الوطن

هل يعني جاهزيته للترشح؟

وقوف بوتفليقة على رجليه للمرة الثانية

 

 

تسير عقارب الساعة نحو توفر مساحة أكبر من الظروف المطلوبة كي تصبح فكرة العهدة الرابعة حقيقة مسلم بها في الساحة السياسية، فحزب جبهة التحرير الوطني توصل في الأخير لعقد اجتماع للجنة المركزية بأغلبية أعضائها، وسلال يواصل حشد الدعم غير المباشر لصالح إنجازات العهدات السابقة وهو يمشي في زيارات ميدانية للولايات هنا وهناك، ويعزز من إمكانية قبول الفكرة، ظهور الرئيس واقفا وهو يستقبل رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي أول أمس، واقفا تماما مثل يوم استقباله للإبراهيمي، فهل يعني كل هذا أن الرئيس جاهز لقول نعم لدعاة ترشحه؟

يبدو أن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة بدأ يتحسن أو قد تجاوز مرحلة متقدمة من النقاهة، فقد ظهر لثاني مرة واقفا على رجليه وهو يستقبل رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي يوم الجمعة الماضي، وقف مرحبا به بابتسامة ترتسم على شفاهه، وهو اللقاء الذي حضره الوزير الأول عبد المالك سلال، حيث دار بين الرجلين حديث عن آخر تطورات الوضع السياسي في تونس، وحول مساعي التونسيين لتشكيل حكومة انتقالية غير حزبية، وكان الرئيس بوتفليقة قبل هذا بأيام، قد استقبل بالجزائر العاصمة الأخضر الإبراهيمي وهو وزير جزائري سابق للشؤون الخارجية والمبعوث الخاص الحالي للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، يومها بدا الرئيس واقفا أيضا، ولعلها الرسائل ذاتها التي توحي بها صور لقائه بالغنوشي لثاني مرة، ولا يفهم حتى اللحظة إن كان استقبال رئيس أهم حزب سياسي يحكم في تونس، ويعد هذا الظهور للرئيس واقفا كإشارة لكل معارض لفكرة العهدة الرابعة، هذه الأخيرة، ظل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني يناضل من أجل فرضها كأمر واقع عبر تصريحاته العديدة أمام الصحافة أو أمام مناضلي وإطارات الحزب، ولعل تمكنه من جمع أغلبية الأعضاء باللجنة المركزية للأفالان أمس ( 288 عضو حضروا اللقاء الذي تم أمس)، من أجل الكشف عن تركيبة المكتب السياسي الجديد، وهي الخطوة التي تمهد لجاهزية الحزب للقيام بحملة الرئيس بوتفليقة في الرئاسيات إن هو لبى النداء فعلا، فالحزب رشحه بشكل رسمي، وأغلبية أعضاء اللجنة كانوا مع الترشيح، مما يعني أن الكرة الآن في مرمى الرئيس الشرفي للحزب، وهو ربما ينتظر الوقت المناسب لإعلان ذلك وفقا لتصريحات أفالانيين، وإن أخذنا خرجات الوزير الأول عبد المالك سلال في الولايات بشكل مكثف وأسبوعي، فذلك يعني حقيقة واحدة وهي الحملة الانتخابية المسبقة للرئيس لخلافة نفسه، ويبقى ظهوره واقفا أصدق تعبير عن إمكانية استكمال المسار والترشح لعهدة رابعة إن لم يتعذر عليه الأمر بسبب وضعه الصحي، وهي أكبر الظروف التي ما تزال غامضة بالنسبة للكثيرين والمشككين في حقيقة فكرة "العهدة الرابعة" التي باتت حدثا سياسيا يلقي ويخيم بظلاله على كل نشاط سياسي أو لقاء بين رئيس حزب وآخر، فهل ستتحقق نبوءة سعداني وزمرة الداعمين لبقاء الرئيس؟ 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن