الوطن

مظاهرات حاشدة بمصر وتشديد الأمن بشوارع القاهرة

دعوات لرفض محاكمة مرسي

 

خرجت أمس في محافظة الجيزة مظاهرات عدة عقب صلاة الجمعة تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب تحمل شعار "جمعة صمود السويس طريقنا للقدس"، كما خرجت مظاهرات في الإسكندرية ومدن أخرى للتنديد بالانقلاب، في حين قلصت الحكومة المصرية عدد ساعات حظر التجول مجددا.

 

وردد المشاركون في مظاهرات الجيزة هتافات منددة بالانقلاب العسكري وطالبوا بإسقاطه وعودة الشرعية والإفراج عن المعتقلين. وكانت قوات الشرطة والجيش قد انتشرت بكثافة منذ الصباح في عدد من شوارع مدينة الجيزة وأغلقت ميدان النهضة، كما تمركزت عناصر من الجيش والشرطة بآلياتها عند مداخل ميدان التحرير. وتأتي مظاهرات اليوم بمناسبة ذكرى معركة السويس في حرب أكتوبر 1973، في إشارة إلى مطالبة الجماهير الرافضة للانقلاب بمواصلة صمودها.  كما تأتي المظاهرات في ظل تواصل الحراك الشعبي الرافض للانقلاب واتساع رقعة التظاهر، خاصة مع تصاعد احتجاجات الطلاب التي تواصلت طوال الأسبوع. 

وخرج طلاب جامعة الأزهر يوم الخميس  لليوم السادس على التوالي في مظاهرات رفعوا خلالها شعارات منددة بالانقلاب ومطالبة بإسقاطه، وطالبوا بالإفراج عن جميع زملائهم المعتقلين. كما خرج طلاب جامعيون في مدينة 6 أكتوبر بالجيزة في مظاهرات رفعوا فيها شعار رابعة العدوية، ونددوا بالانقلاب العسكري، وطالبوا بالإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين وضمان حرية التظاهر والتعبير عن الرأي.

وشهدت محافظة الجيزة مظاهرات طلابية مناهضة للانقلاب في أكثر من منطقة، فقد نظم طلاب مدارس وجامعات في كرداسة وإمبابة تحركات احتجاجية طالبوا فيها بإسقاط ما وصفوه بحكم العسكر.

في الوقت نفسه دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية من وصفهم بالأحرار في مصر وخارجها إلى الوقوف بجانب الإرادة الثورية والمعارضة لقوى الانقلاب "التي تسعى لكسر هذه الإرادة" عبر محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي المقرر أن تجرى في الرابع من الشهر المقبل. وقال التحالف في بيان إن من وصفهم بالشباب الأبطال الأحرار بالجامعات وخاصة جامعة الأزهر يضربون المثل في الصمود والإباء والعزة والكرامة، كما هز أولئك الشباب عروش من سماهم الطغاة والظالمين وبثوا الرعب في قلوبهم. ويوجه القضاء لمرسي وأعضاء آخرين من جماعة الإخوان المسلمين اتهامات بالتحريض على قتل وتعذيب المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي. ويحتجز مرسي في مكان لم يكشف عنه منذ عزله في جويلية الماضي، ومنذ ذلك الحين تشهد مصر مظاهرات ومسيرات شبه يومية لرفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية، واجهتها قوات الأمن في كثير من الأحيان بالعنف لتفريقها، كما حدث مؤخرا في جامعة الأزهر.  

وفي مدينة العريش بشمال سيناء خرج أبناء المدينة  عقب صلاة العشاءمن يوم الخميس في مسيرة ليلية حاشدة من أمام المسجد الرفاعي بميدان الحرية رفضًا للانقلاب العسكري؛ وذلك عشية مليونية "صمود السويس طريقنا إلى القدس".

 ورددوا هتافات منها: "متعبناش متعبناش.. الحرية مش ببلاش"، "رابعة أسماء رمز الصمود.. عاشوا رجاله وماتوا أسود"، و"يا إعلام كداب كداب.. أهل سيناء مش إرهاب"، و"أنا موقفتش في الطابور علشان يحكمني طرطور".

