الوطن
ليس من حق المخالفين لنظام الحكم المساس بالمؤسسات
حمس مع نقاش واسع يسبق تعديل الدستور بعد الرئاسيات، مقري يؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 أكتوبر 2013
قال أمس رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بمعسكر إنه ليس من حق أحد مهما كان اختلافه مع نظام الحكم أن يهدد مؤسسات الدولة ، مؤكدا أن استقرار الجزائر "خط أحمر لا يمكن المساس به".
وأبرز مقري لدى إشرافه على عملية تجديد الهياكل الولائية لتشكيلته السياسية أن حزبه يعتبر "استقرار الجزائر خطا أحمر لا يمكن المساس به وأن الاختلافات السياسية والفكرية لا يمكن أن تسمح لأي كان بأن يهدد هذا الاستقرار خاصة وأن الجزائريين دفعوا الثمن غاليا خلال التسعينيات ويرفضون العودة إلى تلك الوضعية".
وأوضح رئيس حركة مجتمع السلم أن "مؤسسات الدولة التي ساهم الجميع في حمايتها من السقوط خلال العشرية السابقة ينبغي أن تخدم جميع الجزائريين بدون إقصاء لأي جهة مهما كان الاختلاف في الرؤى والسياسات وأن يكون التمييز بين الأحزاب على أساس الأفكار والبرامج التي تتنافس حولها لتقديم الأفضل وتحقيق التنمية".
ودعا إلى "فتح نقاش واسع وقوي حول الدستور والتعديلات المقترحة لإنجاز دستور دائم ومستقر للجزائر". كما دعا إلى تأجيل تعديل الدستور إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة "ليتمكن من تفرزهم تلك الانتخابات من المساهمة في التعديلات المطلوبة".
ولدى حديثه عن إعادة الهيكلة التي شرعت فيها حركة مجتمع السلم بعد المؤتمر الخامس، أشار عبد الرزاق مقري إلى أن حزبه "يقدم نموذجا للأحزاب والهيئات الأخرى في تطبيق الديمقراطية والتداول السلمي على المسؤوليات من خلال تجديد كل المكاتب البلدية والولائية عبر الانتخاب وتمكين المناضلين من اختيار من يمثلهم بحرية وشفافية".
السلطات تقطع التيار الكهربائي لمنع مقري من مقابلة صحفية!
من جهة أخرى ندد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بما أسماه "ضرب الحريات في الجزائر"، ففي الوقت الذي تسعي فيه أطراف التحالف الرئاسي لخلق مبادرات فعلية لمطالبة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالترشح للعهدة الرابعة، تعمل السلطة بالموازاة مع ذلك على غلق جميع المنافذ والأبواب أمام المعارضة، كان آخرها منع 17 حزبا من مبادرة الدفاع عن السيادة والذاكرة من الاجتماع في فندق السفير، كما عمدت السلطات مساء أمس الأول إلى قطع التيار الكهربائي عن أحد اللقاءات الصحفية التي كان ينشطها رئيس الحركة عبد الرزاق مقري في إطار الربورتاجات التي تجريها قناة فرانس 24 في عواصم عربية.
وقال مقري عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إنه بعد سلسلة الفضائح في مجال ضرب الحريات في الجزائر وبعد الاعتداء على البطالين ومنعهم من التظاهر، ومنع 17 حزبا من الاجتماع في فندق السفير، ومنع النقابات من الدفاع عن حقوقها، ها هي مهزلة أخرى تدل على المستوى المنحط الذي وصلت إليه بلادنا في مجال الحريات تقع، مضيفا أنه بعد أن نالت فرانس 24 الترحاب من السلطات الجزائرية واستُقبل مسؤولوها على أعلى مستوى ونالت من العناية ما لم تنله أية فضائية أخرى، قرر الصحفي ممثل القناة البدء بأول حصة تسجل في الجزائر "من عواصم العالم" باستضافة رئيس الحركة عبد الرزاق مقري وممثل عن حزب جبهة التحرير الوطني، وأشار مقري في هذا الصدد إلى أن الحوار كان حرا ومفتوحا وصريحا حول الأوضاع السياسية في الجزائر في استيديو تابع للدولة في رياض الفتح تم اقتناؤه بطريقة قانونية من القناة الفرنسية، مضيفا أنه "فجأة انقطع التيار الكهربائي، فقيل في البداية بأنه خلل فني، ومن الصدف أنه وقع في هذا الاستيديو بالذات دون بناية رياض الفتح كله، ثم قيل بأن الذي قطعه تصرف بمفرده واختفى دون أن يعطيه أحد تعليمات"، وفي هذا الصدد ندد مقري بمثل هذه التصرفات، حيث قال إن "هؤلاء الذين ينتجون الرداءة في الجزائر يظنون أن الجزائر ملكية شخصية يبيعون ويشترون مع الخارج كيفما شاؤوا ويريدون أن يتسلطوا على أبناء بلدهم ولكن هيهات لن يفلحوا أبدا ولن يقدروا من منعنا من مواصلة النضال من أجل تحرير الوطن من الفشل والفساد، لن يستطيعوا منع الكلمة الحرة أن تصدع في هذا الوطن".
محمد.أ /س.زموش