الوطن

بلخادم يتريث بين اختيار المنصب الدبلوماسي والرئاسيات

رغم تلقي السلطات الجزائرية الضوء الأخضر من السعودية بقبوله سفيرا فيها

 

كشف، الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، لمقربيه من قيادات الأفالان، وآخرين في السلطة، تمسكه بقرار رفض أي منصب دبلوماسي سيعرض عليه قبل موعد الرئاسيات المقبلة، وبالتحديد حتى موعد استدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 2014 المرتقب الخوض فيها شهر جانفي القادم، داعيا الجميع إلى وحدة الصفوف والخيارات المتاحة أمامهم حتى الإعلان عن المرشحين لهذا الاستحقاق وفي مقدمتهم خيار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لازال لم يكشف بعد حتى لمحيطه القريب عن رغبته في خوض غمار هذا المعترك الانتخابي من عدمه.

وجاء هذا القرار من بلخادم، حسب مقربين منه، بعد أن جددت أطراف من السلطة الاتصال به مؤخرا، لمعرفة قراره النهائي بخصوص قبوله أو رفضه لمنصب السفير الذي عرض عليه قبل أشهر قليلة، في دولة السعودية، ورفض حينها الردّ عليهم بحجة أخذ المزيد من الوقت والتفكير في العودة إلى المشهد السياسي من باب الدبلوماسية أو من باب آخر طالما شكل طموح الرجل الذي كان يحوز على ثقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لسنوات عديدة، يحدث هذا في الوقت الذي قبلت فيه السلطات السعودية بتواجد عبد العزيز بلخادم سفيرا للدولة الجزائرية فيها، وهو القرار الذي دفع بأطراف من السلطة إلى معاودة الاتصال به لمعرفة قراره النهائي.

وأشارت ذات المصادر، إلى أن بلخادم طلب مهلة حتى موعد استدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 2014، ومعرفة القرار النهائي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تجاه هذا الاستحقاق للردّ على عرض السلطة بقبول أو رفض هذا المنصب، من منطلق أن بلخادم عازم على دخول الاستحقاق الرئاسي القادم في حال رفض بوتفليقة الترشح لعهدة رئاسية رابعة، إذ يشكل ترشح الرئيس الشرفي للأفالان لهذا الاستحقاق تقلص حظوظ بلخادم وأي مرشحين آخرين لهذا الاستحقاق بالنجاح أو تحقيق نتيجة تسمح لهم بلعب الأدوار الأولى في هذه الرئاسيات خاصة المرشحين المحسوبين على الحزب العتيد، من مصاف علي بن فليس، وعبد العزيز بلخادم ومولود حمروش، وبالرغم من أن الإعلان عن ترشح هذه الأسماء لهذا الموعد لازال لم يتم بطريقة رسمية إلا أن أطرافا من محيط هذه الشخصيات قد تلقت الضوء الأخضر منها للشروع في الحملة الانتخابية المسبقة لهم تمهيدا لإعلان قريب عن ترشحيهم والذي لن يتم إلا مع بداية السنة المقبلة.

هذا وأكدت ذات المصادر المقربة من بلخادم، أن حملة جمع التواقيع قد تمت في العديد من الولايات بمدن الوسط والغرب الجزائري، تمهد لإعلان نفسه مرشحا حرا في الرئاسيات المقبلة مع بداية السنة المقبلة، والتي يعمل بلخادم حاليا لتهيئة نفسه لخوض هذه التجربة في حال رفض بوتفليقة الترشح رسميا لهذه الاستحقاقات.

وبالمقابل، توضح مصادر "الرائد"، التي سبق لها وأن تناولت هذا الموضوع في أعدادها السابقة، أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى قد رفض رسميا العودة إلى المشهد السياسي من باب الدبلوماسية حيث أخبر الجهات التي عرضت عليه منصب سفير الجزائر في واشنطن بأنه يرفض هذا المنصب، وأي مناصب تعيده إلى الحكومة في الوقت الحالي، فيما تتعالى أصوات كثيرة داخل قيادة حزبه التجمع الوطني الديمقراطي تطالب بعودته إلى الأمانة العامة للحزب أو الترشح للرئاسيات المقبلة وهو الأمر الذي لم يفصل فيه أويحيى الذي ابتعد عن المشهد السياسي منذ إزاحته من الحكومة قبل أن يرمي المنشفة في وجه الأصوات التي نادت برحيله من الأرندي ليخرج من الباب الكبير بتقديمه استقالة من الحزب وهي الخطوة التي زادت من شعبيته في القواعد النضالية وحتى قيادات الحزب التي لازالت تناور حتى موعد المؤتمر المقبل لتنصب من هو قادر على إعادة الحزب إلى مكانته الثانية في الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة الجزائرية والذي عصفت الخلافات الداخلية والانشقاقات فيه إلى فقدانه لشعبيته بين مناضليه قدرتها بعض الأطراف من داخل الحزب بـ 40 بالمائة بعد رحيل أمينه العام السابق أحمد أويحيى.

خولة بوشويشي 

من نفس القسم الوطن