 

ورفع المتظاهرون رايات رابعة الصمود وأعلام مصر وصور الشهداء والرئيس الشرعي للبلاد د. محمد مرسي.

وفي تطور آخر قلصت الحكومة المصرية ساعات حظر التجوال المفروض في القاهرة و13 محافظة أخرى إلى أربع ساعات ما عدا الجمعة. وقالت الحكومة في بيان إن حظر التجول الليلي سيصبح ساريا من الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي حتى الخامسة صباحا يوميا باستثناء يوم الجمعة إذ يبدأ في السابعة مساء. وتشهد مصر بشكل منتظم مظاهرات أيام الجمع ينظمها أنصار مرسي والرافضون للانقلاب الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يوم 3 جويلية الماضي. وفرض حظر التجول الليلي في المحافظات المصرية الـ14 منذ 14 أوت الماضي بعد فض قوات الأمن اعتصامين لأنصار مرسي في القاهرة بالقوة، مما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف. وفي اليوم نفسه قررت الحكومة التي شكلت بعد الانقلاب فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهرين، في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، وتم تمديدها لشهرين آخرين يوم 12 سبتمبر الماضي.

وفي سياق متصل انتقدت 17 منظمة حقوقية مصرية الخميس مشروع قانون يستهدف، وفقا لها، تقييد حرية التظاهر والإضراب في مصر. واعتبرت المنظمات أن هذا المشروع الجديد بمثابة إعادة الاعتبار السياسي لمشروع قانون التظاهر الذي فشلت حكومة الإخوان في إصداره في أفريل 2013 بسبب الانتقادات الواسعة من هيئات دولية مختلفة. ودعت المنظمات رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، الذي أحيل إليه القانون للموافقة عليه، إلى "عدم اعتماده".

من جهة أخرى قالت قناة الجزيرة الفضائية أنها حصلت على صور لعقد مبرم بين سلطات الانقلاب بمصر وشركة "غلوفر بارك غروب" الأميركية المختصة بالعلاقات العامة التي تربط كبار مسؤوليها علاقات وثيقة بإسرائيل. 

وينص العقد على قيام الشركة بالترويج لسلطة الانقلاب في مصر وتحسين صورتها في الولايات المتحدة الأميركية. ويأتي إبرام هذا العقد في أعقاب استطلاع للرأي أجرته الشركة نفسها مؤخرا وأظهر تراجع شعبية السلطة الحاكمة في مصر داخل الولايات المتحدة بـ18 نقطة. وتربط عددا من كبار مسؤولي هذه الشركة علاقات وطيدة مع إسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. وقالت القناة إن العقد المبرم بين الحكومة المصرية والشركة وقعه السفير المصري في الولايات المتحدة. وأضافت أن أهم المهام المنصوص عليها في العقد هو قيام الشركة بتمثيل الحكومة المصرية في واشنطن، بمعنى أن تكون المسؤولة عن الدبلوماسية المصرية العامة، وتمثيلها أمام الإدارة الأميركية والكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. كما ينص العقد على أن تشرف الشركة على عمل الحكومة المصرية في تطبيق خريطة الطريق التي أعلنتها سلطات الانقلاب في مصر عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في الثالث من جويلية الماضي بما يتضمنه ذلك من تشكيل تحالفات مع جهات معارضة تعطي للانقلاب شكلا ديمقراطيا وصولا للانتخابات الرئاسية والنيابية في مصر. وكشفت القناة أن الشركة المذكورة لها علاقات واسعة بـإسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، الذي يعد من أكبر جماعات الضغط التي تعمل على مراعاة مصالح إسرائيل.

وأوضحت القناة أن أحد كبار مسؤولي هذه الشركة كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي، وتخرج من جامعة تل أبيب في العلوم السياسية كما أن كبار المسؤولين عملوا في منظمة "أيباك" وهي أكبر منظمة يهودية أميركية في الولايات المتحدة. وقالت القناة إن هذه الشركة لها نفوذ كبير جدا على صناع القرار في الولايات المتحدة كما أنها تمثل شركات أميركية عملاقة مثل كوكاكولا وأبل وبعض كبريات شركات السلاح في الكونغرس الأميركي وتمثل كذلك دولا لها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان.

إ: محمد دخوش/ وكالات

من نفس القسم الوطن