الوطن
علينا التعامل"بدبلوماسية الصمت"مع استفزازات المغرب
المحلل السياسي والباحث في العلوم السياسية بوحنية قوي لـ"الرائد"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 نوفمبر 2013
يرى البروفيسور والمحلل السياسي بوحنية قوي أن خطوة المغرب المتمثلة في سحب سفيرها بالجزائر هي مجرد مناورة تكتيكية لن تكون لها أبعاد إستراتيجية، مؤكدا في حواره مع "الرائد" أن تعامل الجزائر مع الموضوع بدبلوماسية الصمت كان موفقا وأن القضية لن تتجاوز إطارا زمنيا معينا وستعود الأمور إلى مجراها الطبيعي بما أن استدعاء السفير أمر مؤقت.
الرائد: هناك حملة شرسة وغير مبررة من المغرب ضد الجزائر كان آخرها سحب المغرب سفيرها من الجزائر بعد رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى قمة أبوجا حول الصحراء الغربية، برأيكم ما هي الخلفيات الحقيقية لمثل هذه الخطوة؟
بوحنية قوي: إن رسالة الرئيس بوتفليقة لقمة أبوجا بشأن مسألة النزاع الصحراوي المغربي التي تحججت بها المغرب لاستدعاء سفيرها تمثل قضية مبدئية مثلث على مدار التاريخ الدبلوماسي الجزائري ثابتا من ثوابت الدبلوماسية الجزائرية، فالمقاربة الجزائرية ترى أن هذه القضية قضية تقرير مصير يحدد مسارها المعنيون بالقضية ولا يكون ذلك إلا بصيغة الاستفتاء حول تقرير المصير وهذا الثابت الدبلوماسي تدافع عنه الجزائر في مختلف التجمعات الاقليمية والدولية ومنها مفوضية مجلس الامن والسلم للاتحاد الافريقي، الذي كان يرأسه الدبلوماسي ووزير الخارجية الحالي رمطان لعمامرة، والجزائر وفق هذه الرؤية ترى نفسها أداة وآلية لتصدير الاستقرار وهذه الرؤية الدبلوماسية في التعاطي مع المسألة الصحراوية لا يمكن أن ينكرها أحد، فقضية الصحراء الغربية أخذت ابعادا أزماتية تجاوزت الأطر التاريخية والإقليمية ويجب أن تجد طريقها للحلحلة بطرق سياسية ودولية متعارف عليها وليس بسياسة فرض الأمر الواقع، والمناورات كما تفعل المغرب.
س: الجزائر وصفت "القرار بغير المبرر ويمثل تصعيداً في غير محله يرتكز على حجج مضللة تمس بسيادة الجزائر"، كيف تقرأ موقف الجزائر هذا ؟
ج: الجزائر تعاملت مع الموضوع بدبلوماسية الصمت وهي ترى في سلوك المغرب غير مبرر من حيث التصعيد وأنا أرى شخصيا أن القضية لن تتجاوز إطارا زمنيا معينا وستعود الأمور إلى مجراها الطبيعي لأنه للأسف القضية الصحراوية تجاوزت الأطر الاقليمية إلى الاطار الدولي وهو ما يشير بإطالة عمر الأزمة كما أرى أن هذه الخطوة التصعيدية هي مجرد تكتيك مغربي لن تكون له آثار استراتيجية تمس بعمق العلاقات بين البلدين والشعبين
س: المغرب قالت إن استدعاء سفيرها جاء كرد فعل على موقف الجزائر من الصحراء الغربية، الموقف الذي عبّرت عنه الجزائر مرارا في مختلف المحافل الجهوية والدولية، برأيكم لماذا هذا التصعيد في موقف المغرب في هذا التوقيت بالذات وكل الحدود الجزائرية منها الحدود مع تونس مالي وليبيا "ملغمة" إن صح التعبير؟؟
ج: أعتقد أن التوقيت غير موفق والسلوك الدبلوماسي غير مبرر، فالمغرب يدرك جيدا مقاربة الجزائر للشأن الصحراوي والجزائر تدرك جيدا كيف يتعاطى المغرب مع القضية الصحراوية ومن ثم فالتصعيد غير مبرر. كما أرى أن الجزائر وظفت دبلوماسياتها على الصعيد الافريقي لتعزيز أطروحاتها الدبلوماسية التي مثلت على الدوام اساسا مهما في التعامل مع المسائل ذات العلاقة.
س: برأيكم ما هي الخطوة التي يجب أن تتخذها الجزائر للرد على هذه الحملة من المغرب؟
ج: الجزائر كدولة ذات سيادة تمتلك كل آليات المبادرات السياسية وعليها التعامل برزانة طالما أن الأمر لن يتعدى السحب المؤقت للسفير ولكن اذا قامت المغرب بخطة اكثر تصعيدا فالجزائر عليها أن تتعاطى مع الامر بنمط آخر وهو ما تعودناه من الدبلوماسية الجزائرية.
سارة.ز
