الوطن

سعداني يحذر أنصاره من قيادة حملات لتصفية المناوئين له

بعد تسلمه لمهامه رسميا كأمين عام للحزب العتيد

 

 

توعد الأمين العام الجديد للحزب العتيد عمار سعداني أنصاره بتطبيق عقوبات صارمة ضدّهم في حالة ما وصلته تقارير عن حملات تصفية سيقوم بها هؤلاء ضدّ المناوئين له من أعضاء اللجنة المركزية، ممن قاطعوا أشغال الدورة السادسة المستأنفة للجنة المركزية التي تمت الخميس الفارط بفندق الأوراسي بالعاصمة، والتي قال بأن نتائجها "شرعية".

 

وستسلم لمصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية في أقرب وقت ممكن، معتبرا أن ملف الشرعية هذا قد انتهى وتم الفصل فيه نهائيا، بعدما زكاه 274 عضو من أعضاء اللجنة المركزية، أما مسألة المحضر القضائي التي يطاب بوجوده البعض فيرى سعداني أنه ليس بحاجة إلى وجوده مادام القانون قد طبق بحذافيره وعرف اللقاء مشاركة ثلثي أعضاء اللجنة المركزية.

وقال سعيداني بعد تسلمه لمهامه كأمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني رسميا أمس، بمقر الحزب بحيدرة بالعاصمة، بأنه لن يتسامح مع أي طرف مهما كان وزنه في الحزب، ممن سيعمل على مقاطعة مشروع المصالحة بين الإخوة في النضال السياسي داخل الجبهة، وهو المشروع الذي سيشرع في تجسيده قبل أن ينتقل إلى نقطة أخرى في برنامجه، وبالرغم من أن تصريحاته هذه لم تكن مطبقة على أرض الواقع، بدليل أن اللقاء الذي تم أمس انحصرت الدعوات فيه على عدد قليل جداً من إطارات الحزب، المحسوبين على جناح رئيس مكتب الدورة أحمد بومهدي، فيما فضل محافظون آخرون رفض تواجد مناضليهم ومنتخبيهم في هذا اللقاء لأسباب تبقى مجهولة، فيما فضل بعض إطارات الحزب ونوابه وأعضاء من اللجنة المركزية في دائرة الحدث التي يصنعه بروز سعداني في واجهة الحزب العتيد، حيث يسعى هؤلاء من خلال هذه الإحاطة بالرجل الأول في الأفالان اليوم بهدف الترويج لأنفسهم كرجال المرحلة المقبلة في مسار الحزب.

وقد دعا المتحدث في هذا اللقاء، إطارات ومناضلي حزبه، إلى حمل انشغالات القاعدة، إلى الحكومة من خلال منتخبي ونواب الحزب، خاصة وأن المرحلة الراهنة تمثل مرحلة الاستمرارية لمسيرة الحزب التي ليس فيها انقطاع على حدّ تعبيره، حيث أكد المتحدث في السياق ذاته على أن مسيرة حزب جبهة التحرير الوطني، فيها الايجابي والسلبي الذي سنتحمله مهما كانت طبيعته، داعيا مناضلي الحزب إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يفرق بينهم على مستوى كل هياكل الحزب، مشددا على ضرورة توحيد الصف خدمة لمصلحة البلاد وحفاظا على وحدة الحزب العتيد، والتي لن تكون إلا إذا ما استطاع أن يقنع المناوئين له بضرورة العودة إلى البيت الذي قال بأنه يسع الجميع وهو مفتوح أمامهم دائما، طالبا من عقلاء الحزب مساعدته في مساعيه التي تهدف إلى الوحدة في صفوف الجبهة.

هذا واعتبر الأمين العام للحزب، أنه شخصيا لا يملك أي عدو داخل الحزب، وأنه أمين عام على جميع المناضلين والقيادات ولن يكون له أي مشكل أو خلاف بين أنصاره أو المقاطعين لمشروع التزكية التي ناله الخميس الفارط، وعلى هذا الأساس وجه المتحدث نداء لإطارات حزبه وخاصة أصحاب مبادرة "التزكية"، إلى ضرورة الشروع في حملة واسعة على مستوى هياكل الحزب من أجل تطبيق مشروع الوحدة والمصالحة، في أقرب الآجال، وفند سعداني الأقاويل التي تشير إلى اعتزامه تطبيق قرارات صارمة ضدّ المقاطعين له والرافضين لتواجده على رأس الأمانة العامة، حيث نفى تشكيل لجنة انضباط تتولى مسألة الأعضاء الذين قاطعوا أشغال الدورة السادسة، وذلك بهدف لم الشمل التي تعد أولويات المرحلة هذه.

