الوطن

تعديلات بوتفليقة تدخل الأفالان في صراع داخلي قبل الرئاسيات

كانوا يطمحون لتواجد أكبر في الحكومة الجديدة بعد وعود من سعداني

 

أخلط التعديل الحكومي الأخير، الذي أجراه نهاية الأسبوع الماضي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أوراق البيت الأفالاني من جديد في ظل إزاحة الرئيس لـ 5 وزراء ينتمون لحزب جبهة التحرير الوطني، وعدم المغامرة بوضع شخصيات أخرى تنتمي إلى هذا التيار في الحكومة الجديدة، بالرغم من أنه حزب الأغلبية في الساحة السياسية الوطنية من حيث عدد المنتخبين في مختلف الهيئات.

وتشير تقارير مستقاة من محيط الأمين العام الجديد للأفالان عمار سعداني، أن عددا من قيادات الحزب كانت تطمح حتى اللحظات الأخيرة التي أعقبت الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة، إلى تولي إحدى الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة خاصة بعد أن زكت هذه الأطراف سعداني على رأس الأفالان وهو الذي يعد محسوبا على جناح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأحد المقربين من محيطه أيضا، حيث لم ينف الرجل صلاته بمحيط الرئيس وبشقيقه في أول لقاء جمعه بمختلف وسائل الإعلام الوطنية والعربية عقب تزكيته في منصبه الجديد منذ أسابيع قليلة، ما جعل هذه القيادات داخل الحزب تصنف نفسها في خانة الوزراء المقبولين في الحكومة التي قيل بأنها ستتولى مهمة ترتيب الساحة الوطنية تمهدا لسباق الرئاسيات القادمة، كما يتوقع منها أن تقطع الطريق أمام الطامحين لنيل فرصة التربع على قصر المرادية، خلفا للرئيس الحالي الذي لازال لم يقل كلمته تجاه هذا المعترك الانتخابي المزمع تنظيمه ربيع سنة 2014.

لكن وبعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، وخروج الحزب العتيد من حسابات السلطة الحالية، عن طريق الاحتفاظ بوزيرين ينتميان للحزب، جعل حدّة الخلافات داخل البيت الأفالاني تعود إلى الواجهة، حيث تؤكد بعض المصادر من محيط الحزب أن هذا الصراع سيكون أشدّ وطأة من الصراعات الداخلية التي يعيشها أفالان اليوم، لأن التعديل الحكومي الأخير جعل قيادته تتيقن بأن الأفالان أضحى خارج اللعبة السياسية في هذا الوقت الحاسم، وأن التعديلات التي أجراها الرئيس على جهاز حكومته صنفت الحزب العتيد في نفس المرتبة مع الأحزاب الأخرى وليس فقط على مستوى غريمه السياسي التجمع الوطني الديمقراطي الذي خرج رابحا في هذا التعديل بالرغم من إزاحة القيادي البارز في الحزب وأكثر الوزراء حضورا في المشهد الوطني شريف رحماني من التشكيلة الجديدة، ولكن التغير الذي طال التجمع الوطني الديمقراطي تقول بعض الأطراف بأنه يهدف إلى إعادة ترتيب البيت بعد أشهر قليلة من الآن، حيث يتوقع هؤلاء أن يحظى رحماني بعد خروجه من الحكومة بالأمانة العامة للأرندي عقد افتتاح أشغال مؤتمر الحزب في شهر ديسمبر المقبل، وبهذا الإجراء ستضمن السلطة التغيير الهادئ في سلم أكثر الأحزاب السياسية تأثيرا في الساحة الوطنية وهما الأفالان والأرندي، من خلال تواجد محسوبين على السلطة في هرم هذين الحزبين، كما ستضمن الهدوء النسبي في الساحة السياسية الوطنية المقبلة على استحقاق رئاسي هام في حجم الرئاسيات، من خلال احتفاظها بقيادة حزبي تاج والحركة الشعبية الوطنية، من خلال حقيبتي النقل والصناعة الذين أسندت مهامهما لكل من عمار غول وعمارة بن يونس.

وبالرغم من أن خروج وزراء الأفالان الخمسة من الحكومة كان متوقعا جدا في ظل التغيرات في المواقف تجاه ما كان يحدث داخل هياكل الحزب، منذ حالة شغور منصب الأمين العام داخل الحزب منذ بداية العام، حيث كان أصحاب المواقف الثابتة والواضحة ممثلة في شخص عبد القادر مساهل والطيب لوح، فيما كان الوزراء الآخرون المقالون يمارسون مهنة التجوال داخل أجنحة الحزب، إلا أن أكثر ما استغربته قيادات الحزب هو تقليص كوطة الحزب في السلطة، والذي ستتولى الأيام القليلة المقبلة الردّ على كل استفسارات هذه المرحلة.

خولة. بو 

من نفس القسم الوطن