الوطن

كيري يدفع الجزائر لتأدية أدوار القوة الاقليمية الاولى

الرئاسيات والملف الأمني والوضع في الحدود في صلب زيارة أول جولة تقوده للجزائر

ستكون الزيارة المقررة لكاتب الدولة الأمريكي جون كيري للجزائر غدا، فرصة لإثارة العديد من الملفات الثنائية خاصة تلك الملفات التي  ظلت تشتغل عليها واشنطن بالجزائر، كالانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل القادم وملف مكافحة الإرهاب والوضع في الساحل الإفريقي الى جانب التطورات في ليبيا وتونس وأفاق حل القضية الصحرواية.

يستغل كاتب الدولة للخارجية الأمريكية والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون كيري زيارته الأولى من نوعها للجزائر بعد زيارات قادت سابقته هيلاري كلينتون للجزائر السنة الماضية 2012،  لكن في ظروف وأوضاع مغايرة كانت عليها الأوضاع الجزائرية الداخلية بصفة خاصة  وكذا الوضع الدولي والإقليمي، وسيكون هدف الدبلوماسية الأمريكية من خرجة كيري للجزائر محاولة معرفة تفاصيل بعض الملفات الداخلية للجزائر لاسيما تلك الملفات التي اشتغلت عليها مصالح سفارتها بالجزائر في الأونة الأخيرة ولعل في مقدمة هذه الملفات الانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2014، حيث سيحاول كيري فك اللغز ان كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يجدد ترشحه لهذه الانتخابات للعهدة الرابعة على التوالي لاسيما وأن السفير الأمريكي هنري انشر ظل يستفسر عند السياسين إن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يدخل هذا الموعد أو لا  كما تساءل نفس المسؤول ان كانت الظروف الصحية للرئيس بوتفليقة تسمح له بالدخول في الرئاسيات، كما يحاول كيري أيضا معرفة حظوظ الاسلامين في هذه الاستحقاقات ومايؤكد هذا الطرح أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت لسنوات مراقبا للمواعيد الانتخابية بالجزائر على غرار الدول الأخرى، كما لمحت الدبلوماسية الأمريكية في أكثر من مناسبة أنها ستدعم كل من انتخبه الشعب الجزائري رئيسا للبلاد.

كما يبحث جون كيري في لقائه مع مختلف المسؤوليين الجزائريين ملف مكافحة الارهاب لاسيما وأن الجزائر تقود حربا على الإرهاب رفقة دول ميدان الساحل الإفريقي بالمنطقة، وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تشيد في كل من مناسبة بخبرة الجزائر في ملاحقة الجماعات الإرهابية فان الجزائر رفضت في الكثير من المرات طلبا أمريكيا بالتدخل العسكري بليبيا هذا لا يعني أن الجزائر  وواشنطن لا تتعاونا أمنيا في مكافحة الإرهاب خاصة في الشق المتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية، لكن رفض الجزائر يبرره الموقف الثابت للجزائر القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول سواء تدخلا عسكريا او سياسيا، وفي الملف الليبي أيضا سيطلع مسؤول الدبلوماسية الأمريكية عن موقف الجزائر من الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا لاسيما وان الجزائر كانت في طليعة الدول التي حذرت من الحركية العشوائية لسلاح النظام الليبي الأسبق.

وفي نفس السياق سيتطرق  مبعوث الرئيس الأمريكي الى الجزائر في الملف التونسي خاصة ماتعلق بتصاعد الانفلات الأمني في هذا البلد باعتبار تونس جار للجزائر وينسق معه على الحدود في عمليات مكافحة الارهاب كما تولت الجزائر أيضا مهام تقريب وجهات النظر بين عدد من الفعاليات السياسية التونسية في حل الأزمة وحالة الاحتقان التي تعصف بالتجربة الديمقراطية الفتية لتونس.

ملف الصحراء الغربية هو الأخر سيكون في صلب أجندة زيارة جون كيري للجزائر خاصة وانه يأتي في ظروف خاصة وبعد أيام من زيارة قادت المبعوث الأممي كريستوفر روس للمنطقة، وتأتي أيضا في وقت تصاعدت طلبات المجتمع الأمريكي بضرورة إقرار حق تقرير مصير الشعب الصحرواي، كما ياتي في الوقت التي تصر فيه الولايات المتحدة الأمريكية ضرورة إسناد الملف الحقوقي بالصحراء الغربية لبعثة المونورسو وهو الطلب الذي أجهضته فرنسا اكبر حلفاء النظام المغربي. 

وبالنظر لثقل هذه الملفات فان الامريكيين يرون ان الوقت مناسبا  لتقوم الجزائر بدورها كقوة اقليمية اولى تتولى فيها حفظ الأمن والاستقرار بالنظر لجربة وتنظيم وقوة وحداتها العسكرية والأمنية ،ولهذا ستكون الزيارة محاولة لأقناع القادة الجزائريين بعد  محاولات جس النبض المختلفة.

 

أنس. ح

من نفس القسم الوطن