الوطن

سعيداني يواصل سياسة التجاهل لشركاءه في اللجنة المركزية ويعقد تشاورا سياسيا مع لويزة حنون

في الوقت التي اتهمه البعض بـ"التمادي في خرق مبادئ وأسس الحزب"

 

صعدّ أعضاء من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، من حدّة الصراع بينهم وبين جناح الأمين العام عمار سعيداني، من خلال البيان الذي صدر عنهم أمس، والذي أكدوا فيه على عدم شرعية القرارات التي تصدر عن سعيداني وأنها لا تلزمه إلا هو، منوهين في الوقت ذاته بأن التصرفات التي يقوم بها منذ تنصيبه من خلال المؤامرة التي تم تدبيرها وتنفيذها ضد الحزب واللجنة المركزية، في مسرحية لقاء الأوراسي في الـ 29 أوت الفارط، من طرف بعض أعضائها بغية السطو على منصب الأمين العام، هي إنهاك لأسس الحزب وقوانينه.

واعتبر البيان حسب ما أشارت إليه"الرائد" في عددها الصادر أمس، أن أعضاء اللجنة المركزية الذين اجتمعوا يوم 2 نوفمبر بالعاصمة، تحت إشراف عبد الرحمان بلعياط، وبعد الدراسة والتحليل للراهن الذي يعيشه الأفالان اليوم فقد أعلن هؤلاء دون الكشف عن هويتهم أو عدد الموقعين عن البيان، مواصلة التصدي لكل ما سيصدر عن سعيداني من جهة والسعي إلى إبطال كل ما نتج عن لقاء الأوراسي الذي جاء بعد خرق واضح وصريح للنصوص الأساسية والتنظيمية للحزب وانتهاك للقانون العضوي ونصوصه التطبيقية ذات الصلة بعمل ونشاط الأحزاب السياسية، خاصة وأن هذا الجناح قد استعمل كافة الطرق المواربة والمغالطة والترهيب والترغيب لقهر صمود أعضاء اللجنة المركزية ومصادرة إرادتهم، دون توضيح أشكال هذا الترغيب والترهيب الذي طال هذه الهيئة التي تعد سيادية في قراراتها وخياراتها.

كما تأسف هؤلاء، في ذات البيان، للمنحى الخطير الذي طرأ على حياة الحزب واللجنة المركزية بعد سلسلة التصدعات والصراعات التي لوثت البيئة السياسية والأجواء النضالية في القاعدة والقمة منذ المؤتمر التاسع للحزب الذي عقد في مارس 2010، حيث حمل هؤلاء الأمين العام السابق للأفالان عبد العزيز بلخادم مسؤولية سوء التسيير الذي طرأ على العمل السياسي في الأفالان، وهو الذي أدى إلى سحب الثقة منه، وإدخال الحزب في فترة انتقالية ضمن إطار تطبيق المادة التاسعة من النظام الداخلي للجنة المركزية، وهي الحالة التي أراد من خلالها هؤلاء تهيئة الأوضاع الداخلية للحزب من أجل اختيار قيادة جديدة، لكن السياسة التي انتهجها جناح الأمين العام عمار سعيداني كانت ضدّ خياراتهم وأجهضت كل مساعيهم بطرق وصفت بـ"الترهيب ومصادرة إرادتهم".

وفي سياق متصل، أكد أصحاب المبادرة التي ينضوي تحت جناحها قيادات محسوبة على الأسرة الثورية، أنهم ماضون في مساعيهم إلى حين عودة الشرعية لأعضاء اللجنة المركزية والتي سينتج عنها الجلوس على طاولة الحوار وانتقاء أمين عام يجمع قيادة الحزب وفق بنوده وأسسه، رافضين الخوض في كيفية تحقيق هذا المطلب في الوقت الذي كشفت فيه مصادرنا أنه ولحدّ كتابة هذه الأسطر يرفض هؤلاء المشاركة في اللقاء القادم الذي تم استدعائهم إليه من أجل تحديد تشكيل المكتب السياسي، ولعل الاجتماع الذي عقدوه وضم تشكيلة المكتب السياسي القديم سواء بالحضور أو بالوكالة في اللقاء الذي ترأسه عبد الرحمان بلعياط يشير إلى أن المكتب السياسي القديم لازال يسعى جاهدا لفرض نفسه كهيئة منظمة للحزب إلى حين عودة المياه إلى مجاريها وإعادة انتخاب أمين عام جديد بدل سعيداني الذي بدأت السياسة الجامعة التي أتى بها تفشل في وأد الصراعات بين الإخوة الفرقاء في الحزب العتيد، خاصة وأنه لازال يعقد مشاورات هامة مع تيارات سياسية محسوبة على تيار المعارضة وأخرى على تيار السلطة دون استشارة اللجنة المركزية، والعودة إليها، فبعد لقاء عمار غول عن حزب"تاج"، راسل سعيداني كأمين عام للأفالان القيادي الأبرز في الأفافاس، الدا الحسين، واستقبل أمس المعارضة وزعيمة حزب العمال لويزة حنون في لقاء وصفه سعيداني بالتشاوري إلا أن الأهداف من هذا اللقاء مرتبطة بالترتيب لرئاسيات 2014 من خلال جس نبض المعارضة تجاه مرشح الأفالان لهذا الاستحقاق ما دامت أحزاب السلطة قد فضلت الترتيب لهذا الموعد حتى قبل أن يعلن الرئيس فعليا عن قراره بشأن مشاركة من عدمها في هذا الاستحقاق.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن