الوطن

التحصين والتجديد تدعو لانتخاب أمين عام جديد

بعد لقاء غير رسمي جمعه بسلال، سعداني يستعرض سيطرته على الأفالان من أروقة الأوراسي

 

أكثر من 50 عضوا في اللجنة المركزية يفكرون في الاستقالة من الأفالان قبل المؤتمر القادم

تعقد صبيحة اليوم، اللجنة المركزية، لحزب جبهة التحرير الوطني، أشغال دورتها العادية الأولى التي سيخصصها الأمين العام، عمار سعداني للإعلان عن تشكيل المكتب السياسي من جهة، وتأكيد الأفالان على ترشيح الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة للرئاسيات المقبلة من جهة ثانية، بالرغم من أن الرئيس لازال لم يتطرق إلى هذه القضية بشكل رسمي سواء بالقبول أو بالرفض، يحدث هذا في الوقت الذي ينادي الجناح المناوئ لجناح سعداني بضرورة تطبيق بنود النظام الداخلي والقانون الأساسي للأفالان الذي_اغتصبه_ أصحاب المال الفاسد على حدّ تصريح عبد الرحمان بلعياط لـ"الرائد"، الذي أكد على أن ما يقوم به جناح سعداني سيدخل الحزب في متاهات هو في غنى عنها خاصة في هذا الوقت الذي يسبق رئاسيات 2014، مشيرا إلى أن الأطراف التي تدعم جناح الأمين العام هدفها زعزعة استقرار ووحدة الجبهة قبل الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، يحدث هذا في الوقت الذي أسرت فيه مصادر من محيط سعداني أنه التقى ظهر أمس الوزير الأول عبد المالك سلال على مأدبة غداء، نظمها سلال على شرف الرجل الأول في الحزب العتيد بعد أن كثرت الشكوك حول ضلوع أطراف مقربة من سعداني في الوقفات الاحتجاجية التي طالت الوزير الأول مؤخرا في عدد من الولايات، حيث تشير مصادرنا إلى أن أطرافا نافذة في السلطة رتبت لهذا اللقاء أمام تخوف الوزير من سحب الثقة من حكومته من قبل نواب الحزب العتيد، وهو التخوف الذي دفع بالوزير الأول إلى التعجيل بمعالجة المشاكل العالقة بينهما وقد سبق هذه الخطوة اتصال قام به سلال منذ أيام بسعداني للتأكيد فيه بأنه لم يكن يقصده هو في التصريحات التي أطلقها من جيجل وإنما أطراف أخرى.

أيام سعداني معدودة حسب جناح"التحصين والتجديد" و90 بالمائة من اللجنة المركزية ضدّه

أكد، كل من المنسق السابق للمكتب السياسي، عبد الرحمن بلعياط، ومنسق التقويمية عبد الكريم عبادة، اللذين أصبحا رسميا ينضويان تحت جناح"التحصين والتجديد"، على أن أيام سعداني على رأس الأمانة العامة مسألة وقت ليس إلا، حيث أشار هؤلاء في اللقاء الذي جمعهم أمس بفيلا الحركة بدرارية بالعاصمة، إلى أن هذا الجناح الذي يضم أكثر من 130 عضو من أعضاء اللجنة المركزية، قد شرعوا رسميا في التحضير لعقد دورة شرعية للجنة المركزية لانتخاب أمين عام خلفا للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وهي الخطوة التي يملكون الحق في القيام بها على اعتبار أن هذا الجناح الذي يضم تشكيلة المكتب السياسي القديم من يملك الحق وفق القانون الداخلي والنظام الأساسي للأفالان على تنظيمه، وعلى هذا الأساس فقد أشار المشاركون في هذا اللقاء إلى أن لقاء الأوراسي اليوم غير قانوني مؤكدين عزمهم على مواصلة التصدي للخروقات التي يقوم بها سعداني بدعم رجال الظل في السلطة على حدّ تعبيرهم.

هذا وأكد هؤلاء على أن أعضاء اللجنة المركزية الذين هم ضدّ سعداني اليوم يقدر عددهم بـ 320 عضو أي ما يعادل 90 بالمائة من أعضاء اللجنة المركزية، وسيتبين هذا فور الإعلان عن تشكيل المكتب السياسي الذي يرتقب أن يقوم به سعداني في لقاء اليوم، والذي أراد سعداني وجناحه أن يكشف عنه بأسلوب الترهيب والإيهام بأن للرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة يدا فيه، بالرغم من أن هذا الأخير حسب هؤلاء لازال لم يقل بعد كلمته فيما يعيشه الحزب العتيد منذ أشهر عديدة، وهو الأمر الذي دفع بسعداني إلى الاستحواذ على الحزب من خلال الترويج لفكرة أنه مدعوم من قبل الرئيس، حيث أضحى اليوم يقوم بالسمسرة باستخدام هذا الاسم والمناداة بدعم مشروع العهدة الرابعة التي لازال لم يقل المعني بالأمر كلمته فيها بعد.

