الوطن
مظاهرات ومسيرات لأنصار الشرعية في أول أيام العيد
فيما أغلق الأمن ميادين التحرير ورابعة العدوية والنهضة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أكتوبر 2013
خرجت مسيرات ومظاهرات مناوئة للانقلاب العسكري بمصر عقب صلاة عيد الأضحى المبارك في ساحات العيد وأمام المساجد الكبرى في القاهرة والجيزة وعدة محافظات.
أغلقت قوات الأمن والجيش المنافذ المؤدية إلى الميادين الرئيسية في القاهرة والجيزة، بينما خرجت مسيرات ومظاهرات عقب أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في ساحات العيد وأمام المساجد الكبرى في القاهرة والجيزة ومحافظات عدة. ورفع المشاركون في تلك المسيرات لافتات وشعارات منددة بالانقلاب، ومطالبة باستعادة الشرعية.
وأغلق الأمن بالمدرعات والأسلاك الشائكة ميدان التحرير وميداني رابعة العدوية والنهضة حيث أقام مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي الاعتصامين اللذين فضهما الأمن بالقوة قبل شهرين، مخلفا مئات القتلى والجرحى. وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "لم تسجل محاولات لأنصار مرسي بالتوجه إلى الميادين الرئيسية التي أغلقها الجيش". ورغم التشديد الأمني، خرجت في حي شبرا بالقاهرة مظاهرة تنديداً بالانقلاب العسكري. ورفع المتظاهرون شعار "صمود رابعة" ونددوا بما سمّوْهُ الممارساتِ القمعيةَ للسلطات الأمنية، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وملاحقة المسؤولين عن قتل متظاهرين. وفي غرب القاهرة، سمح الأمن بإقامة الصلاة بشكل محدود في مسجد مصطفى محمود والباحة الصغيرة المتاخمة له، علما بأن هذا الميدان كان عبر سنين ساحة رئيسية لصلاة آلاف المصريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
وأقيمت الصلاة بشكل واسع في مسجدي الأزهر وعمرو بن العاص وسط القاهرة وجنوبها، بالإضافة إلى الساحات الرئيسية التي أعلنتها وزارة الأوقاف المصرية في مختلف مدن البلاد، مصليات عيد. وأغلقت قوات الأمن بالمدرعات والأسلاك الشائكة ميدان التحرير وميداني رابعة العدوية والنهضة، حيث أقام مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي الاعتصامين اللذين فضهما الأمن بالقوة قبل شهرين، مخلفا مئات القتلى والجرحى. وفي مدينة الإسكندرية، أقيمت صلاة العيد في مسجد القائد إبراهيم تحت حراسة مشددة من الأمن ووسط انتشار مدرعات الجيش، حسبما أوضح مصدر أمني. كما خرجت مسيرة ضمت المئات من أنصار مرسي في حي سيدي بشر.
كما نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب مسيرة في السويس جابت الشوارع الرئيسية في المدينة. وانطلقت المسيرة عقب صلاة عيد الأضحي المبارك من مسجد "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب"، وحمل المشاركون فيها شعار رابعة، ورددوا هتافات مناهضة للانقلاب العسكري. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد أعلن في بيان الاثنين أن "صلاتنا ستكون في كل ميدان، كل ساحة، بلا تمييز أو احتكار، أرض واحدة، رب واحد، رغم المؤامرات، وأهواء ورغبات الكارهين". ولم يدع البيان أنصار مرسي إلى تنظيم مسيرات أو مظاهرات عقب الصلاة. ولا تزال مواعيد حظر التجول المفروضة منذ شهرين سارية دون تعديل رغم حلول العيد، حيث تفرض السلطة القائمة حظر تجول من منتصف الليل إلى الساعة الخامسة صباحا في القاهرة و13 محافظة أخرى. وقال التلفزيون الرسمي إن "الأمن حال بين أنصار مرسي ومؤيدي الجيش في مسجد عمرو بن العاص الذين دخلوا في سجال ومشادات كلامية بعد أن هتف كل طرف لفريقه"، لكن الأمر لم يتطور إلى اشتباكات بين الطرفين. وتكرر المشهد نفسه في مسجد خاتم المرسلين بمحافظة الجيزة. كما شهدت منطقة التبين بحلوان جنوب القاهرة مظاهرة مؤيدة لمرسي شارك فيها المئات.
