الوطن
المخزن يتشرف باليهود في جنائز ملوكه وينفر من المسلمين في جنائزنا
العلاقات الجزائرية – المغربية تتشنج من جديد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 أفريل 2012
أثبت الوفد المغربي الذي أرسله الملك محمد السادس لحضور تشييع جنازة المرحوم أحمد بن بلة أول أمس، المنسحب من الجنازة بمجرد تشييع جثمان الفقيد، أن العلاقات الجزائرية المغربية لازالت تعيش تشنجا وتوترا يصعب معالجته مادام المغرب يواصل تعنته وإلغاء وجهة نظر الآخر حتى في القضايا الإنسانية وفي الجنائز مما يشكك في صدقية المخزن في تحسين العلاقة مع الجزائر.
لقد تناقلت القنوات ومختلف المواقع الإخبارية المغاربية منذ أول أمس خبر انسحاب الوفد المغربي من مراسيم تشييع جثمان الراحل أحمد بن بلة بسبب ما أسمته الحضور البروتوكولي لجبهة البوليساريو، فبعد توجه الوفد المغربي إلى قصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل، وحضوره بعد ذلك حفل الغداء الذي أقامته السلطات، قام الوفد بالتوجه إلى مقبرة "العالية" حيث ووري جثمان الفقيد الثرى٬ وبمجرد وصوله وحضوره هناك انسحب بن كيران ومن كان معه من أعضاء الوفد على الفور متجهين إلى مطار الجزائر العاصمة أين كان في وداعه الوزير الأول أحمد أويحيى.
إن هذا التصرف الارتجالي والحملات الإعلامية المنظمة الواقفة من ورائه تثبت مرة أخرى عدم حرص المغرب على الدفع بالعلاقات المغربية الجزائرية إلى النحو الأفضل وإلى نحو الارتقاء الذي يفرضه التجاور بين بلدين شقيقين، وهو الأمر الذي أكده مجددا الوفد المغربي من خلال قيامه بالانسحاب من جنازة يفترض فيها نسيان الأحقاد والضغينة وجعل الخلافات السياسية على جانب خاصة وأن الأمر يتعلق بجنازة.
إن انسحاب المغرب من جنازة فقيد من قامة بن بلة كان يجب أن يأخذ له الطرف المغربي أكثر من حساب وهو الذي سبق له استقبال ممثل عن اليهود والصهاينة ذات يوم من أوت 1999 من خلال رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك الذي حضر مراسيم تشييع جنازة العاهل المغربي الحسن الثاني رفقة الوفود العربية التي تفاجأت لوجوده وسطهم، وبما أننا عرب وأكثر من ذلك مسلمون لم يكن لممثل الجزائر من خلال رئيسها عبد العزيز بوتفليقة إلا الرد على تحيته ومصافحته مع ما ترتب عن ذلك من ردود فعل وطنية وعربية، ورغم أن الموقف لم يبرر للرئيس ساعتها وكان العزاء الوحيد أن الوقفة التي لم تفرض أن تدخل السياسة في وسطها بما أن الأمر يتعلق بجنازة، ولا يوجد فيها أي مجال للقيام بالمواقف الارتجالية التي يمكن أن تكون لها فضاءات أخرى غير فضاءات المقابر على الأقل احتراما للميت وأهله.
إن انسحاب المغرب من جنازة شخص بقامة بن بلة كان يفرض عليه إعادة تذكير نفسه بأنه لازال في مفاوضات مع جبهة البوليساريو في إطار الأمم المتحدة، وما دام يجالس البوليساريو في طاولة المفاوضات فكيف له أن ينسحب لملاقاة الرئيس الصحراوي محمد بن عبد العزيز من خلال جنازة، وهو الذي سبق له أن دفع بانسحاب الكثيرين خلال محافله الدولية بالأراضي المغاربية بسبب استحضاره إسرائيل التي لازالت تواصل تقتيل الفلسطينيين آخرها استحضار دبلوماسي إسرائيلي إلى المغرب ضمن وفد الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط للمشاركة في اجتماع الدورة الثامنة للجمعية بالرباط يوم 24 مارس الفارط. وهو الأمر الذي تسبب في احتجاج دول عربية وحتى شخصيات مغربية، هذا فضلا عن انسحاب التونسيين خلال استضافة إسرائيليين من خلال مهرجان "البهجة" في البحر الأبيض المتوسط والذي واجه موجة من الاعتراضات خاصة من قبل شباب مراكش الذين رفضوا تدنيس أرضهم المغربية.