الوطن

جماعة الإخوان المسلمين بمصر تطعن في قرار حلها

مع استمرار مظاهرات "الشباب عماد الثورة"

 

أعلنت  جماعة الاخوان المسلمين في مصر أنها ستطعن في قرار المحكمة الذي حظر أنشطتها، وهو ما رفضته الجماعة واعتبرته قرارا مسيسا، مشيرة إلى أن ما يجري للإخوان هو "ترجمة لعودة الدولة البوليسية".

 

وقالت الجماعة في وقت سابق إن القرار يعطي غطاء قانونيا كاذبا للإجراءات التي قامت بها حكومة الانقلاب العسكري، مؤكدة أن هذا الحكم حلقة جديدة في مسلسل ما وصفته بـ"الهجمة الأمنية المستمرة منذ الانقلاب العسكري المشؤوم". وأشارت في بيان إلى أن "الجماعة فكرة ومنهاجا كانت وما زالت وستبقى، ولن يفتّ في عضد أبنائها حكم جائر أو طغيان سلطة ظالمة".

وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قضت أمس الاثنين بحظر نشاط الإخوان المسلمين وأي جمعية أو مؤسسة تابعة لها، والتحفظ على ممتلكات هذه الجماعة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن المحكمة قضت "بحظر كافة أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين والجماعة المنبثقة عنه وجمعيته، وأي مؤسسة متفرعة عنه أو تابعة للجماعة أو تتلقى منها دعما ماليا". كما أمرت المحكمة بـ"التحفظ على جميع أموال الجماعة السائلة والمنقولة والعقارية، على أن يتم تشكيل لجنة مستقلة من مجلس الوزراء تتولى إدارة هذه الأموال لحين صدور أحكام قضائية نهائية بشأن ما نسب إلى الجماعة وأعضائها من اتهامات متعلقة بالإضرار بالأمن القومي، أو تكدير الأمن والسلم العام".  ومن المقرر أن ينظر مجلس الدولة في 12 نوفمبر المقبل في قضية حل جماعة الإخوان المسلمين ووقف قيد الجمعية المشهرة باسمها.

وكان عضو أمانة الحريات في  حزب التجمع المحامي محمود عبد الله قد أقام دعوى مستعجلة تطالب بحظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وأي مؤسسة متفرعة عنها أو تابعة لها أو أي مؤسسة تم تأسيسها بأموالها. وليس واضحا ما إن كان حكم المحكمة يعني أيضا حظر  حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة، والذي تأسس بعد ثورة 25 جانفي 2011 التي أسقطت نظام  الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفاز الإخوان من خلاله بنسبة كبيرة في الانتخابات التشريعية التي جرت نهاية 2011. ويمثل الحكم اتساعا لحملة تستهدف الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي قيل إن مليون مصري أعضاء فيها.ومنذ عزل الرئيس المنتخب من قبل الجيش في الثالث من جويلية الماضي، تشن السلطات الجديدة حملة ضد الإخوان المسلمين الذين اعتبروا عزل مرسي انقلابا على الشرعية.

من جهة اخرى استمرت المظاهرات المنددة بالانقلاب في مدن مصرية عدة في إطار الأسبوع الذي دعا إليه التحالف الوطني لدعم الشرعية تحت شعار الشباب عماد الثورة، إلى جانب المظاهرات الطلابية التي توالت منذ بدء العام الدراسي. ففي مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، خرجت مظاهرة ليلية لكسر حظر التجوال ورفضا للانقلاب العسكري. ورفع المتظاهرون لوحات عليها شعار  رابعة العدوية، ورددوا هتافات للمطالبة بعودة الشرعية. وتشهد منطقة كرداسة عملية أمنية متواصلة منذ أيام ضد من تصفهم الشرطة بالعناصر الإرهابية. وانطلقت مسيرة من أمام مديرية التربية والتعليم بدمياط منددة بالانقلاب، ورفع المشاركون فيها لافتات تحمل شعار رابعة وعلم مصر مرددين هتافات ضد حكم العسكر.. كما نظم طلاب الجامعات مسيرات ومظاهرات للتنديد بالانقلاب العسكري وما وصفوه بالتعامل الأمني المتشدد مع المطالبين بعودة الشرعية. ففي جامعة عين شمس بالقاهرة، شارك طلاب في وقفة احتجاجية ومسيرة داخل الحرم الجامعي للتنديد بالانقلاب العسكري وممارسات الشرطة. وردد المشاركون فيها هتافات تطالب بالإفراج عن أساتذة كلية الطب بجامعة عين شمس وطلابها المعتقلين منذ فض اعتصام رابعة العدوية. وفي جامعة الفيوم نظمت عدة حركات طلابية رافضة للانقلاب 19 سلسلة بشرية أمام كليات الجامعة، تحولت إلى مسيرة طلابية جابت أنحاء الحرم الجامعي. ورفع الطلاب لافتات مناهضة لحكم العسكر، وصورا لزملائهم الطلاب الذين قتلوا في ما عُرف بمجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس وأكد الطلاب أن أنشطتهم مستمرة حتى يتم الإفراج عن جميع زملائهم مجددين رفضهم لقانون الضبطية القضائية.

وبالتوازي مع هذه المظاهرات، تواصل قوات  الجيش والشرطة تنفيذ عمليات أمنية في قرى محافظة شمال سيناء  في إطار الحملات العسكرية المتواصلة على المحافظة لليوم الـ17 على التوالي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان أنهم سمعوا دوي انفجارات جراء قصف الطائرات العسكرية لقرى التومة والظهير والمقاطعة في رفح والشيخ زويد، كما وقعت مداهمات في قرى حدودية مع غزة وإسرائيل، وكذلك حملات أمنية على قرى جنوب وغرب العريش في مناطق الطويل والمزارع الجنوبية وفى الأحياء العشوائية غرب المدينة. وقال مصدر أمني إن الحملة الأمنية التي يشنها الجيش والشرطة دخلت يومها الـ17 "بنجاح"، وأسفرت عن اعتقال أكثر من 350 من المطلوبين ومن الجماعات المسلحة منذ بدء الحملة.

إ: محمد دخوش

من نفس القسم الوطن