الوطن

السلم الاجتماعي "حجر عثرة" في وجه دعاة العهدة الرابعة

إضرابات، احتجاجات وأعمال عنف أمام عجز حكومة سلال عن احتواء الوضع

 

لم تنجح حكومة سلال 2 في تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله، حيث وبعد مرور حوالي شهر من التعديل الحكومي الذي أطاح بعدد من الوزراء على رأس قطاعات حساسة، لم تتمكن الحكومة الجديدة من شراء السلم الاجتماعي وتهدئة الأوضاع المشحونة أشهرا قليلة قبل الرئاسيات، لتكون بذلك الجبهة الاجتماعية "حجر عثرة" في وجه أي تمديد أو عهدة رابعة كما هو متداول في الأوساط السياسية.

 تعرف الجبهة الاجتماعية  توترا واضحا -من شأنه أن يؤثر على مشروع العهدة الرابعة الذي بدأ عدد من الأطراف تروج له- على غرار الإضرابات التي بدأت تظهر في قطاعات حساسة كقطاع التربية على وجه الخصوص زد إلى ذلك حمى الاحتجاجات وأعمال الشغب التي انتقلت من الولايات الجنوبية إلى ولايات الشمال حيث عرفت كل من ولاية تلمسان وولاية سيدي بلعباس مساء أول أمس اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب ومواطنين غاضبين على أوضاعهم المزرية، أسفرت عن جرح خمسة أفراد من الدرك الوطني بجروح متفاوتة الخطورة بالمنطقة المسماة قرية أولاد علي شمال مدينة سيدي بلعباس، حيث خرج سكان المنطقة في احتجاجات تنديدا بخمول المنتخبين وجمود المبادرة في تفعيل مشاريع تنموية بمنطقتهم كما هو الشأن لمرافق الصحة وإعادة تأهيل قنوات الصرف الصحي والنقل المدرسي الذي لم يحصل عليه تلاميذ المنطقة، نفس المشهد تكرر بولاية تلمسان حيث سُجل إصابة  خمسة أشخاص من بينهم شرطيان، بجروح متفاوتة الخطورة في احتجاجات لشباب غاضب، بسبب إزالة السلطات المحلية لطاولاتهم المخصصة لبيع الخضر والفواكه من السوق المغطاة لمدينة تلمسان، هذا وتتحرك عدد من النقابات التابعة لقطاعات حساسة كالتربية، الصحة، التضامن الوطني، والتكوين المهني لبدء سلسلة من الإضرابات والاعتصامات للمطالبة بتحسين ظروفها الاجتماعية والمهنية بالإضافة إلى الشباب العامل في إطار عقود ما قبل التشغيل الذي يحضر لبدء سلسلة من الوقفات الاحتجاجية بالعاصمة وعبر كل ولايات الوطن، موازاة مع دعوة اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين كل الشباب البطال للتأهب من أجل تنظيم يوم للغضب آخر، يكون أقوى من الذي أجهضته قوات الأمن الأسابيع الماضية، وأمام كل هذا التوتر المتصاعد لم تنجح مسكنات حكومة سلال وحوارها البروتكولي القائم على الوعود والتطمينات من تفكيك "ألغام" الجبهة الاجتماعية، في محاولة منها لتحقيق الاستقرار وكسب هدنة اجتماعية تضمن انتخابات رئاسية على المقاس، بعيدة عن التوترات التي قد تعصف بكل الحسابات التي وضعتها السلطة في أجندتها للمرحلة المقبلة، ليبقى شراء السلم الاجتماعي أكبر تحدٍ يواجه سلال وحكومته في انتظار ما قد تخرج به الثلاثية المقبلة من تدابير قد تحدث المفاجأة رغم أن كل المؤشرات تقول ان هذه الأخيرة لا تحمل مقومات ومعايير الحوار الجاد، على اعتبار أن عددا من الشركاء الاجتماعيين اشتكوا إقصاءهم من الحوار حتى قبل عقد هذه الثلاثية.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن