الوطن

تعديل الدستور مؤجل إلى ما بعد الرئاسيات

سعيداني يرشح رسميا بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة ويصرحان:

 

قطع أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعيداني، الطريق على كل من يطمح في التربع على قصر المرادية من داخل الحزب ، حيث أعلن عن ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة وان الحزب سيدعم خطوته وسيهندس رفقة تيارات سياسية أخرى تشاطره ذات التوجه هذا الخيار على أرض الواقع مادام الدستور يسمح وفق بنوده وقوانينه ، مؤكدا على أن مشروع تعديله لازال لم يحن بعد في إشارة واضحة إلى أن تعديله لن يكون في الوقت الراهن وأنه سيتحقق بعد الإبقاء على الرئيس الشرفي للأفالان في منصبه كرئيس للجمهورية بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في أفريل المقبل.

تحول اللقاء الجهوي الرابع الذي عقده سعيداني لمناضلي حزبه في منطقة الوسط، صبيحة أمس بالمركب الرياضي مصطفى تشاكر بالبليدة، من خطاب حماسي يهدف إلى الحفاظ على وحدة أبناء الحزب العتيد، إلى خطاب جاف كان الهدف منه ظاهرا جمع المناضلين في الجبهة مع قياداتها أما الخفي فيه فقد كان الإعلان عن خيار الأمين العام للحزب تجاه المرشح القادم للأفالان في رئاسيات 2014  بعيدا عن مؤسسات الحزب، حيث فاجأ سعيداني الحضور بالإعلان عن ترشح الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، حيث لم يعد هذا القرار خيارا بقدر ما هو طرح على أرض الواقع أرادت به الأطراف التي تتحكم في الحزب العتيد من خارجه أن تقطع الشك باليقين حول مسألة ترشح عبد العزيز بوتفليقة من عدمها في هذه الانتخابات، وهو القرار الذي يهدف إلى غلق باب الرئاسيات بقبضة من حديد، أياما قليلة قبل أن تعلن عدّة أسماء سياسية بارزة عن خيارها حول الترشح لهذا الاستحقاق، وعلى رأس هؤلاء الأمين العام السابق للأفالان علي بن فليس.

وعلى غير العادة، خاطب سعيداني أبناء الجبهة لأكثر من 40 دقيقة عبّر فيها عن الأسباب والدوافع التي جعلت جبهة التحرير الوطني تراهن على فارسها في الاستحقاقات الرئاسية السابقة حيث استعرض المتحدث عبر خطاب مكتوب، تجاوز الـ 20 صفحة أهم انجازات الرئيس منذ توليه سدّة الحكم سنة 1999 وإلى يومنا هذا، على مختلف الأصعدة حيث وصف المتحدث هذه الإنجازات بالعظيمة التي مكنت الجزائر من أن تعيش استقرار على جميع الأصعدة خاصة الأمنية، حيث دافع عن المؤسسة العسكرية بمختلف هيئاتها وهياكلها، معتبرا أن الرئيس وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة عمل على تعزيز مكانة هذه الهيئة، كقوة تحمي الوطن وحدوده وشعبه وتوفر الأمن والاستقرار للجزائر والجزائريين، فيما اعتبر أن هذه الهيئة حققت انجازات عدّة تعد سابقة في تاريخ الجزائر.

هذا وقد بدا واضحا أن الأمين العام للأفالان لم يخرج عن الإطار العام الذي كتب عليه الخطاب الذي قرأه بتوتر ملحوظ أظهر من خلاله أنه لم يطلع عليه من قبل، فيما تشير معطيات من محيط الرجل أن أطرافا من خارج الحزب هي التي تكفلت بكتابته، حيث وجه من خلاله رسائل إلى تيارات سياسية أخرى تريد أن تنفرد بحق دعم مشروع العهدة الرابعة كحزبي"تاج" و"الأمبيا"، أن الحزب سيدخل في مشاورات موسعة مع كل مختلف الفاعلين في المشهد الوطني السياسي والاجتماعي بهدف الوصول إلى مشروع وطني تقوده أطراف تسير على ذات التوجه والطموح، في إشارة واضحة إلى أن الأفالان لن يهتم بأي مقاطعة أو معارضة قد يتلقاها من تيارات سياسية محسوبة على السلطة، ولعل الإعلان عن ترشح رئيس الجمهورية لعهدة رئاسية رابعة بطريقة وصفت من أعضاء اللجنة المركزية بالإنفرادية، يوضح بأن هناك ضوء أخضر يكون قد تلقاه سعيداني في وقت ضيق جدا حول الشروع في الإعلان عن هذا القرار حتى دون اللجوء إلى اللجنة المركزية التي تملك الحق في الإعلان عن مرشح الحزب نحو أي استحقاق يتعلق بالرئاسيات، لكن ولضيق الوقت أمام الداعمين لمشروع العهدة الرابعة ولخيار قيادة الأفالان لهذا المشروع هو الذي دفع به إلى الإعلان عنه في هذا الوقت.

وكان سعيداني قد بدأ خطابه أمام هؤلاء، باستعراض دور الجيش الوطني الشعبي في المسار التاريخي للجزائر، حيث خصص سعيداني أكثر من 15 دقيقة من كلمته، ليمتدح دور هذه الهيئة، واسهاماتها في التنمية والأمن، وكأن به يحاول أن يستدرك ما سقط منه سهوا أو عمدا في تصريحات سابقة كان قد أدلى بها لوكالة رويترز نهاية الأسبوع الفارط، والتي تحدث فيها عن المخابرات العسكرية، وركز سعيداني في كلمته على أن الجيش وقف في وجه الإرهاب وساهم من قبل في التعمير، مضيفا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ توليه الرئاسة في 1999، عمل على تطوير وعصرنة الجيش، لتتلاءم ومتطلبات الساعة.

من جهة أخرى عاد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، للحديث عن تصريحاته السابقة في التي أطلقها في اللقاءات الجهوية الثلاثة، خاصة تلك التي تتعلق بمجازر 8 ماي 1945، والتي علقت عليها بعض الأطراف بكونها حملت حقائق غالطة وسقطات منه، حيث علق على تصريحاته بأنها لم تكن عن جهل للتاريخ وإنما هي أرقام وحقائق توصل إليها من قبل جمعية العلماء المسلمين، وهي أرقام لا ترقى للشك أبدا حسب وصفه.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن