الثقافي

مركز الرؤية يعود من خلال مالك بن نبي

خلال يومين من النقاش والحوار

 

نظم مركز الرؤية للدراسات الحضارية بدار الإمام المحمدية بالجزائر العاصمة، يومي الجمعة والسبت 25و26 أكتوبرالجاري، فعاليات الملتقى الوطني الأول الموسوم بـ ‘’الفكرة عند مالك 

بن نبي’’، وذلك بمناسبة مرور 40 سنة على وفاة المفكر الجزائري العالمي مالك بن نبي،   هذا الحدث الفكري الخاص بأحد أبرز المفكرين الجزائريين والعالميين على الإطلاق... وقد انطلقت  

الجلسة الأولى  والتى  تراسها  الأستاذ عبد الوهاب حمودة، لطرح إشكالية هل نعرف مالك بن نبي؟ ونشط أ.د.مولود عويمر المحاضرة الأولى تحت عنوان ‘’مالك بن نبي .. راهب الفكر ’’،  حيث تناول  فيها الجوانب المهملة من حياة المفكر  والذي  تتفتح لنا صفحات حياته وثراته المجهول كلما اوغلنا في تحليل  افكاره ....اما   المحاضرة الثانية    فكانت للكتور أ.د.لخضر شريط    والذي  سلط الضوء فيها على المفكر مالك بن نبي   و مؤلفاته  بين تأثره برجال الفكر وتأثيره على الحركة الفكرية  وهي عموميات عن سلسلة مشكلات الحضارة مابين الفكرة والرجل ، وقد قام  أ.د.عمار طالبي في المحاضرة الثالثة بتقديم ملامح من فكر بن نبي، ليختتم اليوم بتعقيبات على شكل أسئلة ردود وأجوبة وهذا لمناقشة مختلف المحاور التي تطرق لها الأساتذة.

اما  يوم السبت فقد كانت الجلسة الثانية برئاسة أ.د. محمد سعيد مولاي، حيث  نقشت  أسس رؤية مالك بن نبي، و اما أ. عبد الرحمن بن عمارة فكانت المداخلة الأولى حول مفهوم الحضارة في فكربن نبي، ليحاضر بعده أ.د. الطيب برغوث ايضا حول موقع الفكرة الدينية من استراتيجية النهضة عند بن نبي، وتطرق أ.د عمار جيدل في المحاضرة الثالثة إلى مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، وفي آخر الجلسة فتح المجال أمام الحضور للمناقشة وطرح الأسئلة كما تجري العادة في كل الملتقيات.

وعرفت الجلسة الثالثة برئاسة أ.د. عمار طالبي التركيز على أفكار بن نبي.. من التنظير إلى التدبير، حيث نشط  المحاضرة الأولى د. حسين آيت عيسي، اذ ركز  على التربية الحضارية عند مالك بن نبي، فيما تم التركيز على المحاضرة  الثانية التي نشطها أ.د. محمد ناصر ثابت حول مشروع النهضة مع رؤية اقتصادية، اما  الثالثة لـ أ.د محمد سليم قلالة حول المستقبل في إدراكه،  في الاخير فتح المجال بعدها للمناقشة،  .

الجدير بالذكر، أن بن نبي يعد من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين، ولد في مدينة قسنطينة شرق الجزائر من أسرة فقيرة محافظة، تخرج سنة 1925، سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه، ثم أعاد الكرة سنة 1930 بالسفر لفرنسا ولكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح في ذلك الوقت للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. فتركت هذه الممارسات تأثيرا كبيرا في نفسه، فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، ليلتحق بمدرسة ‘’اللاسلكي” للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، أي بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي أو السياسي. انغمس مالك بن نبي في الدراسة وفي الحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية ثم شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر كتابه ‘’الظاهرة القرآنية’’، ثم ‘’شروط النهضة’’، الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار و’’وجهة العالم الإسلامي’’، أما كتابه ‘’مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”، فيعتبر من أهم ما كتب بالعربية في القرن العشرين، انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954 وهناك حظي باحترام كبير، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية، وتوالت أعماله الجادة، وبعد استقلال الجزائر عاد إلى أرض الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محاضراً في جامعة الجزائر المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان “عام مذكرات شاهد القرن . 

 نور الحياة

من نفس القسم الثقافي