الوطن

سعداني يسابق الزمن لطمأنة السلطة بتدعيم العهدة الرابعة

في ثاني لقاء جهوي يعقده مع إطارات حزبه بالهضاب العليا

 

يعقد، نهاية الأسبوع الجاري، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، لقاء جهويا يعد الثاني من نوعه، منذ تنصيبه خلفا لعبد العزيز بلخادم، أواخر الشهر الماضي، حيث فضل هذه المرة عقد هذا اللقاء بعاصمة الشرق الجزائري سطيف، حيث سيلتقي الرجل الأول في الأفالان مع إطارات حزبه وعدد من القيادات السياسية من أحزاب أخرى تحمل ذات التوجه السياسي الذي يسير عليه الحزب في هذه المرحلة التي تسبق رئاسيات 2014، حيث سيكون هذا اللقاء كغيره من اللقاءات التي عقدها الرجل منذ تزكيته فرصة لتوجيه رسائل السلطة حول استحقاقات المرحلة المقبلة، أكبر من كونه لقاء بين قيادة الحزب ومناضليه.

وعكس اللقاء الأول الذي جمع سعداني بإطارات حزبه بالغرب الجزائري وبالتحديد في مدينة وهران، نهاية الأسبوع الفارط، حيث كان التجمع فرصة لتوحيد الصفوف بين مناضلي الحزب العتيد التي عرفت الشتات والتفرقة بين عدد من الأجنحة المحسوبة على أكثر من قيادة داخل الحزب، فإن لقاء مدينة سطيف سيكون مختلفا هذه المرة لكون سعداني سيركز فيه أكثر على توجيه رسائل للتيارات السياسية الناشطة في الساحة الوطنية حول استحقاقات المرحلة المقبلة على صعيد القوة السياسية التي يمثلها حزبه وليس على مستوى القواعد النضالية فقط. إن طبيعة المرحلة الآن التي يقبل عليها الأفالان لم تعد تتعلق فقط بتوحيد صفوف أبناء الحزب داخل قيادة واحدة لأن هذا الأمر سيتم فور الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي بحسب ما كشف عنه سعداني لمقربين منه، بقدر ما هي مرحلة يراهن عليها رجل المهام الصعبة لفرض منطق القوة التي طالما ميزت الحزب العتيد أمام الاستحقاقات الانتخابية الهامة، خاصة وأن هذا الاستحقاق يتعلق بالرئاسيات من جهة وبمشروع العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من جهة أخرى وهو المشروع الذي ساهم بشكل كبير في تزكية سعداني كأمين عام للحزب العتيد قبل أشهر قليلة عن موعد هذا المعترك الرئاسي المرتقب تنظيمه ربيع السنة المقبلة.

على صعيد آخر، قرر الأمين العام للحزب العتيد، تأجيل الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي إلى حين انتهائه من عقد اللقاءات الجهوية الأربعة التي قرر خوضها في مختلف ربوع الوطن، حيث عقد لحدّ الآن لقاء فيما سيعقد اللقاءات الأخرى تباعا بالشرق، الجنوب ومن ثمة الوسط، وهي المحطة التي سيختتم بها جولته السياسية في ربوع الوطن، وأوضح مصدر مقرب من الرجل الأول في الأفالان بأن أسباب التأجيل في الكشف عن هذه القائمة هي راجعة في الأساس إلى وجود حالة من اللا استقرار داخل تشكيلة اللجنة المركزية والتي تسعى فيها بعض الأوجه المحسوبة على الأمين العام الحالي التواجد في هذا التشكيل بالرغم من أنها لا تمتلك الكفاءة ولا الخبرة التي تخولها لتبوء هذا المنصب، فيما يسعى طرف آخر يضم تشكيلات من المكتب القديم إلى التموقع أكثر داخل الهياكل القيادية في الحزب تمهيدا للمؤتمر العاشر المزمع تنظيمه في 2015، وأمام هذه المعطيات، قرر سعداني التريث في الإعلان عن تشكيل المكتب السياسي إلى حين تثبيت نفسه أكثر في الحزب من خلال علاقاته برجال في السلطة سيقفون إلى جانبه في حالة ما وجد معارضة شديدة لسياسته داخل أروقة الحزب وتجعله عرضة للإطاحة به من هرم الأمانة العامة تماما كما حدث لسابقه.

خ. بو

من نفس القسم الوطن