الوطن

أحزاب حسمت أمرها وأخرى تنتظر الحل السحري

سباق الرئاسيات ومشروع العهدة الرابعة

 

 

بين متحمس لخوض غمار الرئاسيات وبين متوجس، وآخر ينتظر  الحل السحري، ومترقب لما بعد استدعاء الهيئة الناخبة، تعيش الطبقة السياسية في الجزائر هاجسا يسمى "العهدة الرابعة" للرئيس بوتفليقة، فالأفالان والأرندي وتاج وحزب العمال وحزب عمارة بن يونس كلها أحزاب ركبت الموجة وتنتظر أن يومئ الرئيس لها بقبول الترشح، في حين تبقى أحزاب المعارضة التقليدية كالأفافاس والأرسيدي وبعض الإسلاميين كحزب جاب الله، حمس وشقيقاتها، تترقب الوقت المناسب لقول كلمة الفصل في موضوع استحقاق 2014.

دون النظر في عدد المترشحين لدخول معترك الرئاسة في 2014، والذي لم يصل حتى الآن عشرة مترشحين أغلبهم غير معروفين أو دأب بعضهم لعب دور ما يصطلح عليه سياسيا " أرنب " للتسابق مع مرشح السلطة وإضفاء الشرعية المرجوة من الاستحقاق على المستوى الشعبي، كرئيس الجبهة الوطنية الجزائرية أو جيل جديد، أو شخصيات وطنية كأحمد  بن بيتور أو الروائي ياسمينة خضرة، وكلها أسماء تدعي أنها قادرة على التغلغل شعبيا وإحداث المفاجئة، ينظر إلى هؤلاء أنهم مرشحون "ديكور" لتزيين الموعد المنتظر، بينما المرشحون من ذوي الوزن الثقيل ينتظرون لحظة الحسم كي يعلنوا عن ترشحهم بشكل رسمي، ومن هؤلاء يأتي اسم علي بن فليس وربما مولود حمروش، وهما رئيسا حكومة سابقين، بينما التيار الإسلامي ممثل بأحزاب حمس، النهضة، التغيير، البناء الوطني، وجبهة العدالة والتنمية، جبهة الجزائر الجديدة، كلها تبقى متوجسة وتنتظر أن تنجح مساعيها لإقناع مختلف الأطراف ضمن مبادرات لبحث رجل التوافق أو مرشح إجماع يمكنها أن تغامر به في سباق الرئاسة المقبل، وهذه المسألة تتوقف على ترشح الرئيس الحالي أو التمديد لعهدته عن طريق تعديل دستوري قبل الموعد، وإن حدث فإن قضية إحداث منصب نائب الرئيس قد تغلق أفواه المطالبين بإبعاد بوتفليقة عن الحكم بحجة وضعه الصحي، هذا الأمر عجل بتحركات مكثفة يقوم بها أنصاره التقليديون (الأفالان والأرندي) ثم تجمع أمل الجزائر (تاج) وحزب العمال والحركة الشعبية الجزائرية، وكلها أحزاب مشكلة في حكومة سلال الحالية، هذه التشكيلات السياسية تدافع دون هوادة عن مشروع مفترض يسمى "عهدة رابعة للرئيس"، فهو لم يطالب بها ربما بسبب وضعه الصحي وقد يظهر العكس خلال الشهر القادم، وإن حدث وأن أعلن ترشحه، فالأكيد أن التسابق على من يتولى الحملة الانتخابية لبوتفليقة بين أنصاره سيكون محتدما كما هو ظاهر حاليا، حيث يؤكد أمين عام الأفالان أن الرئيس الشرفي لحزب جبهة التحرير الوطني هو مرشح الحزب للرئاسيات القادمة، بينما يرفض الأرندي وتاج وعمارة بن يونس أن يتم تهميش دورهم في دعم ترشح الرئيس، وهذا وحده سجال قد لا يخدم مسعى العهدة الرابعة.

طرف آخر  ينتظر الحل السحري، وهو كل من الأفافاس والأرسيدي وجبهة العدالة والتمنية، وهي أحزاب تطالب في الغالب بإصلاحات دستورية عميقة إلى درجة المطالبة بمجس تأسيسي، لكن دخول سباق الترشح لا يظهر أنه يستهوي هذه الأحزاب التي تنتظر أن يتحرك طرف في السلطة ويغير الأمور وفقا لحساباتها.

مصطفى.  ح

من نفس القسم الوطن