الوطن
الأوساط الفرنسية تتجاوز "العقبة" السيادية في الجزائر
مؤشراته "لغة الأرقام" ومشاريع رونو وصانوفي وشنايدر..
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أكتوبر 2013
تفصح "الرغبة الفرنسية" في تطوير مشروعات الشراكة الصناعية في الجزائر أن الرئيس فرانسوا هولاند تجاوز أهم "عقبة" يرفعها عدد من الحكومات الأجنبية كـ"شماعة" سياسية وهي القاعدة السيادية 49/51 ، وما يؤشر على ذلك إيفاد الوزير الفرنسي الأول جان مارك ايرو شهر ديسمبر للقاء نظرائه الجزائريين لإعادة رسم خارطة توسع جديدة.
ويكشف الإنزال الفرنسي "عالي المستوى" في الجزائر منذ زيارة هولاند شهر ديسمبر الماضي أنه يصب في مجمله في مجرى "اقتناص فرصة استثمارية" جديدة بعد أن أصبحت تسوية الملفات السياسية والتاريخية في آخر سلم الأولويات لدى صناع القرار في البلدين ، فليس من مصلحة باريس المتخمة بأزمة مالية خانقة "التفريط" بسهولة في المتعامل الاقتصادي التقليدي لها في شمال إفريقيا الذي أضحى محل "تكالب" صيني أمريكي أوروبي لتصريف سلعهم بالسوق الوطنية، وتؤكد "لغة الأرقام" ذلك على اعتبار أن فرنسا أول ممون للجزائر في سنة 2012 بـ 6 مليار دولار والزبون الرابع لها بـ 6،6 مليار دولار حسب أرقام الجمارك الجزائرية. كما أن باريس هي أول مستثمر أجنبي بالجزائر بحوالي 450 مؤسسة توظف حوالي 40 ألف عامل في جميع القطاعات، فيما تراهن فرنسا على "استثمارات مهمة" انطلقت خلال العام الجاري وهى مصنع للسيارات للصانع الفرنسي رونو بمدينة وهران ، ومصنع لمجموعة صانوفي للأدوية قرب العاصمة.
وتعكس خطة التوسع الفرنسي أكثر في السوق الجزائرية تخطي عقبة 51/49 السيادية في قانون الاستثمار الأجنبي عكس "حجج" شركات أجنبية تريد ابتزاز الحكومة لإلغائها وجاء ذلك على لسان جان بيير رافاران، مبعوث الرئيس هولاند والمكلف بملف العلاقات الاقتصادية مع الجزائر أن مجموعة من الشركات الفرنسية تحرص بدقة على تحضير مشاريع استثمارية في الجزائر بالشراكة مع مؤسسات محلية في قطاعات التجهيزات الطبية والموانئ والبنى التحتية والطاقة، وفق القواعد التي تحكم مجال الاستثمار في الجزائر، بالإشارة إلى قاعدة 51% للحكومة الجزائرية و49% للشركة الأجنبية، مضيفًا أن الشركات الفرنسية غير منزعجة من هذه الشروط. ومثلما يؤكد وزير التنمية الصناعية عمار بن يونس الذي التقى المسؤول الفرنسي مؤخرا بالقول "إن غالبية المشكلات المتعلقة بالاستثمار قد تم تسويتها.. مستشهدا في هذا الصدد بإطلاق مشاريع رينو وصانوفي وشنايدر إليكتريك".
محمد أميني