الوطن

واشنطن تبحث عن انخراط جزائري في حربها على الإرهاب

زيارة كيري للجزائر في الأسبوع الأول من نوفمبر

 

يحل وزير الخارجية الامريكية جون كيري بالجزائر يومي 6 و7 نوفمبر المقبل، في زيارة هي الثانية من نوعها لرئيس الدبلوماسية الامريكية الى الجزائر في ظرف عام، بعد تلك الزيارة التي قامت بها سلفه هيلاري كلينتون في أكتوبر من السنة الماضية، ومن المنتظر أن يلتقي كيري بعدد من المسؤولين الجزائريين، يتقدمهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في اول استقبال لوفد خارجي إن حدث والوزير الاول ورئيس الدبلوماسية الجزائرية.

وتندرج زيارة كيري الى الجزائر ، والتي أعلن عنها الوزير الاول عبد المالك سلال في زيارته الاخيرة الى ولاية سيدي بلعباس، في سياق اهتمام واشنطن بالجزائر، التي اصبحت محط اهتمام عديد الدول، خاصة بعد صدق رؤيتها بعدما عارضت التدخل العسكري الامريكي على ليبيا للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، وذلك بعدما تأكدت واشنطن ان خيارها العسكري والاستراتيجي للتدخل في ليبيا كان "خاطئا"، بعد انتشار واسع للاسلحة الثقيلة داخل اقليم ليبيا، وهو ما يقوي الجماعات الارهابية بالمنطقة، خاصة وان مصادر التقت بدبلوماسيين امريكيين مؤخرا تؤكد ان الجماعات الارهابية بشمال مالي والنيجر انتقلت الى ليبيا مؤخرا، للاستفادة من الترسانة العسكرية التي تحصلت عليها من مخازن السلاح خلال "الثورة" اللليبية، بعدما توفر لها المناخ الامثل لمواصلة العمليات الارهابية بشكل أكثر دموية.

وتحمل واشنطن في رؤيتها ضرورة انخراط اكبر للجزائر، في الحرب على الارهاب في الساحل الصحراوي، ليس لكونها (الجزائر) رائدا في مجال مكافحة هذه الظاهرة وانما لامتلاك الجزائر لمعلومات استخباراتية قد تساعدها في فهم جذور الارهاب المنتشر في شمال مالي، وهو ما يساعد على وضع استراتيجيات عملية للتدخل لاجتثاث الارهاب في هذه المنطقة، خاصة وان الجزائر دعت قبل اجتياح القوات الفرنسية لشمال مالي، الى التفريق بين الارهابيين وبين من يطالب بحلول سياسية من الازواد والطوارق المنتشرين في الشمال.

وسيكون كيري خلال هذه الزيارة التي تكسر عرفا دبلوماسيا للمرة الثانية، وهو ان رئيس الدبلوماسية الامريكية، يزور المغرب انطلاقا من الجزائر بعد نهاية زيارته، على موعد مع ملف المخدرات التي تؤرق الجزائر ودول الساحل واوربا ايضا، خاصة وان الاحصائيات الدولية تؤكد أن المصدر الاساسي للمخدرات في هذه المنطقة هي المغرب، في ظل الصمت او سياسة غض الطرف الذي تبديه واشنطن، التي لا تبذل أي جهد لحلحلة هذه المشكلة، التي ساهمت في انتشار الارهاب في المنطقة، خاصة وان الارهابيين يعتبرون هذه الجريمة المصدر الرئيس في تمويلهم، وساهم في ذلك الغطاء الخفي الذي يليه الملك المغربي محمد السادس لتجارة المخدرات.

ومن المتوقع، أن يحتل ملف الصحراء الغربية، حيزا هاما في زيارة كيري التي تدوم يومين كاملين، على اعتبار أن الجزائر بلد ملاحظ، كما انه يرتقب ان يتم ادراج القضية الصحراوية ضمن ملف التسوية الكبرى، خاصة مع التعبئة الدبلوماسية الاخيرة لصالح جبهة البوليساريو، بعد ادراك واشنطن ان منطقة الساحل تتطلب ضرورة الاسراع في ايجاد حل لقضية الصحراء الغربية وفق ما تمليه القوانين الدولية، خاصة بعد المكاسب الدبلوماسية التي حققتها جبهة البوليساريو في الآونة الاخيرة، وهو الامر الذي ساهم في وجود اجواء توتر على بساطتها في العلاقات المغربية-الأمريكية ومن نتائجها على المستوى القريب والمتوسط استبعاد إجراء الملك محمد السادس زيارة الى الولايات المتحدة في الوقت الراهن، واحتمال كبير جدا قيام سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة إعادة طرح المقترح القاضي بتكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، اضافة الى تقرير الخارجية الامريكية الى الكونغرس الأمريكي الذي تميز بنبرته المختلفة عن السابق ضد المغرب، حيث اتهمه بارتكاب خروقات حقوق الإنسان ضد الصحراويين فيما يخص حرية التجمع وحرية الممارسة السياسية. وعالج الكونغرس التقرير الأسبوع الماضي، وسيؤثر على اي مساعدات سياسية واقتصادية وعسكرية أمريكية للمغرب، وما يزيد من صعوبات المغرب في الكونغرس الأمريكي، تأسيس نواب من الحزب الجمهوري والديمقراطي لجنة لدعم جبهة البوليساريو والدفاع عن تقرير المصير، وأصبحت اللجنة نشيطة للغاية في معارضة كل ما يتعلق بالمغرب. 

وكان الملك المغربي، محمد السادس قد طلب في خطابه الافتتاحي للبرلمان المغربي في دورته التشريعية الجديدة الجمعة ما قبل الماضية، من نواب البرلمان وفاعلين آخرين مثل الاعلام والأحزاب والمجالس المنتخبة بالتحرك وعدم انتظار فقط المبادرات الملكية، وخاطبهم في سابقة تؤكد فشل الرباط في كسب التأييد الدولي، قائلا "الوضع صعب، والأمور لم تحسم، ومناورات خصومنا لن تتوقف، مما قد يضعنا أمام تطورات حاسمة".

فيصل. ح

من نفس القسم الوطن