الوطن
التجار يغلقون محلاتهم يومي العيد ويتحدون وزارة التجارة
عقوبة الغلق تنتظر المحلات التي لم تلتزم بمداومة العيد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أكتوبر 2013
بالرغم من التعليمات الصارمة التي وجهتها السلطات لأصحاب المحلات التجارية والمخابز من أجل الالتزام بنظام المداومة أيام الأعياد والإبقاء على محلاتهم مفتوحة أمام المواطنين، بقيت معظم المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية يومي عيد الأضحى موصدة الأبواب، حيث ضرب التجار تعليمات وزارة بن بادة عرض الحائط محولين يومي العيد إلى عطلة بالنسبة لهم، غير مكترثين بالعقوبات الصارمة التي وضعتها الوزارة في حق المخالفين والتي قد تصل إلى حد الغلق مدة شهر كامل بالإضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 3 ملايين سنتيم.
لم يتردد عدد من أصحاب المحلات التجارية والمخابز عبر العاصمة في ضرب تعليمات وزارة التجارة عرض الحائط، ففي جولة قصيرة قادت "الرائد" عبر أحياء العاصمة تبين أن أغلبية المحلات التجارية لم تلتزم بنظام المداومة وبقيت مغلقة أمام المواطنين الذين اضطروا إلى قطع مسافات والتنقل بين الأحياء لاشتراء حاجياتهم، فبالشوارع الكبرى على غرار شارع ديدوش مراد والعربي بن مهيدي وباستثناء المخبزة الواقعة بشارع باستور بقلب العاصمة التي كانت ممتلئة عن آخرها بالمواطنين لاشتراء الخبز بدت الشوارع شبه خالية، في حين استغل باعة الزهور فرصة العيد التي يقوى فيها الطلب على الورود لفتح محلاتهم باكرا خاصة وان عادة إهداء الزهور بين العائلات أو حتى حملها إلى المقابر بدأت تترسخ في المجتمع وهو ما لوحظ أمام مقبرة ابن عكنون ومقبرة سيدي محمد في قلب العاصمة حيث تباع الزهور أمام المدخل، نفس المشهد تكرر بالمدنية وبوزريعة فباستثناء بعض المحلات الصغيرة لبيع الفواكه كل المخابز (عدا التي تبيع عادة الحلويات) والبقالات كانت مغلقة مما فتح الأبواب أمام بعض المضاربين إلى انتهاز الفرصة لبيع الخبز بضعف سعره العادي أو اكثر خارج المخابز وهو ما أكده أحد المواطنين الذي كان في قمة الغضب بسبب نقص وسائل النقل، حيث قال " أن لا شيء يمكن أن يضع حدا لهؤلاء الذين ينتهزون كل الفرص "حتى في الأعياد الدينية" للربح السريع مضيفا أن العديد من أصحاب المخابز فضلوا بيع الخبز عشية العيد للتجار الموازين والمضاربين ليعيدوا بيعها اليوم بـ20 دينارا للخبزة، وبالابيار بأعالي العاصمة التي تعرف عادة حركية واسعة بدت كل المحلات مغلقة بعد صلاة العيد حيث ارجع العدد القليل من المواطنين الذين قابلناهم أن أصحاب المخابز الذين احترموا التعليمة لجأوا إلى غلقها بسبب نفاد الخبز في الساعات الأولى من الصبيحة وحتى قبل صلاة العيد. وفسر بعض المواطنين غياب التجار إلى كون العديد منهم يقطنون خارج العاصمة ويفضلون قضاء العيد مع أفراد عائلاتهم بمدنهم الأصلية، هذا الشلل الذي أصاب كبرى شوارع العاصمة في أول أيام العيد حتى في حركية المرور لم يؤثر على ما يبدو كثيرا على المواطنين الذين صرحوا أنهم "يدركون جيدا أن التعليمات التي أصدرتها السلطات المعنية لإجبار التجار على الدوام في الأعياد لن تجدي نفعا" ما دفعهم كما قالوا إلى اقتناء مستلزماتهم أيام قبل العيد، هذا ومن المنتظر أن يواجه التجار الذين لم يلتزموا بتعليمات وزارة التجارة عقوبات صارمة حيث كانت هذه الأخيرة قد اتخذت إجراءات صارمة لتنظيم عملية المداومة يومي العيد وفي هذا السياق أكد مدير عام الرقابة الاقتصادية وقمع الغش بوزارة التجارة، عبد الحميد بوكحنون، أنه وفقا لهذا القانون ستطبق عقوبات شديدة في حق التجار الذين لا يلتزمون ببرنامج المداومة أيام عيد الأضحى المبارك تتمثل في غرامة مالية تتراوح ما بين 50 ألف دينار و300 ألف دينار، هذا في حالة إحالة ملف التاجر المخالف إلى العدالة، أما في حالة قبوله المصالحة مع الإدارة فقيمة الغرامة حددت بـ 100 ألف دينار بالإضافة إلى إمكانية غلق محل التاجر المخالف لمدة شهر.
س.زموش