الوطن
الدولة الجزائرية تسير نحو الضعف والعجز
بن بيتور في تعليقه على القرارات الأخيرة لبوتفليقة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 سبتمبر 2013
قال رئيس الحكومة الأسبق والمترشح للرئاسيات الدكتور أحمد بن بيتور إن القرارات الأخيرة المتخذة من طرف السلطة القائمة تؤكد توقعاته حول انحراف الدولة الجزائرية نحو العجز والضعف.
وأكد بن بيتور أن ممارسات السلطة الحاكمة في عهد الرئيس بوتفليقة ستؤدي حسب توقعاته إلى وضع الدولة الجزائرية على سكة الضعف والعجز ثم الانزلاق نحو التميع والانهيار، وأضاف أنه اذا استمرت البلاد في وضعية ''اللاحكم'' فهذا يقوي الاحتمال بروز العنف الاجتماعي على السطح وتفاقم عنف ظاهرة الارهاب في آن واحد.
وكل تلك المؤشرات تعني حسب رئيس الحكومة الأسبق: "السقوط في فخ البؤس الدائم وانفتاح ابواب حقيقية لتفتيت الوحدة الوطنية مما يشكل خطرا على وحدة التراب الوطنــــي".
وأمام هذه الصورة القاتمة التي رسمها الدكتور بن بيتور للمشهد السياسي الراهن في الجزائر يذكر بأنه لم يتوقف منذ مدة طويلة عن المناداة، بإحداث تغيير سلمي يمس جوهر وعمق النظام الحاكم في الجزائر وليس فقط الاكتفاء بتغيير الاشخاص. ويؤكد بن بيتور أن مستقبل الامة الجزائرية مرهون ومعلــق على إجراء هذا التغيير.
وفي سياق شرحه لتصوره للحل في الجزائر يقول بن بيتور أنه قدم اقتراحا بإجراء انتخابات رئاسية مفتوحة في العام القادم لإحداث تغيير في نظام الحكم من اجل جزائر السلم والعدل والرفاهية.
وبخصوص التغييرات المتخذة مؤخرا من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المتعلقة بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، يتساءل بن بيتور عن مدى ارتباطها بمسعى التغيير، وأضاف أن الجيش الوطني الشعبي يجب أن يكون شريكا قويا مع المجتمع للذهاب معا نحو التقدم والعصرنة وحماية المؤسسات الدستورية. فمهمته في هذه المرحلة الدقيقة لا ينبغي ابدا أن تكرس لإنتاج الماضي وإبقاء الحال على ما هو عليه. ولكن يجب أن تكرس للقضاء على ''عسكرة'' الاذهان والمساهمة مع فعاليات وطنية اخرى سياسية واقتصادية واجتماعية والمثقفين وكذا وسائل الاعلام لدفع البلد دون تردد او تراجع على طريـــــــــــق الديمقراطية". ويضيف بن بيتور أن كلما زادت حقق المجتمع المدني مكاسب في كنف الديمقراطية مكن ذلك المؤسسة العسكرية مـــــــــن اعادة احتلال مساحاتها الطبيعية والدستورية. تلك هي المبادئ التي دفعتنا إلى أن نسجل في برنامجنا السياسي ضرورة تحديد عقيدة عسكرية في اطار نظرة شاملة لعصرنة الجيش الوطنـــــــــي.
ويؤكد أن الوضعية الحالية تتطلب تعبئة جماعية واسعة لضمان النجاح للقرارات الاساسية التي تحقق التغيير ووضع الادوات والميكانيزمات الضرورية لانجاز الهدف المحدد وحماية مسار التغييــر من الممارسات المضادة وخطر التراجع.
وفيما يتعلق بالخروج الآمن مما يسميها بن بيتور الأزمة الراهنة يقول لأن الجزائر تمتلك مخزونا هائلا من الموارد البشرية والطبيعية وإن حســـــــــن استغلالها سوف يمكنها في ظرف عشرية واحدة من التحول إلى دولة طبيعية ذات اقتصاد مزدهر وإلى القيام بدور جيوبوليتيكــي جهوي بدون منازع.
ويختم بن بيتور بيانه بدعوته الطبقة السياسية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة امام الشعب الجزائري والعالم اجمع. كما يدعو كل الجزائريات والجزائريين القلقون على مستقبل البلاد أن يتجندوا حتى يصبـــح تغيير نظام الحكم امرا ممكنــــا في بضعة اشهر، في إشارة منه إلى ضرورة الاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة.