الوطن

سعداني يؤجل الفصل في تشكيل المكتب السياسي ويشرع في ترتيب القاعدة

من أجل إبعاد الضغط عن محيطه

 

 

يسعى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، إلى إبعاد نفسه ومحيطه من الضغط الذي يتعرض له منذ تعيينه على رأس الحزب، نهاية الشهر الفارط، خاصة فيما يتعلق بتشكيل المكتب السياسي الذي قال بأنه سيأخذ الوقت اللازم والكافي للإعلان عن أعضاءه المقدر عددهم بـ15 عضو، حيث يرتقب أن يتم الكشف عن شخصية هؤلاء الأعضاء مع نهاية الشهر الجاري، خاصة وأن سعداني قرر في هذه المرحلة ترتيب القواعد النضالية للحزب من خلال حثّ قيادات الحزب وإطاراته إلى الخروج معه وبقوة إلى مختلف اللقاءات الجوارية التي سيعقدها في عدد من ولايات الوطن.

وستكون الانطلاقة في عقد هذه اللقاءات يوم 19 سبتمبر الجاري بمدينة وهران، حيث يرتقب أن يعقد سعداني، لقاء مع إطارات حزبه والمناضلين سعيا منه في ترتيب القاعدة التي شهدت في الفترة التي كان فيها منصب الأمين العام في حالة شغور العديد من التصدعات التي أدت إلى وجود أكثر من تنظيم باسم الأفالان محسوب على عدد الأجنحة التي كانت تتصارع فيما بينها لبسط نفوذها على الأفالان، وتأت هذه الخطوة من قبل الأمين العام أيضا لبسط نفوذه أكثر على القواعد والقيادات التي هي ملزمة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى ترتيب نفسها تحت جناح واحد تمهيدا لإعلان تطلعات الحزب تجاه رئاسيات 2014، وعدد من القوانين التي تنتظرها الساحة السياسية الوطنية، وعلى رأسها هذا الاستحقاق، الذي يحوز على اهتمام كبير في أجندة الأمين العام الجديد للأفالان.

وسيعقد سعداني، بعد لقاء وهران، لقاءات أخرى بالعاصمة، قسنطينة وعدّة مدن أخرى بالجنوب الجزائري، قبل الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي، خوفا من مبادرات للإطاحة به من قبل شخصيات في اللجنة المركزية ترغب في أن تكون في مختلف الأمانات التابعة للمكتب السياسي، والتي أبدت نيتها في قلب الطاولة على الأمين العام الجديد والمقربين منه في حالة ما رفض سعداني ضمها إلى هذا التشكيل، في الوقت الذي أكد فيه المتحدث على أنه سيضرب بيد من حديد أي متمرد سيظهر في الأفق ويجهض برنامجه السياسي الذي جاء من أجل تطبيقه قبل موعد الرئاسيات، مستعينا بالتزكية التي منحه إياها أكثر من 270 عضو من أعضاء اللجنة المركزية، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يلقاه الرجل من قبل إطارات الحزب سواء في المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة.

وفي سياق متصل، أشارت مصادر من داخل المجموعة البرلمانية للحزب العتيد، في حديث لها مع"الرائد"، أن الأمين العام للحزب سيشرف شخصيا على عملية انتخاب ممثلي الحزب داخل قبة البرلمان، يوم 10 سبتمبر الجاري، فيما أوضحت ذات المصادر على أن سعداني قد عين رسميا الطاهر خاوة على رأس المجموعة البرلمانية للأفالان، فيما سيفصل الصندوق في المناصب الـ 29 التي يحوزها الحزب داخل الغرفة السفلى لمبنى زيغود يوسف بالعاصمة، والتي سيتصارع على نيلها أكثر من 120 نائب أبدو نيتهم في الترشح لهذه المناصب، التي تتوزع بين نواب الرئيس، رؤساء لجان، نواب رؤساء لجان ومقرري لجان، حيث حدد الأمين العام طريقة الانتخاب على أساس مستويات أربعة تتيح لكل من يرغب في الترشح لمناصب هياكل المجلس الشعبي الوطني، عن طريق الصندوق حسب ما تنص عليه اللوائح والتنظيمات وهي الخطوة التي عززت من مكانة سعداني لدى هؤلاء الذين يرون في هذه الطريقة تجسيد للديمقراطية، التي طالبوا بها منسق الحزب عبد الرحمان بلعياط ورفض تجسيدها على أرض الواقع وهي الطريقة التي أجهضت مساعي الجناح، الذي كان ينضوي تحت لواءه قبل عقد أشغال الدورة السادسة للجنة المركزية التي أفرزت بدورها أمينا عاما للحزب يتولى تنظيم مختلف شؤونه الداخلية والخارجية.

خ. بوشويشي

من نفس القسم الوطن