الوطن
"هناك تواطؤ داخل جهاز الجمارك مع مافيا التهريب"
المدير العام للجمارك محمد عبدو بودربالة يعترف:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أكتوبر 2013
اعترف المدير العام للجمارك محمد عبدو بودربالة أن هناك تواطؤا داخل مصالح جهاز الجمارك مع مافيا التهريب بمختلف أشكاله، مؤكدا أن إدارته تعمل على محاربة هذه الظاهرة، وإحالة المتورطين على العدالة، معلنا في السياق ذاته عن دخول رقم أخضر حيز الخدمة قريبا للتبليغ بظاهرة التهريب وكذا تجاوزات أعوان الجمارك.
وأكد بودربالة على أمواج القناة الإذاعية الثالثة تورّط عدد من الأعوان والمسؤولين في السلك في قضايا رشوة أو ابتزاز، على اعتبار أنه تمّ توقيف أكثر من 72 جمركيا خلال السنوات الأربعة الأخيرة وإحالة ملفاتهم عل العدالة للبتّ فيها، وفي هذا الصدد توعد بودربالة بمحاربة كل تجاوز في القطاع، كما دعا المتعاملين الاقتصاديين والمواطنين للإبلاغ عن أي تجاوز أو تصرّف مشبوه عبر نقاط المراقبة سواء كانت مطارا أو ميناء أو حتى مركزا حدوديا، كما تحدث بودربالة في السياق ذاته عن اتساع دائرة التهريب في السنوات الأخيرة، موضحا أن التهريب مس على وجه الخصوص الوقود وتحويل رؤوس أموال بطريقة غير شرعية، وكشف في هذا الصدد أن مصالح الجمارك ووحدات مراقبة الحدود المختلفة حجزت نحو 7024 ألف لتر من الوقود المهرب منذ بداية سنة 2013 وإلى غاية أكتوبر الماضي، أما فيما يتعلق بتهريب المخدرات فقد تم ضبط 154 طن من القنب سنة 2012 و127 طن في 2013، من جهة أخرى قال بودربالة، إن مصالحه وضعت مخططا مستعجلا لتوظيف حوالي 5000 عون وضابط جمركي، من أجل تغطية العجز الحاصل في التواجد والانتشار الجمركي على مستوى النقاط الحدودية السوداء، التي تعرف في الفترة الأخيرة ارتفاعا محسوسا في محاولات شبكات التهريب الدولية المتخصصة في الوقود والسلاح اختراقها والسيطرة بالجهتين الشرقية والغربية، التي تضم ولايات الطارف، سوق أهراس والوادي ومغنية وبشار، كما أمر بودربالة بتحويل المئات من الضباط والأعوان المتخرجين حديثا من مدارس الجمارك، للالتحاق الفوري بمناصب عملهم بالمراكز المتواجدة عبر الحدود مع تونس وليبيا، بعد قرار إنشاء المديرية العامة لحوالي 23 مركزا للمراقبة الجمركية عبر الجهة الشرقية للبلاد ضمن برنامج يشمل إنجاز نحو 80 مركز مراقبة جمركية على مستوى الشريط الحدودي للجزائر مع باقي دول الجوار، مؤكدا أن تفاقم ظاهرة التهريب بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة، واتساع قائمة المواد المهربة دفع بجهاز الجمارك إلى التحرك على جناح السرعة، ووضع مخطط يهدف إلى تعزيز مكافحة الظاهرة، والتقليص من حجم الأضرار التي تلحقها بالاقتصاد الوطني.
س. زموش