الوطن

خمس محطات "قاتلة" أسقطت أوراق التوت عن المخزن

معهد أمريكي يؤكد نجاح الدبلوماسية الجزائرية في إضافة مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية

 

 

أكد أمس مركز أبحاث أمريكي نجاح "الجهود الدبلوماسية الجزائرية في تطويق الرباط في مسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، معتبرة ذلك "إستراتيجية مدبَّرة بتأنٍّ شديد"، وتبادل مدروس للحجج.

وقالت دراسة لمعهد كارنيجي للسلام الدولي إن كل شيء بدأ مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 28 أكتوبر الماضي خلال مؤتمر للتضامن مع قضية الصحراء الغربية في أبوجا في نيجيريا، وقد دعا فيه إلى توسيع تفويض بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. مؤكدة أن الفكرة جُرِّبت في مجلس الأمن الدولي العام الماضي، مع العلم بأن قرار مجلس الأمن الصادر حول الصحراء الغربية في العام 2013 أتى على ذكر مراقبة حقوق الإنسان في تلك المنطقة.

 وأوضح جاك روسولييه أستاذ في الجامعة العسكرية الأميركية الذي أعد الدراسة أن محطّات عدة متلاحقة أو مرتقبة ساهمت في دفع الجزائر نحو تجديد الدعوات لإضافة مراقبة حقوق الإنسان بتفويض بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، وتتمثّل هذه الأحداث بالزيارة المرتقبة للملك محمد السادس إلى البيت الأبيض، وانتخاب المغرب (إلى جانب الجزائر) في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والاضطرابات التي تحدّثت عنها التقارير التي فضحت سياسة المخزن في بلدتين أساسيتين في الصحراء الغربية (العيون والسمارة) في أكتوبر الماضي، والتي تزامنت مع الجولة الميدانية التي قام بها مبعوث الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، كريستوفر روس، إلى المنطقة، ودعوات المنظمات الأهلية (على غرار هيومن رايتس ووتش) وبعض أعضاء الكونغرس الأميركي، على البيت الأبيض لإضافة مراقبة حقوق الإنسان إلى تفويض بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية. 

كما يوضح مؤلف كتاب "وجهات نظر حول الصحراء الغربية: الأساطير والقومية والجيوسياسة" أنه وقع المغرب في الفخ عبر استدعاء سفيره في الجزائر للتشاور، وكذلك من خلال الانتقادات حادّة اللهجة التي وجّهها الملك محمد السادس إلى الجزائر في الخطاب الذي ألقاه في 6 نوفمبر الجاري.

 وأشار المعهد الأمريكي غير الحكومي الى عدم رد الجزائر على "الاستفزاز المغربي" على مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الرباط في ما يؤشّر ربما إلى أنها سجّلت مكاسب سياسية في مواجهة الدبلوماسية المغربية الأقل حنكة التي لاتزال بحاجة إلى اكتساب بعض المهارات في التحكّم بالغضب.

 واستطاعت الجزائر أن تعيد تأكيد موقفها بأن قضية الصحراء الغربية تتعلّق بالتخلّص من الاستعمار، وبأن السبيل الأفضل لمعالجتها يقع ضمن إطار الأمم المتحدة، وبالتالي يجب ألا تؤثّر في العلاقات الثنائية مع المغرب.

واستنتج المعهد أن مسألة حقوق الإنسان في مصلحة الولايات المتحدة، كونها تسلّط الضوء على قضية الصحراء الغربية من منظار يوحّد بين أفرقاء لايجمع بينهم الكثير، والمقصود بذلك المحافظين الجدد والديمقراطيين المثاليين، وذلك في إطار الترويج لمقاربة قائمة على الحقوق من أجل تسوية النزاع بالاستناد إلى استفتاء لتقرير المصير.

م. أميني

/////////////////

 

////////////////////////

 

///////////////////

 

////////////////////////

 

//////////////////

 

 

من نفس القسم الوطن