الثقافي

المؤسسة الفقهية رهان الأمن الاستراتيجي

في ندوة تفاعلية بالمدية

 

اعتبر الكاتب محمد بغداد، أن التعويل اليوم من اجل ضمان استقرار اجتماعي ناجح، يكون على الدور الذي يمكن ان تقوم به المؤسسة الفقهية في المجتمع، عبر التفاعل الذي تمارسه كون التطلعات الاجتماعية، في الوقت الراهن، تحتاج إلى نتائج هذه المؤسسة، التي يمكنها تحمي الجميع من الكثير من الازمات. خلال الندوة التفاعلية، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان قراءة في احتفال لولاية المدية، استعرض الأستاذ الطيب ولد العروسي، مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس، العديد من المحطات التاريخية للمجهود الثقافي الوطني، الذي عمل على بناء القواعد والاسس العامة للهوية الثقافية الوطنية، وذكر الكثير من الشخصيات الفكرية والفقهية، التي بذلت الكثير من الجهود ووصل اشعاعها وافكارها إلى الكثير من الأقطار العربية والإسلامية، ولكن ولد العروسي انتقد كثيرا على الساحة الثقافية الحالية، التي تجاهلت هذه الرموز التي تعد منارات عالية، وهي من أرست المرجعيات الكبرى للثقافة الجزائرية الحديثة. وخلال تناولها لإشكالية كتاب أزمة المؤسسة الفقهية في الجزائر، أشار محمد بغداد أن مضمون الكتاب، هو تناول الأسئلة الكبرى، التي تواجه المجتمع الجزائري اليوم، وبالذات في المجالات الفقهية والتشريعية،التي تحتاج إلى الكثير من التنسيق والتواصل المتفاعل، كون التحديات الإستراتيجية التي تواجه المجتمع خطيرة، وتتعلق بالأمن الاستراتيجي، الذي يعتبره بغداد يتمحور في الأمن الفكري والاجتماعي. وأعاب بغداد كثيرا على الإعلام الوطني، الذي يروج بطريقة غير واعية للكثير من الفتاوى، ويسوق لشخصيات دينية من الكثير من الأقطار، دون أن يوجد في الوطن ما يمكن أن نرجع إليه، أو يشكل مرجعية فقهية، يمكن التعويل عليها، وان الكثير من السنوات مرت دون أن يتمكن المجتمع الجزائري، من استرجاع السيادة الوطنية على المؤسسة الفقهية، التي كانت أول ضحايا الاستعمار الفرنسي، وأكد بغداد أن أخر من تلقب بلقب شيخ الإسلام، كان محمد بن حسين ابن العنابي الجزائري، كما تطرق إلى العديد من الشخصيات الكبرى، مثل العلامة علي ابن الحفاف الجزائري، ومحمد بن الشاهد الجزائري. خلال النقاش الذي دار في الندوة، اعتبر المتدخلون أن المشكلة المهمة التي تواجه المجتمع الجزائري اليوم، هي التدفق الرهيب للفتاوى، وبالذات بعد الفصول الجديدة للربيع العربي، والتي شملت مختلف مجالات الحياة، وهي الموجة الثانية التي يعرفها المجتمع بعد الموجة الأولى، التي كانت أثناء عشرية الإرهاب، وطالب بأن يكون للمجتمع من الادوات الكفيلة والكافية بالتعاطي الايجابي مع هذه الموجات، مما يتطلب اليوم قيام المؤسسة الفقهية بدورها، في حماية الأجيال القادمة.

فيصل. ش


من نفس القسم الثقافي