الوطن

السلطة أما ان تعيد استنساخ نفسها أو يفاجئها انفجار اجتماعي

سيناريوهات محتملة بحسب خبراء وأكاديميون في منتدى " يومية الرائد "

 

 

توقع خبراء وأكاديميون وجامعيون شاركوا في منتدى " يومية الرائد " أمس، مجموعة سيناريوهات محتملة الحدوث قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، منها إستمرار نفس السلطة الحاكمة بإعادة إنتاج نفسها في خلطة " مخابر مظلمة "، أو فرض جهة أجنبية ( فرنسا، أمريكا ) لمرشح معين بهدف ضمان مكاسبهما في المنطقة، وسيناريو آخر يمكن أن يفاجئ السلطة وهو الضغط الشعبي والانفجار بسبب ظروف اجتماعية اقتصادية على شاكلة ما وقع في تونس، أو نجاح المعارضة في قلب الكفة لصالحها بتقديم مرشح توافقي، وهي سيناريوهات ممكنة الحدوث إن توفرت لها شروط معينة في رأي ضيوف الرائد.

الوزير الأسبق عبد العزيز رحابي: غياب النخبة سيسمح للسلطة بإعادة استنساخ نفسها

يرى الوزير الأسبق للإتصال عبد العزيز رحابي أن الجزائر تعيش وضعا غير عادي، يتسم ببقاء نفس السياسة والخطاب الذي انتجته السلطة للبقاء أكبر فترة ممكنة في الحكم، ويتوقع الوزير أن تعيد هذه السلطة انتاج نفسها في ظل غياب دور فعال للنخب في البلاد، كون هذه النخب تتعامل مع الوضع بإستخفاف، يقابله التهريج حول الرئاسيات بفتح ملفات بعيدة عن حقيقة ما تواجهه البلاد من مشاكلن مثل فتح ملف تنظيم الجيش والعلاقة بين المؤسسة الأمنية ( الدي، أر، أس ) والرئيس بوتفليقة، وهو فتح لحملة انتخابية مسبقة لمرشح السلطة، في رأي الوزير رحابي، الذي يتوقع أن يبقى الحكم في نفس ما هو سائد إن بقيت الطبقة السياسية والنخبة في الجزائر .

عبد العالي رزاقي: السفارات الأجنبية تجد غموضا في مستقبل الجزائر 

من جانبه، قال ضيف منتدى يومية "الرائد"  الاستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي أنه من الصعب تكهن سيناريو بعينه خلال الرئاسيات المقبلة، بدليل أن الأمور غير واضحة المعالم، فالسفارات الأجنبية مثل سفارة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، كلها تبحث وتتسائل عن من يمكنه أن يكون الأفضل لحكم الجزائر في 2014، وذكر أن هذه السفارات تجد غموضا في مسار الجزائر، خاصة فرنسا وأمريكا بدليل أن السفيرين الفرنسي والأمريكي يزوران قياديات الأحزاب في مقراتهم، من اجل دراسة إمكانات المرشحين المحتملين وقدرات المعارضة للخروج بمرشح توافقي، ويضيف رزاقي في هذا الجانب، أن واشنطن مثلا لا تريد بقاء الرئيس الحالي وهو جالس على مقعده، وفرنسا تبحث عن من يقدم لها المزيد من التنازلات لصالح رغبتها في فتح سوق لإستهلاك ما تنتجه، فكلا البلدين يلعبان على نفس الحبل وهو المصالح مع الجزائر، فواشنطن تريدا استقرارا في الصحراء بينما فرنسا تخلط أوراقها بدافع الحرب على القاعدة، وهذا ما زيد من حدة التنافس بينهما في رسم خارطة مستقبل الجزائر ما بعد 2014، ويعتبر رزاقي تحرك بعض المرشحين والمسؤولين السياسيين في دول من غرب أوروبا يدور في مسعى البحث عن دعم أجنبي للتموقع.

المؤرخ أرزقي فراد: قد تواجه السلطة انفجارا اجتماعيا إن أعادت استنساخ نفسها

في سياق لا يختلف كثيرا عن ما قاله رزاقي،  قال محمد أرزقي فراد، المؤرخ والباحث في التاريخ، من حيث السيناريوهات المحتلمة خلال الرئاسيات أو بعدها، حيث يقول إن النظام يريد إنتاج نفسه من خلال الاستمرار في ممارسة الشمولية وتغييب الوعي السياسي وتخدير الرأي العام، وشراء السلم الإجتماعي بمرتبات خيالية للعمال مستغلة الريع البترولي، في ظل عجز الأحزاب السياسية وضعف المعارضة، فالسلطة ستلجأ للمجتمع المدني لضمان مرور سلس نحو مرحلة أخرى من عمر النظام، ويقول المؤرخ والباحث محمد فراد أن سيناريو الإستحقاق القادم لن يخرج عن عباءة مخابر النظام ، لكنه بالمقابل يتوقع أن تحدث احتمالات ليست في حسابات السلطة، منها إمكانية حدوث انفجار اجتماعي نتيجة مشاكل اقتصادية إن تغيرت المعطيات، أو نجاح المعارضة في ايجاد مرشح توافقي لتكسب الجولة، لكنها مؤشرات ضعيفة حسبه ما لم تتخلى المعارضة عن الأنانيات الموجودة لدى قيادات معظم الأحزاب لا سيما الإسلامية منها.

من جانبه، يرى الأستاذ زوبير عروس المتخصص في علم الإجتماع الديني بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الجزائر 2، إن السمة التي تتصف بها الأحزاب جعلها تضعف وتفقد دورها في المجتمع، بحث نزعت الثقة منها، وعلى العكس أصبحت تسوق الإحباط النفسي وتأدي دور الدعاية فقط دون تقديم مشاريع واعدة، وهذا ما يعزز حسبه سيناريو بقائها بعيدا عن التغيير، وبالنتيجة استنساخ السلطة لنفس السيناريوهات السابقة في كل استحقاق، أما الناشط السياسي عز الدين جرافة، فيرى هو الآخر أن الحل يكمن في نجاح مبادرة التغيير بإيجاد رجل تجتمع فيه المصداقية ويحظى بالإجماع وسط الطبقة السياسية.

إمكانية اللجوء لدعم من الفيس " المحل " لترجيح كفة مرشح ما

 يقول جرافة متحدثا عن إمكانية أن يلعب الإسلاميون دورا في الإستحقاقات المقبلة، أما رزاقي فيعتقد أيضا أن يلجأ بعض المرشحون إلى البحث عن دعم من " الفيس " المحل الذي يظهر في جديد في ثوب تيار الجزأرة، فالغرب يراهن كثيرا على كفة الإسلاميين الذين يلخص حضورهم بالنسبة لدول أوروبية في " الفيس "، أما عبد العزيز رحابي فيرى أن الإسلاميين يتم تقزيمهم من طرف الغرب وفقا لهذا المنظور.

مصطفى. ح   

من نفس القسم الوطن