الوطن
روسيا تعارض أي قراريهدد باستخدام القوة ضد سوريا
المعارضة ترفض الوساطة والإيرانية و تؤكد حضورها مؤتمر جنيف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 سبتمبر 2013
انتقدت روسيا يوم أمس الأحد ما وصفته بأنه محاولات حثيثة من الغرب لاستخدام اتفاق القضاء على الأسلحة الكيماوية السورية للحصول على قرار من الأمم المتحدة باستخدام القوة ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله "لا يرون في الاتفاق الأمريكي الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية في سوريا وإنما كفرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين.. تحديدا الدفع بقرار يتضمن التهديد باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة." وقال لافروف ايضا إن روسيا مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا لضمان سلامة مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة.
في سياق متصل قال سيرغي ايفانوف كبير موظفي الكرملين يوم السبت ان روسيا يمكن ان تتخلى عن دعم الرئيس السوري بشار الاسد اذا علمت انه غير ملتزم بتسليم السيطرة على ترسانة أسلحته الكيماوية. لكنه عبر مجددا عن معارضة روسيا المستمرة منذ فترة طويلة لتدخل عسكري غربي في سوريا قائلا ان مثل هذا التصرف سيساعد فقط متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة. وقال ايفانوف في تصريحات نقلتها وسائل اعلام روسية في مؤتمر في ستوكهولم ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره بريطانيا "في حالة تدخل عسكري خارجي فان المعارضة... ستفقد تماما الاهتمام بالمفاوضات معتقدة ان الولايات المتحدة ستهدم النظام من اساسه مثلما حدث في ليبيا وتقدم لها طريقا سهلا للنصر." وقال ان روسيا تتوقع ان تعرف جميع اماكن الاسلحة الكيماوية لدى الاسد في غضون اسبوع رغم ان الامر سيستغرق شهرين الى ثلاثة اشهر لتحديد الوقت المطلوب للقضاء على هذه الاسلحة. وأضاف ايفانوف "إنني أتحدث من الناحية النظرية والافتراضية لكن اذا تأكدنا من ان الاسد غير ملتزم فأننا قد نغير موقفنا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قذيفة مورتر سقطت على مجمع السفارة الروسية في وسط دمشق يوم أمس الأحد إلا أنه لم ترد تقارير بسقوط ضحايا. وشن مقاتلو المعارضة الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد هجمات بقذائف مورتر وصواريخ في الشهور الأخيرة في وسط العاصمة السورية دمشق حيث توجد العديد من السفارات ويتمركز مسؤولون سوريون كبار. ولحقت اضرار بالسفارة الروسية في فبراير شباط عندما انفجرت سيارة ملغومة قرب طريق سريع مزدحم في دمشق ما أسفر عن سقوط 50 قتيلا. وقال مسؤولون روس إنه لم تقع اصابات في السفارة ولكن الانفجار هشم نوافذ المبنى.
من جهته قال أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض إن الائتلاف سيحضر مؤتمر جنيف المقترح لإنهاء عامين ونصف العام من الصراع في سوريا إذا كان يهدف إلى تأسيس حكومة انتقالية بسلطات كاملة. وفي رسالة منه إلى مجلس الامن مؤرخة بتاريخ 19 سبتمبر الجاري قال الجربا إن الائتلاف يؤكد من جديد استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف في المستقبل ولكن يجب على كل الأطراف الموافقة على أن هدف المؤتمر سيكون تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة كما هو منصوص عليه في اتفاق القوى الدولية العام الماضي. وكان الائتلاف متردد في الحضور خاصة بعد الهجوم بأسلحة كيماوية في 21 أوت والذي أدى إلى مقتل المئات في ضواح خارج دمشق
كما رفض الائتلاف الوطني المعارض مبادرة من الرئيس الإيراني حسن روحاني للمساعدة في بدء مفاوضات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السبت إن سوريا استكملت تسليم القوائم المتعلقة ببرنامجها للأسلحة الكيميائية. وقال الائتلاف في بيان له إن الاقتراح الإيراني "غير جدي ويفتقد إلى المصداقية السياسية"، مشيرا إلى أن طهران جزء من المشكلة، ولا يمكنها أن تلعب دور الوساطة في الأزمة السورية بينما تقدم دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لنظام الأسد. وكان روحاني كتب في مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست الخميس أنه مستعد "لتقديم يد العون في سوريا"، وتسهيل إجراء حوار بين الأسد والمعارضة المسلحة التي تسعى لإسقاط نظامه منذ أكثر من عامين ونصف العام.
