الوطن

سعداني "يستنسخ" أفلان بلخادم لتسيير الحزب

فيما دعا أمناء المحافظات للمّ شمل المناضلين

 

تشير تقارير مستقاة من محيط الأمين العام للحزب العتيد عمار سعداني، أن هذا الأخير يحاول اليوم تسيير المرحلة التي يمر بها الحزب وفق أجندة سابقه، حيث أن الأساليب التي اتبعها الأمين العام السابق للحزب مع أعضاء اللجنة المركزية والنواب داخل غرف البرلمان، تؤكد أن منصب الأمين مهما كانت شخصية الذي يتربع عليه فهي تخضع لحسابات أخرى بعيدة كل البعد عن طموحات الشخص وقريبة من طموحات أطراف أخرى خارج دائرة الحزب ولكنها تستحوذ عليه بأهم القرارات التي تصدر عن أمينه العام.

وتوضح تلك المصادر أن تلك الأطراف هي التي تحرك الاستحقاقات التي يقبل عليها الحزب، من خلال برمجة شخصيات في مناصب معينة لأهداف معينة أيضا، وهو ما يجعل الأمين العام في الحزب العتيد يرفض في الكثير من المرات مقترحات تتقدم بها أطراف فاعلة في الحزب ولكن في الأول والأخير فإنها لا تخضع لقراراتهم أو مقترحاتهم حتى وإن كانت تهدف إلى وضع الحزب في الطريق الصحيح بعيدا عن التصدعات الداخلية والخارجية التي تضر به وتعصف دائما برؤوسه، ومن خلال هذه المعطيات، يسير الأمين العام الجديد للحزب، عمار سعداني نحو رفض جملة من المقترحات التي تقدم بها أعضاء في اللجنة المركزية عليه في أول اجتماع جمع بينه وبينهم في فندق الأوراسي بالعاصمة، بعد انتهاء أشغال الدورة السادسة المستأنفة للجنة المركزية مؤخراً، والتي كانت تتمحور حول تقليص عدد أعضاء المكتب السياسي من 15 عضوا إلى 11 عضوا، الذهاب نحو الصندوق في اختيار تشكيل المكتب السياسي بدل التعيين والتزكية، حيث أشارت مصادر"الرائد"، إلى أن سعداني قد وضع قائمة المكتب السياسي وينتظر الفرصة الملائمة لعرضها على أعضاء اللجنة المركزية في اجتماعاته المقبلة معهم، حيث سيحاول أن يجس نبض هؤلاء تجاه قائمته، التي تضم كل من محمد جميعي، علي الهامل، السعيد بركات، محمد عليوي، ليلى الطيب، دليلة فورار، أحمد بومهدي، أمحمد بوعزارة، أحمد بناي، حسين خلدون، علي مرابط، السعيد بدعيدة، مدني حود، الطيب لوح، بالإضافة إليه باعتباره أمين عام الحزب العتيد.

هذا وقد كشفت ذات المصادر على أن سعداني، قد قام بالفصل نهائيا في شخصية رئيس المجموعة البرلمانية للحزب العتيد، حيث جدد الثقة في الرئيس السابق، الطاهر خاوة، بالرغم من المعارضة الشديدة التي يجدها الرجل داخل الغرفة السفلى للبرلمان، إذ يعد خاوة السبب الأول في الانقلاب الذي حدث للأمين العام السابق للأفالان، حيث تسبب تعينه للسنة الثانية على التوالي في منصب رئيس المجموعة البرلمانية، من قبل بلخادم في بداية التحضير لعملية سحب الثقة منه وحملات مقاطعته قادها ضده نواب الحزب من أعضاء اللجنة المركزية والمقدر عددهم بـ 70 عضو، وكان تعين خاوة الشرارة الأولى لسيناريو التفرقة داخل الحزب العتيد، وبالرغم من أن سعيداني يدرك هذه النقطة التي يرى البعض أنها ستجلب له العديد من الصراعات الداخلية بالإضافة إلى تشكيل المكتب السياسي الذي سيكشف عنه قريبا لهم، إلا أنه يطمح إلى أن يضرب بيد من حديد كل من سيقف في وجه قراراته وسيتضرر منها المقربون منه أكثر من المناوئين له، وهي الكلمات التي أضحى يرددها عليهم في كل لقاء يجمعه بهم، مستندا في هذه القوة التي جعلته رجل المهام الصعبة إلى أطراف خارجية هي من تحرك دائرة القرارات التي تصدر عنه تماما كما كانت تصدر عن بلخادم قبل أن يعلن حالة التمرد والعصيان عليها، وهي الحالة التي أخرجته من قيادة الحزب.

إلى ذلك، دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس الأربعاء، أمناء محافظات الحزب لـ"لم شمل" القواعد النضالية للحزب وتفادي أساليب "الإقصاء". وشدد سعداني خلال أول لقاء جمعه بأمناء المحافظات بمقر الحزب على "ضرورة تشجيع سياسة المصالحة والوئام بين جميع مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني"، مبرزا أن "الاختلاف الذي وقع بين قيادي الحزب سابقا أثر على القواعد النضالية خلال الأشهر الماضية". 

وأكد الأمين العام الجديد انه "سيحرص شخصيا على عدم تشجيع سياسة التفرقة والانتقام والإقصاء"، مضيفا أن حزب جبهة التحرير الوطني "لا يختزل في منصب أمين عام أو مكتب سياسي بل يشمل كل القواعد النضالية". كما ناشد سعداني مناضلي تشكيلته السياسية ل"لتوحد والتخلي عن الأنانيات" خدمة لمصالح الوطن والحزب، وأضاف انه على أمناء المحافظات تبليغ المناضلين بكل القسمات أن "مشاكل قيادة الحزب قد انتهت" وان "اجتماع اللجنة المركزية الاخير يبقى سيدا في قراراته". كما حرص سعداني في توجيهاته على "ضرورة تجميع القواعد النضالية في إطار القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب".

 وأوضح في هذا السياق أن "فرض الأشخاص في هياكل الحزب كالمحافظات مثلا لا يأتي بنتائج"، معتبرا أن "الصندوق (الانتخابات) هو الحل والفاصل". وفي تصريح للصحافة على هامش اللقاء أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي للحزب ستعرف في "غضون شهر" وذلك بمناسبة انعقاد دورة قادمة لاجتماع اللجنة المركزية. وأضاف سعداني أن إسناد المسؤوليات في المكتب السياسي المقبل "ستخضع لمعايير تكون في مستوى رهانات المرحلة المقبلة". 

 

خولة. بو/ ط. مروان

 

من نفس القسم الوطن