الوطن

مقرّي يعبد الطريق نحو الرئاسيات

لقاءاته لشرح مبادرة الإصلاح السياسي تخدم مسعاه

 

يسير عبد الرزاق مقري رئيس حمس نحو إعلان ترشحه للرئاسيات، حيث يقوم بتعبيد الطريق لذلك وجعل حمس تدخل بمرشح للرئاسيات وليست كداعم لمرشح بعينه ضمن ما يعرف بمرشح إجماع أو فكرة "المرشح التوافقي"، وما يغذي هذا الطرح هو تكثيف لقاءاته بشخصيات سياسية وقيادات حزبية بغية شرح مبادرة حركته الموسومة "مبادرة حمس للإصلاح السياسي"، والظاهر أن المسعى من هذه اللقاءات هو أن خطة غير معلنة تكون حمس تمل عليها لضمان إمكانية الحصول على الضوء الأخضر لمقري كي يكون مرشح حزب كبير مثل حركة حمس، خاصة وأن الترويج لمبادرتها طغى على كل المبادرات الظاهرة وأزاحها من الوجود.

 

يقوم مقري منذ الإعلان عن مبادرة حمس للإصلاح السياسي، بتحركات مكثفة، التقى فيها برؤساء أحزاب ومرشحين محتملين للرئاسيات وحتى شخصيات وطنية يمكنها أن تلعب دورا في الساحة السياسية، فقد التقى ببن فليس وبن بيتور، وحتى بقيادات من التجمع الوطني الديمقراطي وحزب جبهة التحرير الوطني ( عبد القادر بن صالح وعمار سعداني) ، اضافة إلى قيادات الأحزاب الإسلامية ( التكتل الأخضر، التغيير، جبهة الجزائر الجديدة )، وحتى جبهة القوى الاشتراكية، الهدف من اللقاءات التي يقوم بها رئيس حمس بحسب ما يظهر هو البحث عن محاولة إقناع كافة الفاعلين السياسيين بأن حركته "لن تكون طرفا في إفشال أي مسعى يهدف إلى تقريب وجهات النظر بشأن الاستحقاق المقبل، "لأننا تجاوزنا الأنانيات الشخصية والحزبية" بحسب تصريحه عبر صفحته في فيسبوك أمس، وهذا الكلام يصب في نفس مسعاه لشرح مبادرة الحركة للإصلاح السياسي، وهي المبادرة التي تهدف بحسب مقري، لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، والخروج بميثاق للإصلاح السياسي، والتوافق على مرشح إجماع للرئاسيات المقبلة، على أن يلتزم هذا المرشح التوافقي بتنفيذ الميثاق، وأبرز ما تقوم حمس بشرحه للأحزاب يدخل في إيجاد أرضية ملائمة لضمان رئاسيات نزيهة، والتوافق حول حكومة توافقية بعد الانتخابات ثم الذهاب لتشريعيات مسبقة ثم محليات بعدها، هذه المبادرة في الحقيقة تزامنت مع مبادرات أحزاب أخرى كحركة النهضة وجبهة التغيير، ومبادرة عز الدين جرافة، وكلها مبادرات تبحث عن مخرج يضمن لها الدخول في الرئاسيات بمرشح إجماع مهما اختلف اسم المبادرة، لكن حمس من خلال ما يظهر، تحاول عبر رئيسها عبد الرزاق مقري، فرض الأمر الواقع، بأن تظهر مدى قوة مبادرتها على باقي المبادرات، وفي النهاية إزاحة وإفشال كل من يقف في طريق مشروعها للإصلاح السياسي، والهدف هو سعي من حمس لتقديم مرشح باسمها بعد التأكد من أن رئيسها الأسبق أبو جرة سلطاني لن يعود لقيادة الحركة وقلة الفرص في ترشحه باسمها، وبالتالي يكون مقري قد رسم طريقه نحو الترشح للرئاسيات، فالرجل الذي التقى ببن بيتور، ثم بن صالح، ثم سعداني، وبن فليس، وآخرين، يكون قد تباحث مع هؤلاء عن إمكانية قبول فكرة ترشحه والحصول على الدعم له، فظاهر تحركاته يكون شرح مبادرته للإصلاح السياسي، لكن في العمق هي خطة غير معلنة لتسويق مشروع حمس للرئاسيات، وأيضا بحث إمكانية الحصول على الضوء الأخضر للترشح باسم الحزب، وتؤكد حضورها في الساحة كطرف فاعل في الرئاسيات وليس كطرف داعم لهذا المرشح أو ذاك، أو حزب من الأحزاب، وتقول بعض الأوساط إن لقاءات مقري بالشخصيات السياسية من مرشحين وقيادات أحزاب كانت لقاءات وصفت بالتعجيزية أكثر منها دعما لهذا الرأي أو ذاك، بحيث كانت على شكل طرح مبادرة حمس كأنها مشروع  "خالص" دون نقص، وهو ما يظهر نية في سعي حمسي لإجهاض كل المبادرات لأجل مبادرتها، وهي طريق نحو إخراج مرشحها للرئاسيات وحشد الدعم له، ويكون مقري بهذا قد رسم وعبّد طريقه نحو الترشح للرئاسيات، حيث يكون له دعم (من خارج مؤسسات الحركة) لضمان تواجد قوي في المنافسة على كرسي المرادية.

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن