الوطن

تسابق بين الأفالان وتاج لتحقيق مكاسب في حال استمرار حكم بوتفليقة

عيون غول وسعداني على الوزارة الأولى أو منصب نائب الرئيس

 

 

تسعى ثلاثة أحزاب سياسية للتموقع في الساحة السياسية قبل أقل من ستة أشهر عن موعد الرئاسيات، هذه التشكيلات هي كل من ( التجمع الوطني الديمقراطي، حزب جبهة التحرير الوطني، وحزب تجمع أمل الجزائر )، تتسابق لنيل رضى الرئيس لتلبية رغبتها في إعلانه الترشح للعهدة الرابعة، برغم ظهور الأفالان بارزا في الآونة الأخيرة كأكبر حزب داعم لبوتفليقة مزيحا كلا من تاج والأرندي من طريقه، فمن سيكون الحزب الذي سينال حصة الأسد في كسب رضى الرئيس إن هو لبى دعوات مسانديه لعهدة أخرى؟

لا يعرف حتى الآن شيء عن رغبة الرئيس بوتفليقة في إكمال فترة حكمه وتمديدها سواء بالترشح لعهدة رابعة كما يطالبه البعض من محبيه ومسانديه من أحزاب، أو تعيين نائب له إن أفرج عن تعديل الدستور قبل الرئاسيات في أفريل 2014، لكن برغم هذا الغموض المحيط بالرئيس الذي يداوم في منصبه رئيسا للجمهورية وهو في فترة نقاهته، تسعى الأحزاب المحسوبة على التحالف الرئاسي في شكله الجديد غير المعلن بشكل رسمي وهو الجامع لكل من ( الأرندي، الأفالان، تاج ) إلى فرض الأمر الواقع على الحياة السياسية والعامة للجزائريين بأن تعلن وتروج للعهدة الرابعة للرئيس، وتسابق الزمن من خلال تجمعات شعبية تعقدها هنا وهناك عبر الولايات بمناضليها، فالأفالان يتحرك أمينه العام سعداني منذ أسبوع في أكثر من ولاية، آخرها البليدة بجنوب العاصمة، حيث أعلن دعم حزبه بشكل صريح لترشح الرئيس باسم الحزب للرئاسيات، واضعا في الحسبان تلك الصفة التي تتغنى بها كل قيادات الأفالان وهي أن بوتفليقة هو الرئيس الشرفي لحزب جبهة التحرير الوطني، ومن حق الحزب أن يرشحه، وهذا الموقف اتخذه سعداني دون الرجوع إلى اللجنة المركزية التي لأغلبية أعضائها رأي آخر في قضية الاستحقاق الرئاسي، لكن لا يبدو على هؤلاء وخاصة من خصومه كمنسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط وكذا عبد الكريم عبادة منسق الحركة التقويمية اللذين لا يعترفان به أمينا عاما ولا يوافقانه في تصريحاته الإعلامية التي توصف بكونها بعيدة عن طموحات الحزب، ولا يفهم ما إذا كان الأفالان بقواعده النضالية وإطاراته الغاضبة يطمحون لتقديم مرشح ما أم يسيرون في فلك سعداني رغما عنهم، وهنا تجرد الإشارة إلى رغبة عدد لا بأس به من إطارات الأفلان في دعم الأمين العام الأسبق علي بن فليس ومطالبته بالترشح لمنصب الرئيس، والأكيد أن الأشهر القليلة المتبقية قبل أفريل 2014، ستخلق صراعا آخر بين سعداني وقواعد الحزب الغاضبة والرافضة لطريقة انتخابه على رأس الحزب.

الأرندي هو الآخر يسير بخطوات بطيئة نحو الرئاسيات ولا يظهر عليه أنه يحضر لإخراج مرشح باسمه ليسابق الرئيس بوتفليقة إن هو أعلن ترشحه، فما يتردد على لسان قيادات التجمع الوطني الديمقراطي في تجمعاتهم يظهر بأن الأرندي ليس له سوى طموح واحد هو الاستمرار في دعم الرئيس بوتفليقة، واستبعاد أن يكون أحمد أويحيى مرشحا عنه، وهذا في حال أعلن الرئيس عن ترشحه بشكل رسمي، لكن الحزب الذي يعيش حالة الانقسام، يبدو في الآونة الاخيرة بعيدا عن الحدث مقارنة بالأفلان الذي يتحرك أمينه العام بكل ثقة، يضاف إلى هذا، حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) الذي أعلن هو الآخر دعم الرئيس اللامشروط للترشح، ويكثف من تجمعاته عبر الولايات، حيث يخطب عمار غول في مناضليه بشكل حماسي يبدي من خلاله ثقة كبيرة بأنه حزب كبير تموقع مكان الأرندي في مواجهة الأفالان لنيل رضى بوتفليقة في تلبية رغبة تاج، والأكيد أن كل حزب يريد من خلال هذا الدعم والدعوة إلى الترشح أنها مبنية على أساس مصلحي بحت، وهو نيل حصة من الطاقم الحكومي أو حتى الوزارة الأولى في حال استمر الرئيس في حكمه للجزائر. 

 

 مصطفى. ح 

من نفس القسم الوطن