتى لو بلغ عددهم 50 مرشحا.
س: ما رأيك فيما يتداول عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة؟ 
ج: القانون الجزائري ليس فيه ما يمنع ذلك ولا يحدد عدد العهدات، لذلك له الحق في الترشح للمرة الرابعة. 
س: حالة الرئيس الصحية تثير لغطا كبيرا، ما رأيك في ذلك؟
ج: فعلا هذا الامر متداول كثيرا خاصة في وسائل الاعلام، لكن في الحقيقة ليست الصحافة أو أنا من يقرر ذلك لأن من شروط الترشح تقديم تقرير صحي عن صاحب الشأن، وإن قدم الرئيس تقريرا ايجابيا عن صحته، وذلك طبعا يكون صادرا عن أطباء جزائريين وليس أجانب فهذا يكفي لأن يترشح لعهدة أخرى. 
س: يرى الكثير من زعماء الاحزاب السياسية ان خرجات الوزير الاول عبد الملك سلال تعتبر حملات انتخابية للرئيس بوتفليقة، ما تعليقك؟
ج: أنتم محقون ... سواء كان ينشط حملة لصالح الرئيس أو حتى لنفسه، فهو ايضا معني بالرئاسيات وقد يترشح ان لم يترشح الرئيس، لكن ليس هناك ما يمنع سلال من زيارة الولايات، فذلك من مهامه باعتباره وزيرا أول.
س: ما رأيك فيما يحدث في حزب جبهة التحرير الوطني والصراعات التي تحدث فيه؟
ج: حزب جبهة التحرير الوطني هو حزب السلطة، يعني ان اعضاءه كلهم مسؤولون واطارات ووزراء ومدراء في الدولة، هذا ما يعني أن الخلاف في الحزب ليس على افكار او ايديولوجيات او توجه ما، بل هو صراع مصالح شخصية ومناصب، فهذا الحزب للأسف لم يعد حزب الثورة كما هو مرسوم في اذهان الجزائريين، فأكثر من نصف اعضائه لم يشاركوا في الثورة بل هم اصحاب مصالح لا غير.
س: تعاني الكثير من الاحزاب السياسية من دخول المال الوسخ اليها وهو ما اصبح يحدد المرشحين للمجلس الوطني وباقي المجالس، هل تعانون ايضا من هذه الظاهرة؟
ج: نحن لا نعاني من هذه الظاهرة، لأنه لا يوجد مال اصلا في الحزب لا وسخ ولا نقي.
س: ألا تحصلون على إعانة من الدولة؟
ج: نعم ولكن لا تغطي مصروفات الحزب.

حاوره: فيصل. ح / مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن