الوطن

وزير خارجية المغرب يتهم الجزائر بتقويض دوره إفريقيا

برغم تأكيد لعمامرة بأن المخزن عزل دوليا

 

 

يؤكد المخزن مرة أخرى، إصراره على التشويش على العدوة القوية للدبلوماسية الجزائرية في الساحة الدولية والإقليمية، مع تزايد الضغوطات الدولية عليه، بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية رمطان لعمامرة بشأن التعامل مع المغرب في قضية تدنيس رمز من رموز السيادة الوطنية، ها هو وزير الشؤون الخارجية المغربي يزيد من وقود النار المشتعلة لمّا قال أول أمس، إن الجزائر تريد "تقويض المغرب واستغلال المنطقة وقطعه عن عمقه الأفريقي للتحكم بعقلية الخميسينات" .

تصريحات مزوار ، جاءت بالتزامن مع ما قاله رمطان لعمامرة بشأن العلاقة مع المغرب والجدية في الرد وبالطريقة المثلى لما يتعلق الأمر بالرموز الوطنية، فوزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، تحدث بنوع من التهجم على الجزائر  معلقا على الخطاب الأخير للعاهل المغربي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء (احتلال الأراضي الصحراوية)، حيث قال "إن خطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الـ38 للمسيرة الخضراء لم يكن موجه لطرف واحد، معتبرا اللهجة التي جاء بها تؤكد فكرة أساسية هي تغير موقف "المغرب الظريف" للتعامل بصرامة وحزم مع كل عندما تمس كرامته.. وفق تعبير الوزير، وهو ما يفهم منه أن المخزن يصر على التصعيد في تعامله مع الجزائر، ليس فقط لموقفها من القضية الصحراوية، بل لأن الجزائر عادت لتعلب دورا محوريا وإقليميا في إفريقيا كما كان منوطا بها ووفقا لأعرافها الدبلوماسية المستمدة من بيان أول نوفمبر، ثم يضيف مزوار  أمام مجلس النواب خلال تقديمه لميزانية وزارته الفرعية، أن "الرسالة التي حملها الخطاب" ويقصد خطاب الملك محمد السادس، الذي يزيد من تصعيد اللهجة ضد الجزائر، ل " فهمت أننا سنرفع من لهجتنا عندما يحتاج الأمر لذلك، وعلى الجميع أن يأخذ بعين الاعتبار أننا سنسعى للحفاظ على مصالح الوطن.. فطريقة تعامل المغرب ليست ضعفا منه.. لنا ثوابتنا وقناعتنا ويجب أن تجعلنا أكثر تماسكا فيما بيننا لأننا نعيش تحديات ولنا توجهات". وشدد مزوار في تهجمه مجددا على الجزائر بوصفها "الجار الشرقي" الذي يريد أن يبقي الصراع مع المخزن بدعمه لجبهة البوليساريو، وقال " لو استطاعوا أن يحسموا الإشكال لاستغنوا عن البوليساريو وتنكروا لها، لأن هدفهم هو تقويض المغرب واستغلال المنطقة وقطع المغرب عن عمقه الأفريقي للتحكم بعقلية الخميسينات، وفي هذا الكلام رسائل واضحة من الخارجية المغربية واعتراف بقوة الدور الجزائري جعل المخزن يعيش عزلة دولية، وهذه العزلة هي الدافع الكبير للهجمات المغربية ضد الجزائر، والتي وصل بها الأمر إلى المساس بالعلم الجزائري وهو رمز من رموز السيادة الوطنية، وفي هذا الإطار كان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد أعطى جوابا صريحا لما قال أول أمس في ندوة صحفية "إن الجزائر لها القدرة الكافية للدفاع عن مصالحها ولها في الساحة الدولية بحكم تمسكها بالقانون الدولي...". وفي هذا ما يكفي من دلائل على أن المغرب قد عزل دوليا لما قام بالتغاضي عن فعل "تنزيل العلم من القنصلية الجزائرية في الرباط " وهو ضد الأعراف الدبلوماسية، هذا الأمر  سكت عنه وزير الخارجية المغربي في تصريحاته أمام مجلس النواب، لكنه بالمقابل زاد من إشعالا فتيل الحرب لما ذهب للقول "لو كان لقيادة البوليساريو حرية القرار لاتجهت مع الخيار الآخر"، في إشارة منه لمقترح الحكم الذاتي، ومسترسلا: "نحن أمام خصم يتقن فن التلاعب والمناورة ويساعده في ذلك الخطاب والإمكانات المالية الضخمة ودبلوماسية المصالح".

مصطفى. ح


من نفس القسم الوطن