الوطن

الطموح لـ "نائب الرئيس" يؤجل ترشح أويحيى للرئاسيات؟!

رفض الترشح لمنصب الأمين العام الذي استقال منه وأغلق باب الدبلوماسية

 

 

فتح جناح المنسق الوطني في حركة تقويم وحماية التجمع الوطني الديمقراطي، يحيى قيدوم، بحر الأسبوع الفارط، مشاورات أوسع مع قيادات وأجنحة أخرى داخل الأرندي بالرغم من أنها تختلف معها في التوجه والقناعات بحثا عن التوليفة القوية التي ستقود الحزب للاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها رئاسيات 2014 ودعم القيادة الجديدة لمرشح السلطة الذي لازالت شخصيته لم تتوضح بعد ملامحها، يحدث هذا في الوقت الذي كشف فيه أحمد أويحيى الأمين العام السابق للحزب للقيادات التي تواصلت معه بهدف التقدم للترشح للمنصب الذي استقال منه قبل أشهر بأنه طموحاته السياسية اليوم أكبر من العودة للأمانة العامة للحزب، كما أعرب لهؤلاء عن نيته في تبوأ مناصب أكبر دون الكشف عن محتواها أو إن كانت قد عرضت عليه من قبل أجهزة أخرى في السلطة مكتفيا بالرد أن الأشهر المقبلة كفيلة بأن توضح هذه الأطروحات رغم استمرار الغموض في امكانية تعديل الدستور قبل الانتخابات الرئاسية.

وأكد مصدر مقرب من أويحيى، في حديث له مع"الرائد"، أن هذا الأخير قد أعلم الجهات التي عرضت عليه منصبا دبلوماسيا برفضه لهذا المنصب، كما سبق وأن أشرنا إليه في أعدادنا السابق، ليؤكد أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى يتطلع اليوم شأنه شأن عدد من السياسيين البارزين الذين أبعدهم المناضلين من أحزابهم برضاهم أو مرغمين يتطلعون قبل أشهر قليلة تفصلنا عن الرئاسيات القادمة ليكونوا في طليعة المشهد السياسي الجزائري، سواء عبر باب الرئاسيات كمرشحين لهذا العرس الانتخابي أو عبر مناصب سامية في الدولة، خاصة فيما يتعلق بمنصب نائب الرئيس الذي تتطلع له أكثر من شخصية سياسية بحجم رجال السلطة السابقين من أمثال أويحيى وبلخادم وحتى رجال السلطة الحاليين مما يبين انخراط مجموعة اويحي في مسار تعديل الدستور قبل الانتخابات الرئاسية ، هذا ورفض المصدر ذاته التأكيد على أن أويحيى سيكون أحد "فرسان "رئاسيات 2014 لكن وبالمقابل أوضح أن هذا الأخير لم يرفض هذا الخيار الذي عرض عليه من أطراف عديدة، منوها إلى أن أويحيى رجل دولة بكل المقاييس وأن خيار العودة إلى الساحة السياسية التي أبعد عنها سيكون بطموحات أوسع من الأمانة العامة للتجمع الذي قاد جناح يحيى قيدوم مهمة الإطاحة به ما دفعه إلى الخروج من الباب الواسع للحزب عبر تقديمه لاستقالته من  منصبه ومنذ ذلك الحينيضيف المتحدث، والأرندي يعيش صراعات داخلية كبيرة أدت إلى المطالبة بعودته إلى الحزب أشهرا قليلة بعد رحيله بالرغم من تواجد أصوات ترفض عودته لكنها لا تحوز على الأغلبية داخل الحزب.

وفي سياق متصل، تشير مصادرنا إلى أن عودة الأمين العام السابق لهذا المنصب أصبح يزعج جناح الأمين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح أكثر مما يزعج شخصيات أخرى ترغب في أن تتبوأ هذا المنصب، ويأتي هذا الانزعاج من قبل بن صالح بعد أن تلقى تقارير عن عقد الجناح المساند لعودة أحمد أويحيى وجناح القيادي يحيى قيدوم للقاءات مع أطراف سياسية أخرى من خارج الحزب وهي ما شكلت قناعة لدى الرجل بأن تواجده اليوم على رأس الأرندي مسألة أسابيع ليس إلا، خاصة في ظل تقلص شعبيته داخل وخارج حزبه، وزادت حدّة الانشقاقات الداخلية التي حدثت بعد تواجده في منصب الأمين العام بالنيابة من قوة الأجنحة التي تنادي برحيله وأخرى تنادي بعودة أويحيى الذي لازال قرار انسحابه من الأمانة العامة للحزب يشكل حسب سياسيين ومحللين بأن الأسابيع المقبلة ستكشف عن فحوى هذه الخطوة المفاجأة والتي أعقبها صمت وابتعاد عن المشهد السياسي بما يوحي بأن هذا الصمت والابتعاد عن المشهد قبل المواعيد الكبرى هو تمهيد لعودة وشيكة للسلطة بوجه جديد ولعل منصب نائب الرئيس الذي سيستحدث في الدستور المقبل الذي تنادي وتروج أطراف محسوبة على السلطة له سيشكل عودة ابن السلطة المدلل الذي طالما ارتبط بشخص أويحيى.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن