الوطن

منتدى حوكمة الأنترنيت فرصة لإيصال الصوت العربي في مجال تسيير الشبكة

الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار

 

 

يرى الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال، يونس قرار، أن أشغال الاجتماع السنوي للمنتدى العربي لحوكمة الانترنيت الذي سينطلق اليوم الثلاثاء بالعاصمة، يعد فرصة للدول العربية لتقول كلمتها من خلال صياغة سياسة موحدة تمكن كل دولة من الدفاع عن مصالحها وآرائها في مجال تسيير شبكة الانترنيت على المستوى العالمي .

وأكد يونس قرار في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية على ان هذا المنتدى سيجمع مختلف الكفاءات والآراء من كل البلدان العربية لمحاولة صياغة موقف مشترك والدفاع عنه بحيث يمكن لهذه الدول أن تفرض افكارها في مثل هذه المنتديات وتستفيد منها في سياسة شبكات الانترنيت على النطاق الاقليمي والوطني، مضيفا أن الدول القوية هي التي تفرض بعض السياسات في كيفية تسيير شبكة الانترنت وهذه الآراء والسياسات لا تكون في صالح البلدان الضعيفة ولذلك يتعين على الدول العربية وضع تصور مشترك في هذا المجال والدفاع عنه أمام المنظمة الدولية التي هدفها رسم سياسة لتسيير شبكة الانترنيت.

وقال قرار "إن السياسة الاقليمية تتطلب وجود سياسة وطنية يشترك في صياغتها جميع الفاعلين إلى جانب عدم التفرقة بين القطاع العام والخاص وكذا تكوين الموارد البشرية التي يجب أن تكون لديها قوة في الاقتراحات وفي الابتكارات لمسايرة هذا التطور العالمي الذي تشهده شبكة الانترنيت وإيصال الصوت العربي".

وعن المواضيع التي يمكن طرحها في منتدى حوكمة الانترنيت أوضح الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال ان من ابرزها الادارة الالكترونية وقضية أسماء النطاقات وإمكانية استعمالها باللغة العربية وكذلك رسم سياسات لضمان أمن مستعملي شبكة الانترنيت وكذا الدفاع عن المحتوى العربي عبر هذه الشبكة.

كما سيكون المنتدى فضاء مناسبا للدول العربية للتعبير عن آرائها في التكنولوجيات الجديدة وفيما يتعلق -مثلا- بما يسمى بالحوسبة السحابية وغيرها ومعرفة ما الفائدة التي يمكن جنيها من استعمال هذه التكنولوجيات . 

وعن أهم معوقات حوكمة الانترنيت في الدول العربية أشار يونس قرار إلى مسألة غياب الشراكات الاقليمية، فمن المفروض أن تكون للدول العربية شراكات مع الدول الافريقية والأسيوية و"عدم الانحياز" وغيرها لتتمكن من تمرير رسائل وأجزاء من السياسة الدولية عن طريق الشراكات الاقليمية وكذلك معرفة المبادرات الوطنية في الأمور المشتركة لكل بلد والدفاع عنها على المستوى الاقليمي .

وذكر الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال، أن نقص الحوار والتشاور بين الدول العربية الذي يرتبط فقط بالملتقيات السنوية يعد أيضا من معوقات حوكمة الانترنت ولذلك يجب تنظيم ورشات شهرية تجمع الدول العربية -كل مرة في بلد- لدراسة مجال من مجالات الانترنيت من أجل تقديم اقتراحات بناءة ومتابعة تطبيقها على الواقع حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق وبالتالي لن يكون لها أثر في رسم السياسة الدولية، على خلاف الدول القوية التي تقدم اقتراحات وتدافع عنها بتطبيقات وأجهزة حديثة .

كما أبرز المتحدث ضعف تمثيل العالم العربي على شبكة الانترنيت وكذا ضعف المحتوى العربي، فاستعمال تكنولوجيات الاعلام والاتصال ضعيف بصفة عامة في البلدان العربية مقارنة بالبلدان الأوروبية والأسيوية "فلابد من العمل لإيصال هذه التكنولوجيات الجديدة للمواطن العربي وإيجاد ما يسمى بالخدمات الالكترونية سواء بالإدارة والتجارة الالكترونية حتى يتمكن المجتمع العربي من الولوج إلى مجتمع المعرفة"، كما أكد على ضرورة تأقلم الدول العربية مع التطورات التكنولوجية الحاصلة في عالم الواب وكسب معركة كيفية تسيير شبكة الانترنيت على المستوى العالمي والعربي والمحلي، وأضاف أنه بالنظر إلى موقع البلدان العربية التي هي بلدان استهلاكية أي أنها تستهلك التكنولوجيات الحديثة للانترنيت وليس لها كلمة في تصميمها فلابد إذن من أن تصبح فاعلة في تصميم وتطوير هذه التكنولوجيات.

وشدد قرار على ضرورة إشراك الجامعات والباحثين والمبتكرين والمؤسسات في رسم سياسة شاملة تسمح للبلدان العربية بأن تصبح مجتمعات فاعلة في مجال الانترنيت ولم لا اقتراح تكنولوجيات جديدة من خلال فتح المجالات للكفاءات العربية للمساهمة في صناعة القرار الوطني والعربي والعالمي في ميدان تسيير شبكات الانترنيت.

م. أمين

من نفس القسم الوطن