الوطن

سعيداني يمهد للمكتب السياسي للأفالان ويتواصل مع بلعياط

أجنحة اللجنة المركزية أمهلته أسابيع قليلة للكشف عن التشكيلة

 

 

يراهن، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعيداني، على النقاش الذي سيجمعه مع المنسق السابق للحزب العتيد، عبد الرحمان بلعياط، في ختام اللقاءات الجهوية التي شرع في عقدها مع القواعد النضالية للحزب عبر ربوع الوطن، منذ تعينه على رأس الحزب، لبلورة قائمة المكتب السياسي التي ستخوض معه مشوار الأفالان في الفترة التي تسبق المؤتمر العاشر للحزب سنة 2015 من جهة وتطلعات الحزب في رئاسيات 2014 من جهة ثانية وهي الخطوة الأولى في برنامج الرجل الأول في الحزب العتيد اليوم، حيث لم يكتفي سعيداني بالاتصال بغريمه السابق بلعياط بل طلب منه الجلوس على طاولة النقاش من أجل الخروج بحلول ترضي جميع الأطراف داخل الحزب مما يعطي الانطباع بالارباك الذي يعيشه الأمين العام الجديد وعدم وضوح الرؤية اضافة الى عدم الثقة المطلقة في الجهة الداعمة له في هذه المرحلة.

وتؤكد مصادر من محيط سعيداني في حديث لها مع"الرائد"، أنّ هذا الأخير قد اتصل عدّة مرات بالقيادي الأبرز في الجبهة، عبد الرحمان بلعياط، من أجل الوصول إلى مرحلة متقدمة من النقاشات التي تمهد لخارطة الطريق التي سيسير عليها الأفالان مستقبلاً، لكن المنسق الأسبق للأفالان رفض الجلوس على طاولة النقاش، من منطلق أن المرحلة المقبلة لازالت لم تحسم وان الركون الى خطاب العهدة الرابعة غير مقنع للتيار الذي يقوده بلعياط والمتكون من  شخصيات لها وزنها التاريخي تجاه الحزب والوطن منذ سنوات عديدة صاحبت من خلاله هذه الشخصيات غالبية القيادة والأمناء العامون السابقون للأفالان، خاصة وأن هذا الجناح ومنذ تزكية سعيداني كأمين عام خلفا لعبد العزيز بلخادم وهي تحاول أن تحرج الرجل من خلال رفضها التواصل معه بل وتؤكد على رفضها الخوض في حوار ونقاش مع أنصاره، كما أنها كشفت عن مساعيها لمقاطعة أشغال الاجتماع الذي سيعقده سعيداني مع أعضاء اللجنة المركزية بعد أسابيع من الآن من أجل الكشف عن تشكيل المكتب السياسي أو تبرير هذا التعمد الذي يبديه تجاه تشكيل المكتب السياسي الذي كان سيعلن عنه ساعات فقط بعد تزكيته كأمين عام.

هذا وتوضح سلسلة التصريحات التي أضحى يطلقها سعيداني في كل مناسبة حول أسباب التأجيل في الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي أن هناك صراعا خفيا بين الشخصيات المقربة منه، من التي تطمح لتبوء هذا المنصب، ولعل المسؤوليات التي منحها لعدد منهم خاصة تلك التي تتعلق بالندوات الجهوية التي يعقدها منذ فترة قد أظهرت بشكل كبير صورة وشخصية الأسماء التي سيعتمد عليها الرجل في المهام الموكلة إليه، على اعتبار أن توزيع اللقاءات الجهوية التي عقدها الرجل تم توزيعها على نفس المناطق التي يتشكل بها أعضاء المكتب السياسي، حيث أوكل مهمة ترتيب هذه الندوات لرجال الثقة والمقربين منه من أمثال  محمد جميعي، محمد عليوي، أحمد بناي، حسين خلدون، يحيى حساني، مدني حود، كما يرتقب أن تكشف مهمة ترتيب ندوة الوسط للجبهة التي ستقعد يوم 24 أكتوبر الجاري بمدينة الورود البليدة عن القائمة النهائية للمكتب خاصة وأن هناك حديث على أن مهمة ترتيبها أوكلت لكل من أحمد بومهدي، زوبيري محمد، حساني يحي وكريم بنور.

و بالرغم من هذه المعطيات التي أخلطت حسابات الأجنحة المحسوبة على الأمين العام الجديد للأفالان، إلا أن التخوف الذي يبديه هؤلاء هو من عودة أسماء من المكتب السياسي القديم لتسير الحزب في عهد سعيداني، الذي قد يمد يده لهذا الجناح في حالة ما فشل في إقناع قادة من أحزاب المعارضة وأحزاب السلطة في أحقيته كأمين عام لحزب سياسي بحجم الأفالان في قيادة قاطرة الاستحقاقات المقبلة، خاصة وأن هناك أكثر من طرف يسعى لهذا المطلب في ظل التشققات والصراعات الداخلية في بيت الأفالان والتي لم تخمد بالرغم من إزاحة بلخادم، والتخوف الكبير من المتحكمين في زمام السلطة من تكرار تجارب سابقة مرّ بها الأفالان وأجهضت مشاريعهم التي ولدت على أرض الواقع بطريقة قيصرية.

 

 

من نفس القسم الوطن