الوطن

قسنطيني يدعو الصحافة للتسويق للإيجابيات والتغاضي عن السلبيات!

فيما طلب رضا مالك من الصحفيين التحلي بالروح الوطنية

 

دعا رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الانسان فاروق قسنطيني الأسرة الاعلامية الوطنية لتسويق الانجازات الهامة للجزائر في الساحة الدولية والوطنية بموضوعية ونقد بناء، حيث قال إنه "لا يجب أن تستعمل حرية التعبير في غير محلها وتتحول إلى وسيلة للفوضى لا ترجع بفائدة على المواطن والبلاد أو حتى العملية الديمقراطية".

وقال قسنطيني في حديث لـ"واج" بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة أمس إن الجزائر حققت العديد من "الانجازات الهامة" سواء في قضايا وطنية أو دولية لذلك "يجب على الاعلام الوطني أن يكون خير أداة لتسويق هذه الإنجازات على الساحة الدولية والوطنية"، مضيفا أن الجزائر "أنجزت الكثير في السنوات الأخيرة لكن لسوء الحظ لم تحسن تسويق هذه الانجازات" مسجلا على سبيل المثال انتقاد العديد من الهيئات والمنظمات التي تجهل ما تحقق اجتماعيا منذ الاستقلال كمجانية التعليم ومجانية الخدمات الصحية، وفي هذا الصدد دعا قسنطيني أسرة الاعلام الوطني الى "ابراز النقائص من أجل العمل على مواصلة تحسين الأوضاع" لكن بالتحلي بـ"الموضوعية الاعلامية والنقد البناء". ويري قسنطيني أن قطاع الإعلام بالجزائر "تحسن كثيرا منذ ميلاد التعددية وهو تعبير عن ارادة حسنة للشعب والمشرع والسلطة" مضيفا في ذات السياق "أن الجزائر يحق لها اليوم الافتخار بحرية التعبير التي ظلت محترمة ومضمونة في كل دساتيرها"، مشيرا إلى أنه حتى قبل الإصلاحات السياسية والتشريعية التي أجراها رئيس الجمهورية منذ أفريل 2011 "كانت للجزائر صحافة مستقلة تتكلم بكل حرية في إطار حدود قانونية تمنع القذف والشتم والترويج للمعلومات الكاذبة مضيفا "أن الاصلاحات السياسية والتشريعية جاءت لـ"تعزز حرية التعبير بفتح مجال السمعي البصري وتجلى ذلك ببروز العديد من القنوات الجديدة". من جهة اخرى وصف قسنطيني أن قانون الإعلام الجديد الصادر سنة 2012 ايجابي نوعا ما لاسيما ما تعلق برفع عقوبة الحبس عن الصحفي" غير أنه أكد على ضرورة أن لا يدفع ذلك بالصحافة المستقلة الى التمادي في السب والشتم والخروج عن رسالتها النبيلة".

إلى ذلك، وجه رضا مالك نصيحة للصحفيين بمناسبة اول يوم وطني للصحافة الجزائرية ، بأن يتحلوا بالروح الوطنية التي تنجم عنها المسؤولية التي تبنى على حقائق البلد والإيمان بالوطن الذي يدفع بالصحفي لرفع كل التحديات ليكون في المستوى .

ونوه رضا مالك، رئيس الحكومة الاسبق ، أمس ،بدور الاعلام الجزائري قائلا إن الاعلام هو من أسس للثورة، فكانت للصحافة المكتوبة منشورات للجنة التنسيق والتنفيذ، وجريدة المقاومة الجزائرية التي كانت تصدر في كل من تونس والمغرب وفرنسا دور رائد إذ تتكلم عن مواقف الثورة كقضية عادلة لتثبيت المبادئ وإيضاح الآفاق فيما يخص الثورة المسلحة، مشيرا إلى أن الصحفي الجزائري حاول بكل إخلاص وإرادة التعبير عن ثورته العظيمة والعارمة حيث كان دوره مشرفا وهاما في مسيرة الثورة الجزائرية، فكان يتميز بمستوى مهني عال ومسؤول. كما وجه رضا مالك نصيحة للصحفيين باعتباره صحفيا سابقا -إذ كانت له مساهمات في عدة جرائد قبل اندلاع الثورة وشغل منصب رئيس تحرير جريدة المجاهد سنة 1957 ، واللسان المركزي للثورة الجزائرية،- بأن يتحلوا بالروح الوطنية التي تنجم عنها المسؤولية التي تبنى على حقائق البلد والإيمان بالوطن الذي يدفع بالصحفي لرفع كل التحديات ليكون في المستوى المطلوب . 

وفي سياق متصل، أكد وزير الاتصال عبد القادر مساهل أمس الثلاثاء، أن قانون الاعلام يكرس حق المواطن في الاعلام ويكفل حق الصحفي في الوصول الى مصادر الخبر. وأوضح في لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام نظم بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة أن الدولة أولت قطاع الصحافة "المكانة التي يستحقها" من خلال سن قانون عضوي يكرس "حق المواطن في الإعلام ويكفل للصحفي حق الوصول الى مصادر الخبر". كما أبرز الوزير أهمية هذا القانون من حيث "إحرازه تقدما هاما وإزالته لعقوبة الحبس على المخالفات الصحفية مع حماية حقوق المواطن في الطعن في حالات القذف والمساس بحياته الشخصية تماشيا مع المعايير المعمول بها دوليا". وأضاف أن الجزائر "تستعد لاستكمال حزمة من النصوص التشريعية والتنظيمية في إطار مسعى وطني شامل تسعى من خلاله الدولة الى إدخال إصلاحات شاملة تسمح بترقية تجربتها الديمقراطية الى مستوى تطلعات المجتمع". 

س.زموش/ نبيلة مقبل 

من نفس القسم الوطن