من جهة ثانية قررت رابطة مشجعي النادي الاهلي الخروج في مسيرة سلمية ظهر السبت المقبل لم تعلن عن وجهتها لمطالبة السلطات بالإفراج عن أعضاء فيها تحتجزهم السلطات. وكانت قوات الأمن المصرية فضت مساء أمس الأول مسيرة لمئات من مشجعي النادي الأهلي في مدينة نصر احتجاجا على حبس زملائهم في أحداث الاشتباكات بين الأمن وأعضاء الرابطة في مطار القاهرة الدولي الأحد الماضي.
وفي سياق أخر دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق كامل ومحايد ومستقل في الأحداث التي صاحبت مظاهرات يوم 6 أكتوبر الجاري في مصر. وقالت المنظمةفي بيان لها إن إفادات مسؤولين طبيين وشهود عيان تشير إلى أن أجهزة الأمن استخدمت القوة المفرطة والمميتة "دون مبرر" لتفريق المتظاهرين، مشيرة إلى أنه لم يقتل أي من عناصر قوات الأمن في ذلك اليوم.
ونقل بيان المنظمة عن شهود عيان قولهم إن قوات الأمن اكتفت في بعض الحالات بأداء دور المتفرج، بينما هاجم رجال يرتدون ثيابا مدنية المتظاهرين واشتبكوا معهم مستخدمين سكاكين وعصيا وأسلحة نارية. ونقل البيان عن نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة حسيبة حاج صحراوي قولها إن استخدام القوة المفرطة أصبح "الإجراء الطبيعي المعتمد في عمل قوات الأمن المصرية".
من جهته انتقد المفكر الأميركي نعوم تشومسكي الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في جويلية الماضي وقال إن من يقف بصف الانقلاب يرتكب خطأ كبيرا. وأكد تشومسكي في ندوة نظمتها رابطة الطلاب المصريين بنيويورك أن أي نظام عسكري لا يمكن أن يبني الدولة. وأشار تشومسكي في تلك الندوة إلى أن كلمة الشعب باتت تستخدم بشكل مضلل للإشارة إلى جزء واحد فقط من المصريين.
وأقر المفكر الأميركي بنزول حشود كبيرة في الثلاثين من جوان الماضي للتظاهر ضد النظام الحاكم آنذلك، إلا أنه أكد على أن ما حدث انقلاب عسكري، معتبرا أن الكثير من أصدقائه الداعمين للانقلاب قد ارتكبوا خطأ وصفه بالجسيم. ورأى تشومسكي أنه تم تقسيم الشعب المصري من خلال الاعتقاد بأن قادة الجيش ملتزمون بالدفاع عمن يسمونهم الشعب في وجه جماعة الإخوان المسلمين، ودعا قادة الجيش إلى تجنب استخدام كلمة "الشعب" لأن الشعب منقسم بشدة، على حد تعبيره. واعتبر أنه يمكن معارضة الإخوان المسلمين وانتقاد سلوكهم، إلا أنه لا يمكن إلغاء وجودهم، "فهم جزء من الشعب. لذا فإن مصطلح الشعب في هذه الحالة يستخدم بشكل مضلل". وأضاف تشومسكي أن أي نظام حكم عسكري لا يمكن أبدا أن يبني دولة ديمقراطية، وأن من يرحبون بالانقلاب حاليا على وشك أن يتحولوا إلى ضحايا له. وبيّن أنه من الخطأ أن يعتقد مؤيدو الانقلاب بأن الجنرالات سيتحركون لبناء دولة ديمقراطية علمانية، وقال إن "هذا غالبا لن يحدث"، لأن قادة الجيش سيتصرفون كما يتصرف العسكريون عادة وكما تصرفوا في مصر دائما. وأوضح أن هذه التصرفات ستتمثل في سعي القادة العسكريين إلى فرض سيطرتهم على النظام السياسي والاحتفاظ بمملكتهم الاقتصادية وسحق المعارضين والعصف بحقوق الإنسان ووجه تشومسكي رسالة إلى من سماهم أصدقاءه من العلمانيين والليبراليين واليساريين الذين رحبوا بالانقلاب العسكري، مفادها أنهم سيتحولون عما قريب إلى ضحايا لهذا الانقلاب، فهذا "هو ديدن الأنظمة العسكرية على مر العصور".
ويشتهر تشومسكي بإنتاجه اللغوي والفلسفي والنقدي في مجال اللغة والأدب والسياسة والفلسفة والاجتماع، وبمعارضته للسياسة الخارجية الأميركية فضلا عن انتقاده للاحتلال الإسرائيلي.
إ:محمد دخوش