الثقافي

مؤلفون وناشرون أفارقة يدرسون إنشاء اتحاد إقليمي لهم

من خلال تقديم رؤية واضحة حول واقع الكتاب

 

يأمل الكتاب والناشرون الأفارقة المشاركون في معرض الكتاب الجزائري إلى تقديم رؤية واضحة على ما تنتجه دور النشر الإفريقية لا سيما في ميدان الرواية المحلية وذلك بغية تسجيل حضور قوي ومميز يحوي جزءا هاما من الثقافة القارية المشتركة التي تبقى كأحد الألغاز التي تستهوي الراغبين في فكها. كما يرجو المشاركون في الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ 18 بالعاصمة الجزائرية أن تتوسع دائرة المهتمين بالكتب الإفريقية ، فالبرغم من الإقبال الكبير والتفاعلية المعتبرة التي تميز بها رواق الكتاب الأفارقة في الجناح الرئيسي للمعرض إلا أن نهم الجمهور الجزائري اكبر بحسب تقديرات الكتاب الأفارقة . ويسعى الروائيون الأفارقة وأصحاب دور النشر اليوم إلى تأسيس اتحاد إفريقي يضمهم تحت راية واحدة ترمي بالأساس إلى الترويج للثقافة الإفريقية بكل ما تحويه، وهو ما يشير إليه الكاتب والروائي الكونغولي موكالا كاديما نزوجي "نحن نسعى للاتحاد تحت راية واحدة .. بين كل المؤلفين الافارقة الحاضرين في معرض الجزائر الدولي من اجل النظر في إمكانية الشروع في تأسيس جمعية يلتئم بها كل الافارقة دون وضع حصرية او إقصاء لاي طرف بل تجمع كل الناشرين الذين يسعون الى التعريف بالكتاب والفكر الإفريقي" وأوضح كاديما نزوجي ان هنالك اتحادات وطنية للكتاب واتحادات وطنية للناشرين" لكن يجب على كل حال العمل لإنشاء اتحاد للكتاب الأفارقة والذي من شأنه توفير الظروف المناسبة لأعمال منشورة مشتركة ويسمح بتبادل الخبرات على مستوى الكتابة والنشر والسماح للآخرين للتعارف بطريقة أفضل وجعل المنتج الأدبي أكثر مقروئية ونشرا. وقد أعرب الكاتب الروائي المالي ماري طراوري عن دهشته للتنظيم المحكم الذي طبع صالون الجزائر لهذه السنة "بالنظر لما عشناه في صالون باريس فإنه لا يمكن أن نقوم بالمقارنة بما تبذله الجزائر من جهود في قطاع الثقافة .. لو أن البلدان الإفريقية حاولت أن تبادر بمعارض مثل ما تقوم به الجزائر فإن الأدب الإفريقي سيكون الرابح الأكبر". وأضاف لقد تغيرت الرواية المالية بشكل ملفت في السنوات الأخيرة بالنظر إلى التغيرات التي تشهدها الساحة الداخلية في مالي والإقليمية في إفريقيا ، في البداية كانت المواضيع المتعلقة بالاستعمار تأخذ الحيز الأكبر من مواضيع الأدب المالي لكن اليوم كل المواضيع متاحة للتحليل والمعالجة سواء كان ذلك من خلال الرواية أو الشعر أو المسرح أو أي شكل من أشكال الفن والأدب، فالوقت تغير والقارئ تغير كذلك وهو ما يفرض التغيير على الكتاب أيضا.

هذا ونوه ممثلو الدول الإفريقية الفرنكوفونية في معرض الكتاب بالجزائر بالإرادة السياسية الجادة الساعية لخلق تفاعل وتبادل ثقافي ملموس بين البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء والبلدان الإفريقية الشمالية، مشيرين إلى مجموعة العوائق التي حالت دون ذلك كمشاكل النشر والترجمة والتوزيع وقلة الملتقيات .

 ودعا الكاتب والناشر الكامروني جوزيف فومتيم إلى العمل أكثر من أجل إلغاء الحواجز الثقافية التي تعيق التواصل بين الجماهير الإفريقية والتي تعتبر اكبر مشكلة تواجه التناغم الإفريقي الإفريقي ، وأضاف فومتيم المكلف بالاتصال والثقافة العلمية على مستوى معهد الأبحاث من اجل التطوير بالكامرون ان هناك العديد من الحواجز بين البلدان الإفريقية في المجال الثقافي لدرجة انه وبالنسبة لنا حضورنا بالجزائر يمثل حضورنا خارج إفريقيا وهذا بسبب عدم وجود تبادل كبير في ولقاءات بين الكتاب الجزائريين والكامرونيين .

وعن نسبة المقروئية والمتابعة التي تحظى بها المؤلفات الأدبية الجزائرية في بلدان إفريقيا الجنوبية أكد الروائي والاستاذ بجامعة برازافيل من جمهورية الكونغو موكالا كاديما نزوجي ان معظم الروايات الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية مسوقة وموزعة في عديد المدن الإفريقية سيما برازافيل "وبما أنني أدرس الأدب المغاربي بجامعة برازافيل فأنا أؤكد ان الكتب متوفرة، أما فيما يتعلق بالكتب المكتوبة باللغة العربية فجمهورية الكونغو برازافيل كما كونغو كينشاسا وبما انهما بلدان لا يحويان على فئات تتحدث اللغة العربية فالتوزيع غير موجود، إلا ان العملية ممكنة لا سيما في افريقيا الغربية اين توجد أقليات تتحدث العربية بحكم درايتها بالدين الاسلامي لا سيما في السنغال ومالي، وهو الامر الذي لا يمكن ان يطبق في افريقيا الوسطى" .. وأضاف "كل ما هو أدب ومؤلفات جزائرية مكتوبة باللغة الفرنسية فنحن نستقبلها ونحن نوزعها وننشرها يعني ان الكونغولي يعرف كاتب ياسين، مولود فرعون، طاهر بن جلول،وهو ما يجعلنا على اطلاع دائم بالتوجهات الفكرية والثقافية في الجزائر من خلال أقلام أهم كتابها.

فيصل.ش

 

من نفس القسم الثقافي