سندعم بوتفليقة إذا قرر الترشح وبن فليس ليس شيطانا!

وأوضح عبادة في سياق متصل، أن جناحه، سيكون أول من سيدافع عن مشروع العهدة الرابعة إذا ما كشف رئيس الجمهورية عن نيته في خوض غمارها مرّة أخرى، مشيرا إلى أن الأفالان سيدعم بوتفليقة إن قرر الترشح وانجازاته هي التي ستدافع عنه وليس ما يقوم به دعاة العهدة الرابعة الذين يفتقدون لمشروع حقيقي، وأردف المتحدث قائلا في الصدد ذاته "نحن مناضلون في الافالان ولسنا مناضلين لدى بوتفليقة ولا بن فليس" وقد "اخترنا بوتفليقة في 1999 لأننا كنا نرى فيه المنقذ ولا أحد ينكر انجازات بوتفليقة ولا أحد يتجرأ أيضا على إنكار ما قام به بن فليس ولا أفهم لماذا يتم تجريمه الآن" مضيفا "بن فليس ليس خائنا ولا شيطانا وكان رئيس حكومة ووزير عدل ومدير حملة الرئيس بوتفليقة وأمين عام الحزب فلماذا يسعى البعض لإظهاره في ثوب شيطان الآن". 

بلعياط يصف المشاركين في لقاء الأوراسي بالمتسلقين

واعتبر بلعياط في السياق ذاته، أن لقاء اليوم الذي وصفه بـ"غير الشرعي"، سيشارك فيه المتسلقون من الأعضاء الذين يحوزون على عضوية في اللجنة المركزية، خاصة أولائك الذين جاءت بهم دورة المؤتمر الفارط لا يملكون الرصيد النضالي الذي يسمح لهم بتبوء مناصب قيادية في أعلى هرم الحزب، حيث يطمح كل من يشارك في لقاء اليوم إلى الحصول على فرصة للتموقع أكثر داخل الحزب العتيد قبل عقد أشغال المؤتمر العاشر بداية سنة 2015، وحمل المنسق السابق للجبهة عبد الرحمن بلعياط، مسؤولية ما سيحدث عن هذا اللقاء للأعضاء الذين سيشاركون فيه.

وأشارت مصادر"الرائد"، إلى أن لقاء اللجنة المركزية اليوم، الذي سيعقد بفندق الأوراسي بالعاصمة، سيخرج فيه المشاركون ببيان ختامي تماما كالبيانات الختامية التي صدرت عن لقاء المحافظين ونواب الحزب بغرفتيه مؤخراً والذي تم فيه تزكية قرارات سعداني الأخيرة، حيث تشير مسودة البيان الختامي التي اطلعنا عليها، إلى التأكيد على مطالب المحافظين والنواب، دعم الخرجات والتصريحات الأخيرة التي صدرت عن الأمين العام، خاصة ما تعلق بالمطالبة بتعجيل تعديل الدستور قبل رئاسيات 2014، والمطالبة بترشح الرئيس الشرفي للأفالان لهذه الاستحقاقات الرئاسية، كما سيشمل ذات البيان على تقديم حوصلة عن انجازات الحكومة منذ اعتلاء الرئيس لسدّة الحكم، حيث سيقدم سعداني حوصلة عن انجازاته الداخلية والخارجية، وعلى جميع الأصعدة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.


خرجات سعداني الأخيرة دفعت بالبعض إلى التفكير في الاستقالة قبل المؤتمر الـ 10

كشف مصدر من اللجنة المركزية، أن عددا من أعضائها قد شاركوا في لقاء جمع بينهم وبين القيادي البارز في الجبهة عبد القادر حجار، الذي يعرف بمهندس الانتصارات والإخفاقات، حيث أن هذا الأخير قد طلق الأفالان نهائيا، وقد أوعز لعدد من المقربين منه، في لقاء جمع بينهم بمقر عمله بتونس، أنه يعتزم المضي قدما في مشروع المقاطعة لكل ما يتعلق بالأفالان، حيث يدرس رفقة ما لا يقل عن 50 عضوا ممن يحوزون على عضوية في اللجنة المركزية الاستقالة من الحزب العتيد قبل موعد المؤتمر المقبل، المرتقب عقده سنة 2015، وقد صرح حجار بهذه الفكرة لهؤلاء الذين شرعوا بدورهم في تسويقها على نطاق واسع خاصة في الجناح المناوئ لسعداني وسياسته، ومن المرتقب أن تجد هذه الخطوة مؤيدين لها في ظل استمرار تموقع أصحاب المال الفاسد والنضال المشبوه داخل هياكل الجبهة منذ المؤتمر التاسع، أي منذ عهد الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم وهي ذات الشخصيات التي تجيد اللعب في الوقت بدل الضائع ما مكنها اليوم من التموقع في عهد بلخادم وفي عهد خليفته.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن