الوطن

الإعلام الفرنسي يكشف عن خطة دروكدال للسيطرة على أزواد

وفقا لرسالة نشرتها ليبيراسيون وإذاعة فرنسا الدولية

 

 

 كشفت كل من اذاعة فرنسا الدولية وصحيفة " ليبيراسيون " مساء أول أمس، اللثام عن ما اسمته " خارطة طريق قاعدة المغرب الإسلامي لحكم اقليم ازواد ومالي "، وهذا بناء على رسالة عثر عليها مؤرخة في جويلية 2012 كان قد وقعها زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال وارسلها كتوجيهات لرجاله في الإقليم عقب اعلان حركة ازواد في الشمال الاستقلال عن دولة مالي.

وحسب ما نشرته الصحيفة وكذا الاذاعة عبر موقعها الالكتروني مساء أول أمس الأحد،فإن الرسالة التي عثر عليها صحفيان فرنسيان، تكشف استراتيجية تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي للسيطرة على مالي وكسب تأييد السكان عن طريق حث رجاله على التخفي وراء حكومة في اقليم الطوارق بالأزواد شمال مالي، وقالت الوسيلتان الاعلاميتان الفرنسيتان إن دروكدال خاطب رجاله عن طريق رسالة كتبها بتاريخ 20 جويلية 2012، وعثر عليها يوم 16 فيفري 2013 من طرف صحفيين هما نيكولاس شامبو، وجون لويز لوتوزي، مبعوثان خاصان لكل من اذاعة فرنسا الدولية، وصحيفة ليبيراسيون الى مدينة تمبكتو، وأوضحت هذه الصحيفة أن الرسالة المكتوبة باللغة العربية والتي نشرت "ليبراسيون" نسخة منها محتفظة بلغتها الأصلية تقع في ستة محاور وهي مطبوعة على الحاسب الالكتروني، وتحمل الرسالة عنوان "توجيهات عامة بخصوص المشروع الإسلامي الجهادي بأزواد" في إشارة إلى شمال مالي الذي يطلق عليه الطوارق اسم "أزواد".

 

 فإن الرسالة التي وصفت بالوثيقة أو خارطة طريق رسمها زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي للتوسع والانتشار داخل التراب المالي، فالوثيقة تحمل الاهداف الحقيقية للتنظيم في اقليم أزواد، وهي تأسيس "دولة اسلامية" قائمة على الشريعة والجهاد، وحسب الرسالة، فإن دروكدال المكنى (ابو مصعب عبد الودود) ألح على رجاله أن يتغلغلوا في اوساط السكان المحليين لأزواد، وايهام الحركات المسلحة في الشمال بأنها ستستقل وتحكم نفسها بنفسها في الاقليم، وبناء على اقتراحه، يجدر بأتباعه عدم الظهور في الحكم بل تعيين "سلطة صورية من الطوارق"، وعدم التشدد في تطبيق أحكام الشريعة والتساهل في تطبيق هذه الأحكام حتى لا ينقلب السكان على الحكم الجديد، وأظهر دروكدال في الرسالة المعنونة " توجيهات عامة ومتعلقة بالمشروع الإسلامي الجهادي " في ازواد، وعيه بأن تواجده في أرض أوزاد قد يكون مؤقتا وتجربته الجهادية قد تكون قصيرة وأن تدخلا عسكريا سواء مباشر أو غير مباشر أو أن يفرض حصارا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا كاملا وضغوطا متعددة "ستصب في النهاية إما إلى إجبارنا على التراجع لقواعدنا الخلفية أو إثارة الشعب علينا نتيجة التجويع وقطع الإمدادات والرواتب أو تأجيج الصراع بيننا وبين بقية الحركات السياسية المسلحة في الإقليم". ولعل ذلك ما جعل رسم خطته لرجاله بأن يكسبوا ود السكان لمزيد من التأييد، ويؤكد دروكدال في رسالته الموجهة إلى أمراء التنظيم أن "القوى الكبرى المهيمنة على الواقع الدولي رغم ضعفها وتراجعها نتيجة الإنهاك العسكري والأزمة المالية، الا انها ما زالت تملك الكثير من الأوراق التي تؤهلها لمنع قيام دولة إسلامية في أزواد يحكمها جهاديون أو إسلاميون" وذلك قبل التدخل العسكري الفرنسي في جانفي 2013.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن