الوطن

بن صالح يبحث عن تزكية لمنصب أمين عام ورحماني يؤكد على مطلب الصندوق

قبل أشهر قليلة عن عقد المؤتمر الرابع للأرندي

 

 

تشير قراءة للوضع الداخلي للأرندي في هذه الفترة التي تسبق المؤتمرات الجهوية التي تعقدها القيادة الحالية للحزب، إلى أن الصراع الذي عصف بالأفالان لن يكون التجمع في منأى عنه، بدليل أن العديد من الأجنحة المحسوبة على الحركة التصحيحية والقيادة الحالية للحزب بدأت تتكتل فيما بينها أكثر للخروج بقيادة تكون باستطاعتها الوقوف في وجه طموحات الأمين العام بالنيابة الحالي للحزب عبد القادر بن صالح الذي يرغب في أن يحصل بعد ختام أشغال فعاليات المؤتمر الرابع للحزب على صفة الأمين العام للأرندي بعيدا عن حسابات الصندوق الذي لن ينصفه حسب ما تشير إليه تقارير مستقاة من محيط التجمع.

ويأتي هذا التوجه الجديد للتجمع الوطني الديمقراطي، بعد أن خمدت فتنة الصراعات الداخلية التي عصفت بحزب السلطة الأول"الأفالان"، وبدأت تظهر اليوم بوادره داخل بيت"الأرندي"، الذي يعد الحزب الثاني في هرم التأثير السياسي في الساحة الوطنية بعد غريمه التقليدي الأفالان، حيث أضحت الصراعات التي خلفها أحمد أويحيى بعد استقالته من على رأس الأمانة العامة للتجمع الوطني الديمقراطي قبل أشهر عديدة تظهر للعلن اليوم بأكثر حدّة مما كانت عليه في السابق، وذلك مع بدء العد العكسي لعقد أشغال المؤتمر الرابع للحزب المرتقب تنظيمه شهر ديسمبر المقبل، نتيجة لتواجد أكثر من قيادي بارز يسعى ليكون على رأس التجمع مع نهاية هذه السنة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تحظى باهتمام كبير في الشارع السياسي الوطني والدولي.

وأمام هذه المعطيات يحاول اليوم الجناح الداعم لبن صالح، الذي لا يحظى بقاعدة شعبية كبيرة داخل القواعد النضالية للأرندي ولا حتى على مستوى الهياكل القيادية له، مقارنة بحظوظ الوزيرين السابقين في الحكومة أبو بكر بن بوزيد وشريف رحماني، الذين تسعى الأجنحة الداعمة لهم اليوم فرض هذين المرشحين لمنصب أمين عام للتجمع، عن طريق الاحتكام للصندوق الذي سيكشف عن الوجه الذي سيقود القاطرة الأمامية للحزب في الاستحقاقات المقبلة التي ستشهدها الساحة السياسية الوطنية وفي مقدمتها استحقاقات السنة المقبلة التي سيتم فيها الكشف عن رئيس الجمهورية الجديد سواء عبر مشروع التمديد في العهدة الرئاسية لرئيس الجمهورية الحالي عبد العزيز بوتفليقة أو عن طريق الترشح لعهدة رئاسية أخرى يطمح فيها الأرندي ليكون في الواجهة رفقة غريمه السياسي الأفالان اللذين سيتوليان مهمة تعبيد الطريق أمام هذا المرشح.

وبالرغم من أن هناك أنباء عديدة أكدها قياديون بارزون في التجمع لـ"الرائد"، على أن الحزب سيشهد ذات المسار الذي سار عليه الحزب العتيد في انتقاء أمينه العام الجديد، حيث سيكون الرجل المقبل على رأس التجمع شخصية محسوبة على محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تمهيدا لمشاريع واستحقاقات المرحلة القادمة التي بدأ الكشف عن أهدافها منذ أسابيع قليلة من خلال دعم أبدته القيادات الحالية لعدّة تيارات سياسية فاعلة في الساحة الوطنية لمشروع الرئيس بوتفليقة حتى قبل أن يعلن الرجل عن قراره في هذا الاستحقاق المقبل للجزائر، إلا أن الوضع الذي تمر به الجزائر اليوم على مستوى أحزاب السلطة يؤكد على أن هذا"التطبيل"، كما تفضل أن تسميه أحزاب المعارضة عليهم، لن يكون في يدّ بن صالح خاصة وأن القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي شريف رحماني يعدّ الشخصية المناسبة لتولي هذا المنصب في هذا الوقت الحرج الذي تمر به أحزاب السلطة، في ظل وجود صراعات بين قيادات أقرها وجود بن صالح على رأس الأرندي منذ فترة ليست بطويلة لم يكن فيها الرجل قادرا على توفير الجو المناسب للعب أدوار كبيرة ستقبل عليها الأحزاب بداية من الأسابيع الأولى لسنة 2014، وهي ذات الظروف التي دعت الأمين العام بالنيابة الحالي للتجمع يبحث عن فرصة التزكية التي نالها القيادي الآخر في الحزب العتيد عمار سعداني بعيدا عن منطق الصندوق الذي أضحى يؤرق الطامحين لتبوء مناصب عليا في هرم السياسة.

خولة. بو

من نفس القسم الوطن