وفي سياق آخر أكد سعداني على أن قرار تشكيل المكتب السياسي، سيكون في الوقت المناسب، دون أن يكشف عن وجه المناسبة هذه وإن كانت متعلقة بأجندته المرسومة سابقا أم أنها مرتبطة بأجندة أطراف أخرى، حيث قال في هذا السياق بأن تشكيلة المكتب السياسي سيتم مراعاة عدّة جوانب متعلقة بالجهوية، حيث أن القانون يفرض التوزيع النسبي بين مناطق الوطن وكذا الكفاءة والنضال داخل هياكل الحزب، كما أكد سعداني أن التشكيلة ستشمل 15 عضوا تماما كما كان في عهد الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، ما يؤكد نظرية أن الرجل يمارس ذات التوجه الذي كان يسير عليه عبد العزيز بلخادم، وأنه جاء ليواصل مشروع مرشح الرئاسيات المقبلة التي لازالت مبهمة معالمه لحدّ الساعة.

وفي سياق آخر سيشارك سعداني صبيحة اليوم، في أشغال افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان بغرفتيه، وذلك بهدف مساندة نواب حزبه ممن زكوه على رأس الأمانة العامة، واغتنام الفرصة للضغط على النواب الآخرين الذين لازالوا مع الجناح الآخر الذي يقوده جناح الوزراء بزعامة وزير النقل عمار تو.

 

نحو تزكية خاوة رئيسا للكتلة البرلمانية لعهدة أخرى

هذا وفي سياق ذي صلة، أشارت تقارير من محيط الأمين العام الجديد للأفالان عمار سعداني، أنه يعتزم تعيين رئيس الكتلة البرلمانية السابق الطاهر خاوة، في ذات المنصب لعهدة أخرى، بعد أن قدم الرجل كل الشروط التي تجعله يحوز على هذه الثقة، إذ كان أحد القيادات الحزبية التي ساهمت في هندسة مشروع التزكية لمنصب الأمين العام للحزب، وفي ظل غياب منافس آخر له على هذا المنصب من المقربين من سعداني.

وأكدت ذات التقارير أن سعداني يفضل تعيين خاوة في منصب الأمين العام حتى يكافئ الرجل على المهام التي قام بها في إنجاح الدورة السادسة المستأنفة للجنة المركزية مؤخراً، باعتباره يجد صعوبة كبيرة في وضعه ضمن تشكيلة المكتب السياسي التي يتنافس على مقاعده الـ 14 حوالي 80 عضوا في اللجنة المركزية ممن قادوا الحملة الانتخابية له، فيما تشير ذات التقارير أن سعداني سيتفرغ في الفترة هذه إلى وضع أنصاره في مختلف هياكل المجلس، وحل مشكل تجديد هياكل المجلس وهياكل مجلس الأمة حيث سيقوم بتعيين أحد المقربين منه على رأس كتلة أعضاء الحزب بمجلس الأمة، والذي بدوره كان طرفا في هذه الحملة الانتخابية التي دامت 8 أشهر أي منذ الإطاحة بالأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم.

أما فيما يخص هياكل الغرفة السفلى للبرلمان، فيسكون النائب محمد جميعي في منصب نائب الرئيس، بعد أن تخلى عن حلم رئاسة الكتلة البرلمانية طمعا في توليه لعضوية في المكتب السياسي المرتقب الإعلان عنها بعد أسابيع، خاصة إذا ما فرض الأمين العام الجديد للحزب الصندوق كحل لإرضاء جميع الأطراف المحيطة به والتي ترغب في أن تكون في تشكيلة المكتب السياسي.

وبالمقابل سيكون النواب الذين التحقوا بجناح أحمد بومهدي في طليعة الهياكل الخاصة بالمجلس الشعبي الوطني، حيث سيعقد صبيحة اليوم سعداني مع نواب الحزب لقاء بمقر المجلس للكشف عن خططه وأهدافه معهم.

هذا وقد صرح عدد من نواب الحزب ممن تحدثوا مع "الرائد"، على أنهم سيرضون بكل القرارات التي ستصدر من الأمين العام، والتي كشف عنها في الندوة الصحفية التي تلت تزكيته في منصب الأمين العام والتي قال بأنه سيختار الصندوق كحل لمشكل تجديد هياكل المجلس، حيث يتصارع أكثر من 200 نائب على 29 منصب متاح أمامهم في الغرفة السفلى للبرلمان.

خولة. بو

من نفس القسم الوطن