الوطن

بن فليس يستعين بكريم يونس لإدارة حملته الانتخابية القادمة

يتأهب للقاء قريب سيجمعه بمقري وسعدي للتشاور حول مشروعه السياسي

 

 

يلتقي الامين العام السابق للافلان والمترشح لرئاسيات 2004، علي بن فليس، في الأيام القليلة القادمة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، وبعدها سيكون له لقاء مع الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، تحضيرا للاستحقاق السياسي المنتظر في النصف الاول من العام المقبل.

ورتب اللقاء الذي سيجمع بن فليس مع مقري وسعدي على التوالي، حليفه وأمين سره الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني، كريم يونس، الذي سيتولى إدارة الحملة الانتخابية لبن فليس في حال أعلن رسميا عن هذا الخيار بعد استدعاء الهيئة الناخبة تحسبا لرئاسيات 2014. 

وأدت المعطيات الجديدة التي ظهرت في الساحة السياسية الوطنية مؤخراً إلى إعادة ترتيب بيت بن فليس والمحيطين به من الذين دفعوا به إلى العودة إلى المشهد السياسي بعد سنوات من الصمت، حيث سارع كريم يونس إلى تجديد الاتصال مع أطراف من داخل الأفلان وأخرى من خارجه لترتيب سلسلة من اللقاءات بينهم وبينه، وأخرى ستجمعهم ببن فليس نفسه ولكن حين يتوفر الجو المناسب لذلك ، حيث لازال بن فليس يحرص على عدم الخوض في مستقبله السياسي المتعلق بالرئاسيات مع أطراف لن تخدم برنامجه وأهدافه، ولعل المشاورات التي ستجمعه بسعيد سعدي الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية هي بهدف تقريب الرؤية مع القيادة الحالية للحزب التي يشرف عليها محسن بلعباس، شأنه في ذلك شأن تيارات سياسية وقيادات حزبية أبدت نيتها لخوض مشاورات موسعة مع أنصار بن فليس قبل الالتقاء به والتوصل لاتفاق حول المستقبل السياسي لهم بعد رئاسيات 2014.

هذا وقد باشر أنصار بن فليس والمحيطون به إلى وضع آخر الترتيبات التي تتعلق بالتحضير للحملة الانتخابية له، والتي ستليها حملة جمع التوقيعات اللازمة لدخول المعترك الانتخابي المقبل، وقد شرعت ذات الأطراف في التواصل مع منتخبين في مختلف الهيئات الحكومية من أجل حشدها لدعم ترشحه فيما شرعت أطراف أخرى في التواصل مع الجالية الجزائرية بالخارج بهدف تنصيب المداولات مع بداية السنة المقبلة بعدّة عواصم عربية وأوربية أين تتواجد الجالية الجزائرية هناك، وبالموازاة مع ذلك بدأ الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني، في ترتيب بيت الحملة الانتخابية التي أوكلت مهمة رئاستها له، بمعية شخصيات معروفة بقربها من الرجل منهم شخصيات عملت معه حين كان يونس على رأس المجلس الشعبي الوطني وآخرون قياديون في جبهة التحرير الوطني وابتعدوا عن الأضواء بعد رحيل بن فليس عن الحزب بعد رئاسيات 2004، حيث يراهن بن فليس اليوم على كسب معركة الحسابات الضيقة التي يعيشها الأفالان من أجل حشد أكبر عدد من المساندين له، غير أنه لا يعول عليهم بدرجة كبيرة في حال ما دخل رئيس الجمهورية لهذا المعترك الانتخابي، وهي الفرضية التي يعمل بها بن فليس اليوم، حيث يراهن على أن يكون رجل توافق بالنسبة لمختلف التيارات السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية والمحسوبة على المعارضة حتى يدخل هذا الاستحقاق كند للند ضدّ بوتفليقة في تكرار لسيناريو 2004، غير أن المتتبعين يرون بأن هذا السيناريو وارد الحدوث ويمكنه أن يحدث نقلة نوعية في المشهد السياسي الجزائري في حال بقيت المنافسة بين هذين الشخصيتين فقط مادام حمروش يرفض لحدّ الساعة الردّ بالإيجاب أو السلب حول مشاركته من عدمها في هذا الموعد مما يعطي الانطباع بأنه سيبقى في منأى عن هذه الرئاسيات.

وأوضحت مصادر "الرائد"، أن بن فليس، الذي تأكد رسميا ان الحزب العتيد لن يسانده في حال دخل رئاسيات 2014 ، بعدما اعلن سعداني ان الافلاني سيكون مع رئيس الجمهورية من أجل عهدة رابعة له، وهو القرار الذي جعل حتى الأطراف الفاعلة في الحزب من المجاهدين والقياديين البارزين الذين يختلفون مع سعداني يؤكدون على أنهم سيدعمون الرئيس الشرفي للحزب مهما كانت الظروف التي يمر بها الأفلان في ظل صراع المصالح داخل الجبهة الذي خلفه انتخاب سعداني على رأس الحزب وإحاطة نفسه برجال المال الفاسد والمسار النضالي المشكوك فيه.

وترى مصادر من تقويمية الافلان، أن هذا الجناح قد فصل نهائيا في أمر دعمه لرئيس الجمهورية في حالة ما أعلن هذا الأخير بنفسه عن هذا الخيار الذي لازال لم يتأكد بشكل رسمي وإنما هو خرجة من خرجات غير مضبوطة من قبل خليفة بلخادم على رأس أمانة الحزب العتيد، وأشار المتحدث الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن أنصار بن فليس قد سارعوا إلى جس نبضهم تجاه هذا الاستحقاق قبل وبعد الإعلان عن ترشيح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وقد اختلفت الردود بينهم وبين هؤلاء حيث أن المناوئين للأمين العام الحالي للأفالان هم ضدّ سياسته وقراراته التنظيمية داخل الحزب ولكنهم ليسوا ضدّ ترشيح ودعم بوتفليقة الذي يعد امتدادا للشرعية الثورية ورمزا من رموزها ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتنكر هؤلاء اليوم لقراره بالترشح، لكن وفي حالة ما لم يتأكد هذا التصريح الذي أدلى به سعداني مؤخرا حول ترشح بوتفليقة للرئاسيات المقبلة، فإنه سيكون لديهم خيارات أخرى حول الشخصية التي سيدعمونها ويعد بن فليس أحد هؤلاء، أما المرشحون الآخرون المحتملون لهذا الموعد الانتخابي فلن يجدوا أي دعم من قبل هذه الفئة من أعضاء اللجنة المركزية في الحزب العتيد والتي تعد القوة الفاعلة داخل الحزب كونها تضم شخصيات لها تاريخها الثوري والنضالي في صفوف الجبهة، ومسألة دعمها لمرشح للرئاسيات تخضع بالدرجة الأولى للتاريخ الثوري ولمبادئ الثورة التحريرية بالدرجة الأولى.

ومن خلال هذه المعطيات، بدأت حظوظ بن فليس تتضاءل في كسب دعم أبناء الافلان وقياداته بعد الخرجة الأخيرة لأمينهم العام والتي أدت إلى تغير في المواقف بين من أبدوا استعدادهم لدعمه قبل ذلك الوقت، غير أن تصريحات سعداني الاخيرة قلبت الموازين حتى صار مساندو بن فليس داخل الحزب يتحفظون من لقاء مرشح رئاسيات 2004 على الأقل في الوقت الراهن إلى حين اتضاح الرؤية حول الرئاسيات القادمة والاطلاع على نية السلطة بخصوص المرشحين لها.

 

خولة. بو

من نفس القسم الوطن