الوطن

دعوات للتظاهر الجمعة القادم بعد يوم الاحد الأسود في مصر

مقتل سبعة جنود بهجومين في مصر

 

دعا حزب الحرية والعدالة في مصر إلى التظاهر يوم الجمعة القادم في ميدان التحرير الذي أغلقته السلطات أمام المتظاهرين، كما دعا أنصاره للتظاهر طيلة الأسبوع، وذلك بعد يوم دام من المظاهرات سقط فيه 51 قتيلا وجرح 268 آخرون من المناهضين للانقلاب ومؤيدي الشرعية وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.

وطلب الحزب من أنصاره التظاهر طيلة الأسبوع والتظاهر بميدان التحرير يوم الجمعة القادم خاصة، وقال إن الميدان "ملك لكل المصريين"، وأضاف في بيان "لن يمنعنا أحد عنه مهما كانت التضحيات وسيعلن التحالف نقاط التحرك في اتجاه الميدان لاحقا". وحمل الحزب من وصفهم بقادة انقلاب الثالث من جويلية الماضي، وفي مقدمتهم وزيرا الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، كامل المسؤولية الجنائية والسياسية المباشرة بشأن ما سماها الحزبُ "جرائم العنف والقتل المتعمد" التي ارتكبت الأحد بحق المتظاهرين السلميين. وطالب بفتح تحقيق دولي بشأن قتلهم على يد رجال أمن بزي مدني، وقناصة وبلطجية يحظون بحماية رجال الجيش والشرطة، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، حسبما ورد في البيان.

يأتي ذلك بعد يوم خرجت فيه مظاهرات في أنحاء مختلفة من مصر بدعوة من تحالف دعم الشرعية في ذكرى حرب أكتوبر، للمطالبة بالعودة إلى المسار الديمقراطي. وأفادت مصادر طبية للجزيرة بأن 51 شخصاً قتلوا وجرح 268 آخرون جراء إطلاق نار على المتظاهرين، في حين ذكرت وزارة الداخلية المصرية أن 47 شخصا قتلوا، واعتقل أكثر من أربعمائة، في مواجهات تخللت تلك المظاهرات.

وأكد رئيس هيئة الإسعاف المصرية أحمد الأنصاري لوكالة الصحافة الفرنسية أن 50 شخصا قتلوا منهم 45 في القاهرة، في حين قتل أربعة أشخاص في بني سويف وشخص في المنيا، وأصيب 268 آخرون.

واستخدمت الشرطة المصرية الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيسل للدموع ضد المتظاهرين الرافضين للانقلاب في مناطق عدة بالقاهرة، خاصة ميدان رمسيس والمهندسين والدقي والمنيل، وقد أسفر ذلك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن اعتقال المئات، حسب بيان لوزارة الداخلية المصرية.

من ناحية أخرى أكدت الداخلية المصرية -التي سبق أن حذرت من أنها ستكون حاسمة في التعامل مع المتظاهرين- أنها ألقت القبض على 423 ممن "أثاروا الشغب على مستوى الجمهورية". وفي تصريحات تلفزيونية قال سيد شفيق مساعد وزير الداخلية المصري للأمن العام إن من بين المقبوض عليهم عددا ممن حاولوا التسلل إلى ميدان التحرير لإفساد الاحتفالات بانتصارات السادس من أكتوبر. ولم يوضح مزيدا من التفاصيل عن أماكن وتوقيتات القبض على هؤلاء.

وفي مدينة الإسكندرية اعتقلت قوات الشرطة 73 متظاهرا شاركوا في مسيرات رفض الانقلاب. كما اعتقل 12 شخصا شاركوا في مسيرات محافظة أسيوط بينهم نساء، أما في دلجا فقد اعتقلت قوات الجيش والشرطة التي تمشط المنطقة 15 من أعضاء جماعة الإخوان بتهمة محاولة اقتحام نقطة شرطة والاعتداء على كمائن أمنية، فضلا عن اعتقالات تمت في مناطق أخرى متفرقة من البلاد. وفي مدينة الإسكندرية اعتقلت قوات الشرطة 73 متظاهرا شاركوا في مسيرات رفض الانقلاب. كما اعتقل 12 شخصاً شاركوا في مسيرات محافظة أسيوط بينهم نساء.

أما في دلجا، فقد اعتقلت قوات الجيش والشرطة التي تمشط المنطقة 15 من أعضاء جماعة الإخوان بتهمة محاولة اقتحام نقطة شرطة والاعتداء على كمائن أمنية.

من جهة اخرى قتل مسلحون بالرصاص يوم الاثنين خمسة جنود مصريين قرب الإسماعيلية في تصاعد لافت للعنف بعد مقتل عشرات من مناهضي الانقلاب العسكري بنيران الجيش والأمن المصريين، بعد مقتل العشرات من معارضي الانقلاب في مواجهات مع الأمن ومجهولين بالتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر 1973. وقالت مصادر أمنية إن أحد التفجيرات استهدف مديرية الأمن بجنوب سيناء مخلفا قتيلين وعشرات الجرحى بين الأمنيين, بينما استهدف هجوم آخر محطة للبث الفضائي في ضاحية المعادي بالقاهرة. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين أطلقوا النار من سيارة مسرعة على الجنود الذين كانوا جالسين في سيارة عند نقطة تفتيش قرب المدينة المطلة على قناة السويس. ووفقا للمصادر نفسها, فإن من بين العسكريين القتلى ضابطا. وقالت صحيفة اليوم السابع إن الهجوم وقع على طريق القصاصين الصالحية الجديدة، بمحافظة الشرقية. وجاء هذا الهجوم بعد ثلاثة أيام من هجوم مماثل شنه مسلحون ملثمون على طريق صحراوي بين الإسماعلية والقاهرة, وأسفر عن مقتل عسكريين اثنين.   وفي مدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء, انفجرت سيارة ملغومة كانت متوقفة بالقرب من مديرية الأمن، مما أدى إلى مقتل اثنين من الأمن وإصابة خمسين آخرين بجراح متفاوتة الخطورة حسب التلفزيون المصري ومصادر أمنية.

وكانت وتيرة الهجمات المسلحة في شبه جزيرة سيناء -خاصة في القطاع الشمالي منها- قد تصاعدت عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من جويلية  الماضي, وهو ما دفع الجيش إلى إطلاق عملية عسكرية قتل فيها عشرات.

وفي تطور جديد ضمن الاضطرابات المتزايدة في مصر منذ الانقلاب, أُطلقت اليوم قذيفة على محطة الأقمار الاصطناعية في حي المعادي بالقاهرة مما أدى إلى إصابة شخصين. وقال مصدر أمني إن القذيفة أحدثت ثغرة في أحد الصحون اللاقطة بالمحطة.

في سياق مختلف شهدت عاصمتان أوروبيتان يوم الأحد مظاهرات منددة بالانقلاب العسكري في مصر وقائده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وذلك تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتظاهر بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار حرب السادس من أكتوبر 1973. فقد تظاهر المئات أمام مقر السفارة المصرية في لندن، تزامنا مع فعاليات مختلفة تشهدها عدة مدن بريطانية ضد الانقلاب. في حين تستعد الجالية المصرية ومؤسسات مصرية في بريطانيا لتصعيد فعاليات رفض الانقلاب في محاولة لحث الحكومة البريطانية لكي تعلن صراحة رفضها للانقلاب. من جهة ثانية تظاهر مئات العرب والأتراك في العاصمة الألمانية برلين بعد عصر الأحد منددين بالانقلاب العسكري .

إ:محمد دخوش

من نفس القسم الوطن