الوطن

شبه إجماع في اللجنة المركزية لترشيح بن فليس للرئاسيات

انفرادية التسيير من قبل الأمين العام الجديد وحدت صفوفهم وتوجههم

 

  • سعداني يبعث بتعليمة للمحافظات لإعادة المقصيين في عهد بلخادم إلى الحزب !

عاد الصراع الداخلي بين الإخوة الفرقاء في جبهة التحرير الوطني، ليضرب قيادات الحزب أشهرا قليلة قبل موعد الرئاسيات وقبل أسابيع عن بدء الإعلان عن المترشحين لهذا المعترك الانتخابي الهام الذي يتطلع الأفالان ليلعب الدور الريادي فيه مرّة أخرى، ولكن أفالان الأمس لم يعد أفالان اليوم كما تقول قيادة الحزب، لأن الخلافات التي كانت في السابق فيما بينهم تتعلق بشخص الأمين العام أضحت اليوم خلافات أكثر حدّة وجدية لكونها تتعلق بمن سيدعم من في رئاسيات 2014 وهل ستصل الجبهة لوفاق نحو مرشح واحد في هذا الاستحقاق الرئاسي، في ظل وجود اتهامات يوجهها البعض لشخص الأمين العام الحالي للجبهة عمار سعداني، تتعلق بالانفرادية في تسيير شؤون الحزب منذ توليه لزمام الأمور قبل أشهر، زادت عليها تأجيله لعقد الاجتماع الأول للجنة المركزية في عهده والذي سيتم فيه الكشف عن أعضاء المكتب السياسي الذين سيهندسون لاستحقاقات 2014 و2015 التي تنتظر الحزب العتيد.

هذه الصراعات التي بدأت اليوم تخرج إلى العلن، يؤكد عدد من إطارات الحزب في حديث لهم مع"الرائد"، أن المتسبب الأول فيها هو الأمين العام للحزب، لكونه رفض أن يعمل على ترتيب البيت الداخلي للحزب وهيكلته قبل التوجه إلى القاعدة النضالية التي تحوز اليوم على اهتمام كبير من قبل سعداني، وهو الأمر الذي دفع ببعض القيادات إلى التكتل فيها بينها وتوسع من دائرة مشاوراتها حول الخرجات التي قد يقوم بها الرجل الأول في الأفالان، والتي من شأنها أن تخدم مصالح ضيقة له ولرجال ثقته أكثر من الأعضاء الآخرين، وهو الأمر الذي يرفضه أكثر من 100 عضو من أعضاء اللجنة المركزية الذين يحضرون للخروج عن بيت"الطاعة"، في حالة ما لم تشمل قائمة المكتب السياسي التي سيعلن عنها سعداني مع بداية الشهر المقبل، أسماء من هذه التكتلات التي بدأت تتسع رقعتها وأطماعها في أن تقود مع القيادة الجديدة استحقاقين مهمين في المسار السياسي لجبهة التحرير الوطني يتمحور الأول حول رئاسيات 2014 والثاني حول التحضير للمؤتمر العاشر للحزب المزمع تنظيمه في 2015.

 وأمام هذه الخيارات، علمت "الرائد"، أنّ قيادات من الحزب العتيد يتجاوز عددها الـ 80 عضوا سارعت لإعادة المشاورات بينها وبين الأعضاء المحسوبين على القيادي والمرشح للرئاسيات علي بن فليس، حيث فضلت هذه القيادة التواصل مع أنصاره وتقديم مقترحات ومشاورات حول الرجل تمهيدا لإعلان ترشحه لرئاسيات 2014 بالموازاة مع الإعلان عن تشكيل المكتب السياسي والذي سيمهد بدوره إلى الإعلان عن مرشح الحزب في هذا الاستحقاق الانتخابي قبل نهاية السنة الجارية، وهي الخطوة التي ستعزز من حظوظ رئيس الحكومة السابق، في الحصول على دعم من قبل أبناء وقيادات حزبه السابق في هذا الموعد الانتخابي حيث ستكون خطوة ترشيحه من قبل قيادات من جبهة التحرير دعما آخر له في هذا الموعد.

وبالتزامن مع هذه التطلعات التي يرغب فيها بن فليس وأنصاره، بعث الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، تعليمة لمحافظات حزبه، يشير فيها إلى ضرورة إعادة الاعتبار لكل إطارات ومناضلي الأفالان الذين تم إقصاؤهم في عهد الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، خاصة الذين ترشحوا في أحزاب سياسية أخرى في المواعيد الانتخابية الفارطة، سواء التشريعية أو المحلية والتي تم على أساس هذه الخطوة تجميد عضويتهم من قسماتهم ومحافظاتهم، وهي الخطوة التي من شأنها أن تزيد من حدّة التوتر بينه وبين أعضاء اللجنة المركزية خاصة وأن تعليمته هذه التي اطلعنا عليها، تهدف في الأساس إلى إعادة الاعتبار لأطراف مقربة منه وتحوز على ثقته من أمثال حساني يحيى الذي أقدم على الترشح في التشريعيات الماضية بعيدا عن الأفالان وعاد إلى الحزب من الباب الواسع عن طريق دعم تزكية سعداني كأمين عام بالإضافة إلى أعضاء آخرين يرتقب أن يعيدهم سعداني إلى واجهة الحزب تمهيدا لضمهم في تشكيل المكتب السياسي الذي سيعمل معه.

 حنان. س

من نفس القسم الوطن