الوطن

الجنائز تجمع نقاشات الافلانيون بعد ما ضاقت عليهم أطر الحزب

فيما صنع تواجد بن فليس الحدث وفتح باب النقاش بين الأجنحة المتخاصمة

 

تحولت جنازة، زوجة القيادي في جبهة التحرير الوطني، أحمد بومهدي الشخصية الأقرب إلى الأمين العام الحالي للحزب العتيد، إلى فضاء لطرح وجهات النظر حول مستقبل الحزب وقيادته بعد لقاء اللجنة المركزية المقبل المرتقب عقده يوم 16 نوفمبر الجاري بالعاصمة، طرحها أكثر من جناح حاول الدفاع عن مصالحه وقناعاته على حساب الآخرين، كما شكل اللقاء فرصة لظهور الأمين العام السابق علي بن فليس وجها لوجه مع الأمين العام الحالي عمار سعيداني في ثاني فرصة للرجلين في ظرف يومين الحدث وطرح العديد من التساؤلات في ظل تعالي أصوات المعارضة للإطاحة بسعيداني من الأمانة العامة في أقرب فرصة ممكنة لهم وتسارع أطراف أخرى لدعم بن فليس كمشرح لرئاسيات 2014.

وبالرغم من أن عبد العزيز بلخادم كان الغائب الأكبر عن هذا اللقاء، إلا أن الرسالة التي وجهها أحد المحسوبين عليه إلى أعضاء اللجنة المركزية يناشدهم فيها بالعودة إلى الشرعية وإيقاف المهزلة التي يمر بها الحزب العتيد منذ تولي سعيداني لأمانة والتي زجت بالحزب في صراع مع المؤسسة العسكرية التي تحرص البلاد والعباد هو خطوة خطيرة من قبل سعيداني تسعى لزعزعة هذه المؤسسة والأجهزة الأمنية ما دفعه يطالبهم بضرورة اتخاذ موقف صارم في اللقاء المقبل، حيث أكدت بعض الأطراف ممن حضرت الجنازة بأن ال وضع الحالي في الحزب يدعوا الى ضرورة التشاور ومحاولة ايجاد بدائل عن القيادة الحالية وعدم التوجه نحو المجهول في حالة ما تمت الإطاحة بسعيداني في الأسابيع المقبلة، و شكل غياب الرجل عن هذا اللقاء فرصة للحديث عنه بشكل كبير شأنه في ذلك شأن بن فليس الذي كان محاطا بعدد كبير من قيادات الحزب سواء المحسوبة عليه أو المحسوبة على أجنحة أخرى بما فيها جناح سعيداني الذي كان في منأى عن هذه النقاشات التي شكلت محور اللقاء كما لم تشكله أي لقاءات جمعت هذه الأطراف من قبل، حيث دافع كل جناح عن أطروحته وقناعاته وتطلعاته المستقبلية تجاه ما يحدث في الحزب العتيد، فيما أخذت الخرجات غير متوقعة من قبل الأمين العام عمار سعيداني حيزا كبيرا من هذه النقاشات، ساعد قلة المتواصلين معه في أن يشكل محور أساسيا فيها.

وفي سياق متصل، شكلت الخرجة التي قام بها محافظوا الحزب العتيد  أول أمس ، استياء كبيرا من قبل أعضاء اللجنة المركزية الذين أكد بعضهم في حديث لهم مع"الرائد"، أن محتوى البيان الذي صدر عن اجتماعهم الأخير مع الأمين العام والذي تم فيه دعوة هؤلاء الرئيس الشرفي للحزب العتيد عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية رابعة هو من اختصاص اللجنة المركزية التي سترشحه رسميا لعهدة رابعة عقب لقاءها المقبل، ولكن تسرع هؤلاء وقبله الأمين العام في الإعلان عنه كمرشح لرئاسيات 2014 أفقد اللجنة المركزية حقوقها التي يكفلها لها القانون الداخلي والنظام الأساسي، وكان الأجدر حسب المتحدثين أن يتمهل هؤلاء إلى حين عقد أشغال اللجنة المركزية للحديث عن هذه الخطوة التي خلقت صراعات داخلية كبيرة بين أعضاء اللجنة المركزية الموزعون تحت أكثر من جناح واحد قرر أن يدعم علي بن فليس وآخر قرر أن ينتظر الضوء الأخضر من الرئيس الشرفي عبد العزيز بوتفليقة لإعلانه كمرشح للحزب بينما فضل الآخرون العمل بصمت وتحضير الأمين العام السابق للافالان عبد العزيز بلخادم لهذا الاستحقاق وهو ما يطرح سيناريوهات مختلفة حول دور هذه اللجنة في هذا الموعد.

وقد حمل بعض من تحدثنا معهم، الأمين العام عمار سعيداني مسؤولية ما يحدث في الأفالان، خاصة وأن الاستحقاقات الرئاسية تفصلنا عنها أشهر قليلة، وسيكون من الصعب أن يدخل الحزب تحت مرشح واحد إذا ما واصلت هذه الأجنحة اللعب تحت الطاولة سعيا منها في افتكاك الأحقية في الدفاع عن مشروعها الخاص، كما اعتبر المتحدث أن الأمين العام للأفلان، متيقن تماما من أن مؤيدي مشروع العهدة الرابعة داخل الأفالان قليل جدا، مقارنة مع ما يحوز عليه مرشحون آخرون لهذا الاستحقاق.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن