الثقافي
صدور مولود أدبي جديد بعنوان "آمال…حب يبحث عن وطن"
للكاتبة والشاعرة الجزائرية هدى درويش
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 أكتوبر 2013
صدر بالقاهرة للكاتبة والشاعرة الجزائرية هدى درويش مولود روائي أدبي لقي استحسان الكثير من النقاد الموسوم ” آمال…حب يبحث عن وطن” … المؤلف يسلط الضوء على المرأة الفلسطينية، حيث يصور حياة شاعرة وموسيقارة فلسطينية شابة مضطهدة بين دروب الإبداع والسياسة والجوسسة، ومختلف ما تتعرض له إثر هجرتها لقطاع غزة نحو مدينة عكا بشمال فلسطين المحتلة لتقع ضحية تسويات ليست عادلة، في قولبة فنية تتمرد على الواقع الفلسطيني بخلق طريق بين مدينة عكا وقطاع غزة إيحاءً لخريطة الطرق الشتاتية المرسومة للمجتمع الفلسطيني وفصل القطاع عن الضفة وعن المدن العربية الإسرائيلية وتنديدًا بحواجز التفرقة، كما تطرقت الأديبة الواعدة لقيم اجتماعية ودينية عديدة كالوحدة الفلسطينية والتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين، كما تدور أحداث الرواية بين فلسطين وسويسرا وتنتهي بلبنان، أين تجد نفسها البطلة آمال حية ترزق بشهادة وفاة وقبر منسي، بعد سنوات من البحث عن الحب وعن الوطن، وهي شهادة في حق كل الطاقات المكبوتة تحت الحصار وحظر التجوال والقصف، والمحرومة من حرية التعبير، ومن الحق في الحياة، كما احتوت الرواية تأريخا لعكا ولفلسطين بطريقة حديثة بعيدة عن التصوير الكلاسيكي لمعاناة المرأة الفلسطينية …. وقد أرادت الكاتبة في مقدمة الكتاب أداء كلمة من القلب إلى مدينة الأحزان إلى معبد الانتظار وجع من ليالي الانتظار أتعبتني الأشواق أحلامي الورقية وداعا يا فلسطين الطريق إلى عكا بيت شبيه بالمتحف ما تركه لي أبي، جزء من تاريخ فلسطين عكا، مدينة هزمت نابليون الصمت عار مقيمٌ في فؤادي أيها الوجع، رحلتي إلى جنيف في مطار عكا من مدائن القمر صاحب المعطف بدايتي عربيات إسرائيل لقاء الرعشة نهايتي خلود الياسمين الكاتب في سطور... للعلم هدى عامر درويش روائية وشاعرة وكاتبة مقالات ومقدمة برامج إذاعية . ولدت بالجزائر ونشأت في أسرة تربوية خالصة حيث كان والدها مدرسا للغة العربية وكذا أمها ( سورية جزائرية) التي عملت باللغة الفرنسية وآدابها مما أكسبها تعدد الثقافات وزمام الأدبين العربي والفرنسي، حائزة على بكالوريا تخصص علمي بتقدير ممتاز لتحضر فيما بعد دكتوراه في العلوم الطبية ...تقلدت مناصب عدةّ في سن مبكر... حيث امتهنت التعليم في معهد خاص بالتكوين في اللغات الأجنبية بالتوافق مع المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، وأوّل منشوراتها باللغة العربية هو رواية " آمال ... حب يبحث عن وطن "، عُرفت بطريقة وأسلوب كتابتها الذي يميل بوضوح إلى أدباء المهجر والرابطة القلمية متأثرة بجبران خليل جبران في النثر، وكل من نزار قباني ومحمود درويش في الشعر الحر . من مقتطفات الرواية "وصلت آمال إلى جنيف في يوم غريب في تاريخها، وبنفس الطقس الكئيب استقبلتها واحدة من أجمل بقاع سويسرا، من ثمة إلى الفندق الذي كان في استقبالها، وقد كان مكانا جبليا رائعا، وكأنه مبنى أوجدته الصُدف في ديكور الطبيعة، وأضفتْ عليه يد الإله جمالا لا مثيل له، ومن بعد ساعات من الاستراحة والتي لملمتْ فيها ما بقي من تراثها النفسي، لبستْ معطفها الأسود، ونزلت تجُّر قاماتها محاولة استكشاف المكان الجذاب بحسن الطبيعة وإبداع السماء. كان الجو باردا في ذلك اليوم، وكانت الغيوم تبكي أمطار الاشتياق لأماكن أحبّتها وأقامت فيها، بل تشكلتْ بعدما كانت أجزاء متناثرة في يوم كانت فيه الأرض هادئة، لا صراخ فيها ولا غضب، لكنها تفاجأتْ بقرار الرحيل، حينما بدَّلت الطبيعة حنانها قسوة وتصّلبا، فرحلت تلك الغيمات إلى مكان أكثر تحجّرا، وأصبحت تنفق وكوف الحنين والبعد عن الديار، وهكذا كانت العاصفة نفسها في صدر آمال، كانت رغم كل جمالها شبيهة بتلك الغيوم، الفرق بينهما ليس بكبير سوى أن الحسناء كانت تمشي على الأرض، أما الغيوم فكانت تزحف في عنان السماء، كانتا تمشيان معا، تحملان في جعبتهما نفس الألم ونفس البكاء، وإن كانت غيوم الشتاء أحسن حالا من آمال، فقد كانت تمشي جماعات تقدم لبعضها المواساة، أما تلك الأنثى الحزينة، فكانت تمشي وحيدة على طول ذلك الطريق المغطى بالأشجار سقفا وجانبا، كان المكان يحمل روعة المأساة وقمة التراجيدية، حيث افترشت وريقات الأشجار الصفراء ترابه، فكان يحتفظ بانهيار الخريف في جبروت الشتاء... يصاحب ذلك الطريق على طوله واد صغير، يكسر وحشة الصمت بمعنى الحياة، ويزرع في أحزان الكبت جمالا ورونقا بخرير مياهه الخافت... جلست آمال إلى جانب ذلك الرافد، وأصبحت تستقرئ في عبراته كلاما كثيرا، من أي موطن أتى؟ وإلى أي ارض غريبة سوف يسافر...؟ فأصبحت بذلك تبحث لكل شيء عن وطن؟ وعن ارض يجب أن يبقى وفيا لها... وفؤادها ينبض في صدر مزَّقه تضارب العواطف".
فيصل.ش