الوطن
يوم للدعاء لمصر وسورية وبلاد المسلمين بالأمن والاستقرار
2.6 مليون مسلم يقفون في عرفات اليوم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 أكتوبر 2013
يقف اليوم قرابة ثلاثة ملايين مسلم حاج إلى بيت الله الحرام، في جبل عرفات شعثا غبرا راجين المولى عز وجل أن يغفر لهم خطاياهم، والأكيد أن وقوف "عرفة" في موسم الحج لعام 2013، سوف يكون فيه الدعاء لأمان المسلمين وأمنهم، واستقرار البلاد العربية التي تعيش ظروفا استثنائية نتيجة الربيع العربي الذي أتت معه رياح التغيير، فلم تستقر مصر بعد، ولم تهدأ المدفعية في سورية حتى الآن، وفي اليمن لم تستقر أحوالها في ظل الحوار الوطني الذي يبقى يراوح مكانه حتى اليوم، ولا تونس تعيش استقرار الحكم فيها... بلدان عربية تأمل شعوبها في أن تستقر أحوالها، هذا هو الرجاء والدعاء الذي سيكون لب الأدعية التي ستخرج من أفواه وقلوب الحجاج في عرفات اليوم.
يوم عرفة لهذا العام، يأتي وبلاد الإسلام وبالأخص بلاد العرب، تعيش اللااستقرار في أكثر من بلد عربي ومسلم، في اليمن، في سورية، في مصر، في تونس، وليبيا، فلسطين، العراق، تعيش هذه البلدان رياح الربيع العربي التي جاءت فغيرت ما غيرت من أنظمة الحكم، وأجبرت ما أجبرت من حكام على التغيير طوعا وكرها، ففي مصر زال نظام مبارك وعاد نظام عسكري طرد الإخوان المسلمين من شرعية نالوها بالانتخابات بشكل ديمقراطي، بعد عام من حكمهم، وهي الآن تعيش حالة اللااستقرار والتطاحن بين مؤيد للنظام الحالي وبين مطالب للعودة الى الشرعية، فدعاء الحجاج لها أكثر من ضروري، وفي سورية، نفس الحال، الربيع العربي لا يزال خريفا على الشعب السوري، فالحرب قائمة بين النظام والمعارضة، فلا هدنة ولا حوار ظاهر حتى الآن، واللاجئون السوريون في كل مكان، حاجتهم للدعاء قوية من قرابة ثلاثة ملايين حاج مسلم، والعراق التي تشهد التفجيرات من حين لآخر محتاجة أيضا لدعائهم، وتونس وحوارها السياسي بين كافة الأطراف للخروج من الأزمة، والجزائر والخطر الإرهابي على حدودها من كل جانب، وباقي بلدان المسلمين إلى غاية بلاد الروهنغا، يحتاج شعوب كل هذه البلدان إلى دعاء خالص لرب العالمين يسقيه حجاج بيت الله بخالص إيمانهم وصفاء قلوبهم اليوم في وقفتهم بجبل عرفات، في يوم هو أعظم يوم في الحج.
هذا وقد تكفلت السلطات السعودية بكل شروط الأمن والأمان كي يقف 2.6 مسلم يحج هذا العام للبقاع المقدسة، حيث استعدت المملكة العربية السعودية لهذا اليوم الذي يسبق عيد الأضحى المبارك بيوم واحد فقط، يوم النحر، يسبقه يوم عرفة، حيث تم نشر عدد كبير من مجموعات الإشراف الوقائي ودوريات السلامة ووحدات التدخل السريع في محيط جبل "الرحمة" تحسباً لتواجد الحجاج به، وإنشاء عدد من نقاط التمركز للحد من صعود الحجاج إلى الجبل في حال رصد أي مخاطر تهدد سلامتهم.
يقف اليوم، قبل يوم واحد من يوم النحر (عيد الأضحى)، أكثر من 2.6 مليون حاج بينهم حوالي 63 ألف حاج مصري يدعون لمصر بالاستقرار وعودة الأمن إلى ربوعها، فقد أعلنت البعثات المنظمة للحج هذا العام "السياحة – القرعة – الجمعيات" الطوارئ استعدادا للنفرة من عرفات إلى المزدلفة لصلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً. ونشرت البعثات لجاناً في كافة المخيمات كما نشرت أدلة ورفعت علم مصر أمام كل مجموعة لمساعدة الحجاج على تأدية المناسك بشكل صحيح، كما كثفت فرق ووحدات الدفاع المدني تواجدها في جميع أرجاء مشعر عرفة لمواجهة الطوارئ التي قد تحدث يوم الحج الأكبر, مع اعتماد خطة متكاملة للتدخل السريع في المواقع التي تمثل خطورة على سلامة الحجيج في محيط جبل "الرحمة" والشوارع المحيطة بمسجد نمرة التي تشهد كثافة كبيرة في أعداد الحجاج. وحذرت السلطات السعودية الحجاج من مخاطر محاولات الصعود إلى جبل الرحمة أثناء وقوفهم بمشعر عرفة، وما ينتج عن ذلك من حوادث تساقط الصخور أو الزحام الشديد في المواقع المحيطة بالجبل, الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابات نتيجة التدافع في المواقع شديدة الانحدار.
وكان قد طالب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج، الحجاج المصريين بالدعاء لمصر لتستعيد أمنها وأمانها وتحقق الازدهار والتقدم، كما طالب رؤساء البعثات الـ 3 المنظمة للحج بضرورة تذليل كافة العقبات التي تواجه حجاج مصر أثناء تأدية المشاعر، مشددا على تواجد الدعاة والوعاظ التابعين للبعثة لعقد ندوات ودروس دينية للحجاج حتى يكون اليوم كله خالصا لله وللعبادة والاستغفار، وأن يعلم الناس ترتيب أركان الحج وفقا للتيسير الذى أتاحه الإسلام، كما طالب البعثة الطبية بتوفير كميات إضافية من الأدوية والتنسيق مع وزارة الصحة السعودية لنقل أي مريض إذا استدعت حالته ذلك.