الوطن

المعهد يعمل منذ 1997 ووضعنا ملف الاعتماد نهاية الأسبوع

كارن ميروويتز في أول خرجة صحفية في الجزائر

 

 

لم تتأخر كارن ميروويتز، في إعطاء موعد لجريدة "الرائد"، رغم أنه لم يمر عليها أكثر من ستة أشهر في الجزائر، متحفظة كثيرا في الإجابة على أسئلتنا ولكن ابتسامتها لم تغادرها خلال اللقاء، حريصة على حساب كلماتها حتى لا تؤول في غير محلها. هكذا بدت الناشطة الأمريكية مديرة مكتب المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية بالجزائر.

صحيح أن المعهد الديمقراطي هو منظمة مجتمعية تهتم بمساعدة الأحزاب والجمعيات وتعمل على تأهيل قياداتها من خلال برامج ودورات تكوين وتدريب، ومع هذا تقول كارن "إننا لا نقوم بالعمل السياسي، ولكن مهمتنا تقنية" رغم أن مثل هذا العمل يقتضي معرفة بالساحة التي يتحرك فيها المعهد واحتياجاتها، وإلا كيف يقوم المعهد بالتكوين إذا لم يدرك هذه الحاجيات، تجيب كارن على هذا "إننا نعتمد على أسئلة وسبر آراء مكتوبة بالتشاور مع شركائنا لتحديد المواضيع وما هو مطلوب".

فعلى سبيل المثال، تقول كارن إن المعهد في برنامجه الاهتمام وتكوين المرأة البرلمانية، إذ تعتبر الجزائر ومن خلال 146 برلمانية الأولى في العالم العربي في حجم النساء المتواجدات بالهيئة التشريعية مما استدعى اهتماما خاصا ببرنامج لثلاث سنوات مضى منها عام وهم بصدد التحضير لدورة تهتم بعلاقة البرلمانيات بالصحافة. وتضيف الناشطة الأمريكية ان هذا البرنامج ساعدنا على معرفة حاجيات المنتخبات بشكل عام وخاصة في البلديات والمجالس الولائية، مما سيدفعنا للعمل معهم من خلال تكوين مدربات يتكفلن بالقيام ببرامج جهوية حتى يتجاوب المعهد مع آلاف النساء المنتخبات في مختلف أنحاء الوطن، وتضيف المتحدثة، أن الاهتمام بالمرأة محور مهم لجمعيات المجتمع المدني الامريكي في كل مناطق العالم ولهذا اختيار المنتخبات له دلالات كثيرة، منها أنهن يمثلن قطاعا واسعا من النساء وأنهن يتمتعن بحركية داخل المجتمع الجزائري ويستطيع أي تنظيم أو هيئة أن ينشر قيمه وأفكاره عبر هذا الوسيط الاجتماعي المهم.

لم تحتاج كارن الترجمة في سؤال بخصوص اهتمامهم كثيرا بالتيار الإسلامي دون سواه رغم كلماتها المحدودة باللغة العربية، وقالت مباشرة نعم فهمت السؤال "نحن نتعامل مع الجميع، وهذه فكرة خاطئة عن المعهد" وجاءت بمثال في دورة تأهيل القيادات الحزبية الشبابية والتي ستعقد في الايام القادمة، قالت إن هناك ثمانية أحزاب، لا يوجد إلا حزب إسلامي واحد هو حمس والبقية هم من أحزاب السلطة والمعارضة، وأضافت "كما أن هناك خبيرة أمريكية ستأتي لتدريب الاحزاب الجزائرية في كيفية صياغة برامجها عبر البحث النوعي والكمي لمشاكل الجزائريين والاهتمام بانشغالاتهم، كما ستكون الدورة فرصة للتدريب على وسائل رصد توجهات الرأي العام مثل عمليات سبر الآراء وغيرها، وهو أسلوب أمريكي متطور في رصد التحولات المجتمعية بطريقة وأدوات جزائرية"، "أسلوب آخر مميز للمعهد في استيعاب المستهدفين من برنامجه هو الاعتماد على تبادل الخبرات والتجارب من خلال بعث وفود من بلد الى بلد آخر ولهذا يجري البحث عن دولة تستقبل البرلمانيات الجزائريات من أجل كسب الخبرة والتجربة، كما يحقق هدف ربط شبكات دولية تجتمع في نفس الرؤية والمدرسة".

وتحاشت المتحدثة، الحديث عن الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم الإصرار بمدى حرصهم على مراقبة القادمة وهل قاموا بأي مبادرة من أجل الحصول على دعوة رسمية من الحكومة الجزائرية، وهنا فضلت كارن أن تحيلنا الى الشبكة الجزائرية المشكلة من جمعيات جزائرية اجتمعت أمس الجمعة بفندق الابيار في دورة تدريبية وخاصة أن المرصد المشكل قام بمراقبة الانتخابات البرلمانية والمحلية السابقة ولهذا سيكون هو الممثل أو الجهة التي ينسق معها المعهد الدولي في الانتخابات القادمة.

وعن العراقيل التي تواجه المعهد في الجزائر، تقول محدثتنا إن الجانب القانوني هو أحد العوائق لأنه من الصعب "أن نتكيف مع ما هو مطلوب هنا في الجزائر والذي يختلف تماما على ما هو موجود في واشنطن". ورغم ذلك "حاولنا التجاوب معه وبصعوبة كبيرة مشكل آخر هو موضوع التأشيرة للخبراء رغم ان كارن تقول إنه مع وزير الخارجية الجديد بدأ الأمر يتحسن عما كان عليه من قبل".

وعن مدى حرصها على الاستفادة من دعم جون كيري في زيارته للجزائر، تحفظت الناشطة الامريكية كثيرا ومع ذلك وبإلحاح أيضا قالت "إذا استطعنا أن نحصل على دعم لم لا"، مع التذكير بأنهم حريصون أن يعملوا خارج السياسة.

عدم الاهتمام بالسياسة لم يمنع المعهد بإعداد دورات تدريبية للقيادات من شباب الاحزاب السياسية بمختلف فنون القيادة ومع ذلك تصر كارن أنها جمعية لا تهتم بالسياسة .

العنصر الثاني المولى بالعناية، هو الشباب وخاصة الناشط اجتماعيا وسياسيا، وهنا الامريكان يتعاملون بعلمية وبطرق حديثة يخاطرون في النتائج ولكنهم يحبون التحدي. وكان واضحا على مديرة المعهد بالجزائر ومرافقتها مديرة البرنامج إيمانهما بالعمل وقناعاتهما بما يقومان به ولا يهتمان كثيرا بتفسيرات الآخرين، ويبدو ان التجربة المكتسبة سمحت لمثل هذه المؤسسات ان تتجاوز كل العراقيل وان تتكيف مع أي واقع مهما كانت التحديات فيه.

سليمان. ش

من نفس القسم الوطن