الوطن

شيراك تواطأ مع محمد السادس لتغيير موقف إسبانيا من الصحراء

مذكرات خوسي ماريا أثنار تفضح سياسة المخزن

 

فضحت أمس الصحافة الإسبانية التي خصصت حيزا مهما لمذكرات الرئيس الأسبق للحكومة المركزية بمدريد، خوسي ماريا أثنار، لجوء ملك المغرب الى التواطؤ مع الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك للضغط على اسبانيا من اجل تغيير مواقفها من الصحراء الغربية.

وأورد أثنار في المجلد الثاني من مذكراته التي اختار لها اسم "التزام"، أن زيارته الأولى للمغرب، التي كانت سنة 1996 مباشرة بعد رئاسته للحكومة وجاءت أول زيارة رسمية يقوم بها خارج بلده وهو في المسؤولية، وحملت خطابا تهديديا ضد الملك – يبدو انه نجح- في حال أراد المخزن شن حرب لاسترجاع سبتة ومليلية فإنه سيخسر. كما يضيف سنة بعد ذلك، يروي أثنار عن سنة 1997، زاره ولي عهد المغرب آنذاك، الملك الحالي محمد السادس، وطلب منه تغيير موقفه من ملف الصحراء الغربية، وسلمه مقترحات المغرب حول سبتة ومليلية، وقال أثنار إنه رفض هذه المقترحات، وزاد: "يبقى واضحا أن المغرب لم يقيّم المقترحات وبرامج الحكومة الجديدة حينها، حيث يبدو أن الرباط قامت بحسابات خاطئة تجاهنا". وحكى أثنار، ضمن ذات المذكرات المنقولة صحفيا، أن المغرب، عقب تولي محمد السادس الحكم، قد قام بالتنسيق مع فرنسا، وبالضبط مع الرئيس الأسبق جاك شيراك، لأجل الضغط على مصالح اسبانيا حتى تغير موقفها في ملف الصحراء الغربية، وكان ذلك عبر المنع الكلي للصيد في كل من المياه الإقليميَّة المغربية والفرنسية.

ذات رئيس الحكومة، قال إنّ الرئيس شيراك سار على خطى الضغط المغربي، الذي كان يمارس عبر ثغري سبتة ومليليَة، لأجل حث إسبانيا على تغيير مواقفها من ملف الصحراء الغربية "شيرَاك تعَاطَى مع المغرب بأبويَّة في أمور عدّة، من بينها أزمة جزيرة البقدونس التي كانت خطأ استراتيجيا كبيرا اقترفه الملك محمّد السادس" وفق تعبير أثنار.

وللتذكير لو لم تكن قضية الصحراء الغربية قضية احتلال من القوات المغربية لما لجأ الحسن الثاني ونجله فيما بعد الى أسلوب الاستنجاد والضغط بواسطة فرنسا وحلفائها التقليديين الذين غيروا مواقفهم من قضية الصحراء الغربية مثلما أفصح عنه اول امس محمد السادس في خطابه الذي تهجم فيه على الجزائر.

محمد. أ

من نفس القسم الوطن