ودعا البيان القيادة الإيرانية إلى أن "تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا قبل أن تبادر لطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية". واعتبر الائتلاف العرض الإيراني "أمرا يدعو للسخرية وسط كل الدماء التي شاركت إيران بسفكها مع نظام الأسد"، وأن هذا العرض "محاولة يائسة لإطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيدها". ورأى البيان أن النظام الإيراني يسعى بهذا العرض "لتغطية ملفات شديدة التعقيد كالبرنامج النووي ودعم الإرهاب، التي يجب على إيران أن تواجه العالم بها في الزمن القريب".
من جهة أخرى أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أن سوريا استكملت تسليم القوائم المتعلقة ببرنامجها للأسلحة الكيميائية، وأنها أمدت المنظمة بالمعلومات التي طلبتها بشأن الترسانة السورية من هذه الأسلحة.
وقالت المنظمة إنها تلقت من الحكومة السورية "الكشف الذي كان متوقعا بشأن برنامجها للأسلحة الكيميائية"، وفقا لمهلة جرى الاتفاق عليها وانقضت السبت، مضيفة أن "الأمانة الفنية تراجع حاليا المعلومات التي تلقتها".
وكانت المنظمة قالت يوم الجمعة إنها تسلمت من دمشق "قائمة أولية" بالأسلحة الكيميائية التي تملكها، ورجحت أن تقدم سوريا مزيدا من التفاصيل عن ترسانتها الكيميائية وإكمالها بحلول الأسبوع المقبل من أجل بدء عملية سريعة للتخلص من الأسلحة، دون أن تفصح عن المعلومات الغائبة عن الوثيقة التي وصفها دبلوماسي في الأمم المتحدة بأنها "طويلة جدا".
وقررت المنظمة الدولية الجمعة تأجيل اجتماعها المخصص لسوريا الذي كان مقررا عقده بالأمس إلى أجل غير مسمى، وكان من المقرر أن تناقش فيه الدول الـ41 الأعضاء في المنظمة موضوع انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وبدء برنامج تدمير المخزون الكيميائي السوري ضمن الاتفاق الروسي الأميركي.
ومن المقرر أن يصوت الأعضاء الأساسيون في المنظمة على خطة تهدف إلى متابعة تدمير المخزون السوري من السلاح الكيمياوي الذي يقدر بنحو ألف طن من المواد السامة بحلول منتصف العام القادم. وما لم يعقد اجتماع المنظمة فسيكون من الصعب استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن طبيعة الإجراءات الملزمة التي يفترض أن ترافق عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، إذ لا تزال روسيا ترفض نصا ملزما يريد الغربيون أن يترافق مع عقوبات أو حتى اللجوء إلى القوة إذا لم تحترم دمشق تعهداتها. ومن المنتظر أن تصبح سوريا رسميا في أكتوبر المقبل العضو رقم 190 في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المسؤولة عن تطبيق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والإشراف عليه.
يشار إلى أن سوريا وافقت على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيميائية وفقا لاقتراح روسي أميركي تم التوصل إليه بعد تهديد أميركي بشن هجوم على نظام دمشق، وبعد عملية دبلوماسية دولية مكثفة في أعقاب هجوم بغاز سام قتل مئات المدنيين في بعض ضواحي دمشق أواخر الشهر الماضي.
إ: محمد دخوش