الوطن

الجزائر مطالبة بفرض حل لقضية التوتر في شمال مالي

أطراف متحاملة على الجزائر تحاول إضعاف دورها الإقليمي في الساحل

تحاول بعض الأوساط الإعلامية المحسوبة على بعض الأطراف المتحاملة على الجزائر على رأسها فرنسا ومناولها في المنطقة "المخزن"، تسويق رسائل إعلامية مغرضة ضد الجزائر وعزلها عن لعب دورها الريادي في إيجاد حل للوضع المتوتر في شمال مالي، والترويج لفكرة غلق حدودها وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، وهو يقتضي تحركا دبلوماسيا جزائريا ضد هذه الحملات عن طريق خطاب إعلامي يؤكد دور الجزائر الإقليمي في حل الوضع في الجهة المقابلة لحدودها.
وتشير بعض الرسائل الاعلامية المروج لها من قبل المتحاملين على الجزائر، الى إمكانية تأثير الأوضاع في شمال مالي على دورها الاقليمي المعروف في حل القضايا الحساسة، وفقا لذلك اعتزالها وغلق حدودها عن بقية الدول تحت حجة حماية الحدود من الخطر الأمني المحدق بها، فمن مجمل ما ذهبت إليه هو الترويج لفكرة أن الحرب المحتملة التي تريد مالي شنها على الأزواد قد تشعل المنطقة وتدخل فرنسا كطرف فيها إذا ما فاز الرئيس نيكولا ساركوزي في الرئاسيات، حيث يريد لعب دور شرطي إفريقيا لإعادة إحياء ماضي فرنسا الاستعماري، وتريد هذه الاطراف "المغرب وفرنسا" إضعاف الدور الجزائري الريادي المعروفة به منذ استقلالها وذلك لما لها من قدرات سواء على الصعيد الدولي أو الاقليمي في حل النزاعات وحتى التدخل عسكريا باعتبارها أكبر قوة عسكرية في منطقة الساحل. ويتضح أن أعداء الجزائر المعروفين من خلال طروحاتهم المتكررة بتحييد الجزائر وعزلها والتضييق عليها استغلوا ضعف الدبلوماسية الجزائرية وتحركها المتباطئ في التعامل مع عديد القضايا بدعوى أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول، وإظهارها بالبلد الذي يريد أن يحمي حدوده البرية بغلق كل المنافذ التي تسمح بمرور السلاح أو الجماعات الارهابية داخل ترابها، وفي السياق ذاته تريد الاطراف المتحاملة على الجزائر استغلال هشاشة دبلوماسيتها اتجاه قضية استقلال الازواد بشمال مالي على أنها لا تتدخل فيها باعتبارها شأنا داخليا لدولة مالي، مع الإشارة إلى ترويج المخزن مثلا لفكرة أن المخابرات الجزائرية هي التي حركت الازواد المتمردين ودعمتهم منذ تأسيس حركتهم الى غاية إعلان استقلالهم عن مالي، كما أن بعض الاوساط كشفت أن الجزائر من بين الدول التي كانت على علم بموعد بدء الازواد لتمردهم، والأخطر من هذا أن هذه الاتهامات لم تحرك دبلوماسيتنا للرد عليها، وهو ما زاد من حدة التحامل من قبل المخزن الذي جند بعض مواقعه كموقع مغرب "انتيليجنس" و"ساحل انتيليجنس" وهما موقعان أنشآ من قبل المخابرات المغربية حيث تتهم المخابرات الجزائرية بالتنسيق مع الجماعات الارهابية في الساحل، وهذا من خلال تساؤلات طرحها هذان الموقعان عن دور الجزائر في خلق حركة جديدة تسمى "أنصار الدين" التي تسير من قبل إياد غالي رغم إعلان الطوارق عن تمردهم. ومع كل هذا بقيت دبلوماسيتنا صامتة دون أن نشهد تحركات تدحض هذه الحملات المغرضة، حيث وصف دورها بالسلبي والمتباطئ بلعبها دور الوسيط، بالرغم من أن المطلوب من الدبلوماسية الجزائرية اليوم أن تعود للعب دورها الريادي والإسراع في حل الوضع المتوتر بمالي، وذلك عن طريق خطاب سياسي وإعلامي يؤكد قدرة الجزائر على التدخل حتى من داخل الجهة المقابلة لحدودها باعتبارها قوة إقليمية قادرة على تغيير موازين القوى وإبعاد كل محاولات التدخل العسكري سواء من قبل دول غرب إفريقيا أو فرنسا، وكما ذهبت إليه بعض الاطراف أن الاولى للجزائر أن تفرض حلا سياسيا لقضية الازواد وحماية مصالحها الحيوية المتمثلة في السلم وأمن الصحراء.

من نفس القسم الوطن